أراء ومقالاتالموقع

عمر النجار يكتب لـ«الموقع»: هل حقاً نستورد أطباء مصريين في السنوات المقبلة؟!

يبدو أن النقاش الذي يَدور داخل أروقة اللجان المتخصصة لمجلس النواب والأحزاب الهامشية بعيد كل البعد عن ما يُفكر فيه شباب الأطباء المتميزين في تخصصاتهم في مجالات الطب البشري وغيرها..

فمعظم قضايا ومواضيع هذه الأحزاب أشبه بِأحاديث الأحلام الخيالية الليلية وبرامج اللقطة والشو الإعلامي.

في الحقيقة، لم يَعد مُجديًا مناقشة موضوعات متخصصة في التعليم والاقتصاد في ظل عدم وجود خبراء متخصصين بهذا المجال وعلى احتكاك مباشر بِمشكلات الشباب الحقيقية.

ولم يَعد الأمر كما تُشير البيانات الصادرة من الأحزاب الهامشية حول تنظيم مؤتمر أو ندوة بشأن «أحلام ومستقبل الشباب»..

لأنَّ الواقع يكتبه أستاذ نساء وتوليد بكلية طب عين شمس، عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك- ميتا»، خلال تدوينة قصيرة جاء عنوانها كالتالي: «مصر بلا أطباء شباب»..

وكتب أستاذ الطب تدوينته التي جاء نصها كالتالي: «النهارده وأنا في امتحان البكالوريوس سألت كل الطلبة.. ناوي تعمل إيه بعد التخرج إن شاء الله.. المرعب إن ١٠٠ في الـ ١٠٠ منهم قالوا هنهاجر.. ولا واحد جاوب إجابة تانية..

اللي قال بعمل زمالة.. واللي قال بعمل معادلة.. واللي قال براسل جامعات أجنبية.. لو ربنا وفق كل شباب الأطباء دول للهجرة.. فده معناه إن بعد ١٠ سنين مصر هتكون بلا أطباء شباب (ما عدا الذين فشلوا في السفر لضعف مِستواهم وسوء كفاءتهم).. يعني ممكن ييجي اليوم الـ نستورد ولادنا الأطباء المتفوقين بعد ما يسافروا.. بوست للمراجعة بعد ١٠ سنين».

السؤال الذي يَطرح نفسه بقوة وبحاجة لمناقشة جادة وحقيقية: «هل هؤلاء الشباب المتميزين في معظم التخصصات اهتموا بالقانون الصادر من مجلس النواب بزيادة بدل المخاطر الطبية والطوارىء للأطباء الذي يُقدر بمئات الجنيهات..؟!
هل يَسمع هؤلاء الشباب عن وجود الأحزاب التي تَسمع وتُخاطب نفسها وتنشر جولاتها عبر منصات السوشيال ميديا»؟.

عندما يَقرأ الشخص الذي يُحب وطنه بإخلاص.. سيقفُ حائرًا أمام ما كتبه أستاذ النساء والتوليد بكلية طب عين شمس، بأنَّ الذي سيمكث في مصر من شباب الأطباء في المستقبل هم الذين فشلوا في اختبارات ومُعادلات الجامعات الأجنبية لِضعف مستواهم، حسب نص كلامه.

واللافت أيضًا في تدوينة الأستاذ الجامعي، تساؤله الحقيقي: «هل سيأتي اليوم الذي نستورد فيه أولادنا من الأطباء الذين هاجروا».. هذه أسئلة يجب أن تكون حاضرة وعلى طاولة مجلس النواب والندوات والمؤتمرات التي تُناقش موضوعات وقضايا حقيقية من خلال خبراء مُتخصصين.

في اعتقادي أنَّ هذه التدوينة التي جاءت من أكاديمي يَمتحن شباب طلاب الطب.. ستمر على مجلس النواب كما مَرت قضايا وأزمات كانت بحاجة إلى مناقشات جادة..
فالواقع أثبت أن معظم الأعضاء القادمين من الأحزاب غير مؤهلين لهذه المناصب على الإطلاق.

والأهم، يجب ألا يَخلو الأمر في هذه القضية الخاصة بشباب الأطباء من وجود صوتٍ مُتخصص أكاديمي يطرح كلاما جادًا ومختلفاً عن ما نسمعه في لجان البرلمان والأحزاب وبرامج التوك شو بكلّ هدوءٍ ومسؤولية حتى يتم دراسة الأمر بعناية.

حقيقة الأمر أن ما قاله الأكاديمي والمحاضر في كلية الطب حمل في طياته ما لا يُترك مجالاً للشك أننا إذا سلكنا نفس الطريق دون دراسة مطالب هؤلاء الشباب من الأطباء وغيرهم من المتميزين في جميع المجالات فسيأتي اليوم الذي نستورد فيه الأطباء المصريين الذين هاجروا بعد أن تعلموا في مصر..

وستكون هذه القضية الشائكة مثلها مثل ملف استيراد القمح والزيوت وبعض السلع الأخرى الضرورية التي نستوردها.

باختصار، أن أعضاء لجنة الصحة بمجلس النواب ووزارة الصحة مسئولان إما بالمعلومات في هذه القضية لعدم إدراك أبعادها ومخاطرها على مستقبل البلد..

وإما بالإهمال لِمثل هذه القضايا.

أخيرًا، المأساة تكمن في هذه القضية على من يتولي ملف الصحة في دولاب الحكومة وفي اللجنة التشريعية الخاصة بالصحة داخل البرلمان-
هذا إذا اعتبرنا وجوده على أرض الواقع واحتكاكه بقضايا الشارع.

حفظ الله مِصرَ ومُؤسساتها.

اقرأ ايضا للكاتب

عمر النجار يكتب لـ«الموقع»: الأحزاب داخل البرلمان تحسم مُستقبلها.. لا أزمات المواطن

عمر النجار يكتب لـ«الموقع»: طوابير السجائر تتخطى مخابز العيش

عمر النجار يكتب لـ«الموقع»: رسالة الجمهور لبرلماني يطلب تحويلات المغتربين إجباريًا: «اتكلم في اللي يُخصك»

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى