أراء ومقالاتالموقع

عمر النجار يكتب لـ«الموقع» كيف تُصبح الصحافة القومية بـ«لا ورقية»؟

بعدما أعلنت حكومة دبي نجاحها خلال الأيام الماضية في التحوّل إلى حكومة لا «ورقية بالكامل»، وأصبحت حاليًا أول حكومة تستغني عن الورق على مُستوى العالم، لا يَزال القائمون على رأس المُؤسسات الصحافية القومية يُدافعون عن طباعة هذه الصحف التي تتعثر يومًا تلو الآخر في الانتشار وتحديدًا في عصر وانفتاح التكنولوجيا الرقمية.

ورُغم انتشار سِلسلة من التنبؤات تُفيد بِانحسار أرقام توزيع الصحافة الورقية، تبريرًا منهم بأنَّ الصحافة الرقمية انتزعت جزءًا كبيرًا من جمهور الصحافة الورقية، لا يزال القائمون على الصحافة الورقية يُدافعون عنها بحجة كونها ثرية وغنية بالرؤى والأطروحات، في الوقت الذي من المُمكن فيه أن يقوموا بنشر هذا المحتوى الثري على الإصدار الإلكتروني.

بعض القائمين على إدارة المُؤسسات الصحافية القومية، كانوا ضيوف في برنامج على قناة «تن» مُتحدثين عن مُستقبل الصحافة الورقية، قائلين: «حل هذه الأزمة يبدأ بـ فتح منافذ توزيع جديدة في المُدن الجديدة وتوفير عملية دمج حقيقي ما بين الورقي والإلكتروني»، في الوقت الذي غفلوا فيه عن أنَّ هناك صفحات لأشخاص على «السوشيال ميديا» عليها آلاف وملايين المُتابعين سواء من مصر أو من العالم العربي أو حتى من الجاليات العربية الموجودة في الخارج، وربما أكثر تأثيرًا من الصحافة الورقية..

وهذا ما ظهر جليًا مع اليوتيوبر الشهير «أبو فلة»، الذي نجحَ مع مفوضية اللاجئين في توفير احتياجات آلاف الأسر النازحة خلال فصل الشتاء بجمع مليون دولار، بمناسبة تخطيه حاجز الـ 20 مليون مُتابع على قناته اليوتيوب.

نرشح لك: عمر النجار يكتب لـ«الموقع» حلقة بَرنامج شريف عامر .. بلا حارس البوابة

بتقدم التكنولوجيا، هل نبحث ملف «فتح منافذ جديدة لتوزيع الصحافة الورقية»، في ظل الضغط على زرار يحصل فيه الشخص على الأخبار حيثما يشاء من كل دول العالم، أم نبحث ملف كيفية صناعة محتوى «هادف» ينتشرُ بصورة أسرع للجمهور، وفي ظل وجود مُبتكرات تكنولوجية أعادت تشكيل المشهد.

ثورة التكنولوجيا المُتطورة أحدثت حاليًا تبدّلاً في الطريقة التي يتلقَّى فيها الجمهور الأخبار والمعلومات وأيضًا حَرمت الصحافة الورقية من الاحتكار الذي كانت تنعم به في السابق، لذلك كان يجب عليهم أنْ ينظروا بنظرةٍ مُختلفة للازدهار الذي حدثَ مؤخرًا في وسائل السوشيال ميديا.

في هذا التوقيت تحديدًا انصرف المزيد من المواطنين إلى هواتفهم الشخصية للاطلاع على كل ما هو جديد على «السوشيال ميديا»، بدءًا من أخبار الطقس والطبخ والموضة وصولاً لوسائل التسلية والترفيه، بجانب الأخبار التي تنشرها المواقع الإلكترونية على هذه الوسائل.

القضية بشكل عام ليست في مُعضلة الصحافة الورقية لكنْ في مضمون الرسالة التي تُبث عبر هذه الوسائل، لأنَّ ثقافة العالم تغيرت حاليًا للاتجاه نحو التكنولوجيا بشكلٍ كامل.

لذلك على المؤسسات الصحافية القومية وكليات الإعلام أنْ تُعيد النظر في وسيلة بث المحتوى وتعليم الصحافة للطلاب؛ لأنَّ ما كان مُتَّبعًا قبل 15عامًا لم يعد كذلك اليوم، فالمشهد الصحافي والإعلامي يتبدّل كل يوم، في ظل ظهور تقنيات ووسائل تُعيد تنظيم العَلاقة بين وسائط الإعلام والجمهور.

اقرأ ايضا للكاتب

عمر النجار يكتب لـ«الموقع»: جبر الله خاطرك يا تامر شلتوت

عمر النجار يكتب لـ«الموقع» إعلام «الترند».. أم إعلام المواطن؟!

عمر النجار يكتب لـ«الموقع» عن «شيرين وحسام».. عرفتوا منين الظالم والمَظلوم؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى