أراء ومقالاتالموقع

عمر النجار يكتب لـ«الموقع»: الأحزاب داخل البرلمان تحسم مُستقبلها.. لا أزمات المواطن

واهمِون رؤساء وأعضاء الهيئات العليا من الأحزاب المؤيدة والمعارضة والموجودة داخل البرلمان وخارجه أن المواطن يُعول عليهم في حل أزماته..

لِكون المواطن أدركَ أن هذه الأحزاب تَصم أذنها عن الأزمة الاقتصاديةـ وإذا افترضنا إصدارهم لبيان ينتقد السياسات الاقتصادية- إلا أنه في الحقيقة يأتي دون مُعالجة أو وضع رؤية حقيقية قابلة للتنفيذ.

نفس هذا الأمر لا يَختلف كثيرًا عن أداء البرلمان الحالي، الذي جاء مُخيبًا لآمال وطموحات المواطنين.. بمعنى أدق أنَّ الشارع لا يَرى وجود برلمان حقيقي به كوادر مُثقلة بالخبرات في كافة المجالات

المواطن العادي أدركَ أنَّ البرلمان مُثله مثل الأحزاب في الدور والشكل والمضمون.. أي بمعنى أدق هناك تشابهًا في عدم وجود دور واضح لهم وتشابهًا في المباني الفخمة المكيفة وتشابهًا في عدم وجود رؤية حقيقية يتم مناقشتها سواء داخل الأحزاب أو حتى داخل غرف البرلمان.

الأحزاب المصرية لا تفتح أبواب قلبها إلّا لرجال الأعمال ولا تستقبل المُثقفين والمتخصصين في جميع المجالات.. لأنه من يأتي دون «شيكارة» الأموال لهذه الأحزاب لا يَحتلُ فيها منصبًا مرموقاً.

هذه هي الصورة الكاملة لخريطة الأحزاب المصرية التي في معظمها لها أعضاء داخل مجلس النواب والشيوخ.. لهذه الأسباب المواطن فقد الثقة في هذه الأحزاب مثلها مثل البرلمان لا يَختلف الأمر كثيرًا.

ليبقى سؤال الأسئلة، هل نأمن هذه الأحزاب المبنية بغلاف كرتوني «هش» على مُستقبل دولة بحجم مصر.. لا أخفيكم سرًا أنَّ قلة من قيادات هذه الأحزاب لديهم اعتراف كامل بأنهم غير مؤهلين لهذه المناصب والبعض الآخر واهمون أنهم يُؤدون دورًا لكن العكس هو الصحيح تمامًا.

الوصف الدقيق لهذه الأحزاب هو جلوسهم في مكاتب مُكيفة بعيدة كل البعد عن ضوضاء الشارع، في وقت يَضعون فيه ساقاً على ساق جالسين على كرسي يهتزُ بهم يمينًا ويسارًا ليراقبوا من خلاله ماذا سيجنون من الغنائم.

في الواقع أنَّ الآمال التي عُلّقت على هذه الأحزاب كممرّ إلى مشاركة الحكومة في حل الأزمة الاقتصادية تبدّدت، وأنّ الحلول التي يطرحها ممثلو الأحزاب في البرلمان لم تصل ولن تصل لكونها مبنية على أطروحات مُسكنة وليس رؤية حقيقية كشفت أداء مجلس نواب أضعف مما يتصور البعض من المواطنين العاديين وليس حتى المثقفين.

أتحدّثُ عن عيّنات حقيقية من ممثلي الأحزاب في البرلمان شاهدها العالم بأكمله عندما طرح برلماني وممثل عن حزب بضرورة إلزام المصريين العاملين بالخارج بتحويل نصف رواتبهم بالعملة الصعبة.. هذا النموذج قدَّم ما يُمكن اعتباره صورة نهائية عن الأحزاب وعن ما تَطرحه.

ما حدث أظهر بوضوح شديد فكر الأحزاب الذي تُنظم مؤتمرات مبنية على أحلام خيالية ورؤى غير قابلة للتطبيق والتنفيذ..

فالتباهي في تنظيم المؤتمرات وورش التدريب التي يُنظموها تعكسُ صورة سلبية عن الأحزاب.. والمبالغة في الأفكار الخيالية غير القابلة للتنفيذ تُفقدهم الثقة في أنفسهم وليس الشعب، لأن المواطن أدرك أنَّ هذه الأحزاب ما هيَّ إلا عبارة عن مباني خاوية على عروشها.

فما يَطرحهُ ممثلو هذه الأحزاب في أي نقاشات يُثبتُ أن فكرهم لا يتماشى مع دولة بحجم مصر ولا يعرفون قيمة هذه الدولة على الإطلاق.. هذه الأحزاب من ألفها إلى يائها تجارة خاسرة على الشعب المصري وأيضًا على الدولة المصرية.

هذه الأحزاب لا تُنكر أنها في تبعية مطلقة للنظام الحاكم.. وهذا ما لا تريده ولا ترغب فيه مؤسسات الدولة المصرية، إذ هي تريد منهم تقديم رؤية وروشتة حقيقية وليس التبعية.. لكن للآسف هم مغلوبون على أمرهم لكونهم لا يَمتلكون أي كفاءات تُقدم رؤية مبينة على أسس علمية.

ما أود قوله، إنه في لعبة السياسة بشكل عام كلّ تنازل مقبول إلّا التنازل عن العقل.. لأن اللعبة في الأساس قائمة على العقل فقط وليس المال.. هذه رسالة تدور في ذهن العامة من الشارع أرجو أن تَصل إلى الأحزاب حتى لا تتكرر الأخطاء مرة أخرى في المناقشات العامة التي كشفت أدائهم.

وأخيرًا وليس آخرًا، أنَّ من يَسلك طريق شظف العيش للتعايش مع الشارع من الأحزاب هو من يَخترق جدار الأزمات ليناقشها ويطرح الرؤية الحقيقية لا الخيالية ويجتاز المطبّات.. ويسلك طريقها ولا ينتظر أحدًا.

حفظ الله مِصرَ من فكر هذه الأحزاب.

اقرأ ايضا للكاتب

عمر النجار يكتب لـ«الموقع»: طوابير السجائر تتخطى مخابز العيش

عمر النجار يكتب لـ«الموقع»: رسالة الجمهور لبرلماني يطلب تحويلات المغتربين إجباريًا: «اتكلم في اللي يُخصك»

عمر النجار يكتب لـ«الموقع»: الحكومة تحصل على مليارات من ضرائب السجائر.. وتخسرها على مرضى التدخين

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى