أراء ومقالاتالموقع

عمر النجار يكتب لـ«الموقع»: جميلة إسماعيل تُغازل الشارع علناً.. وتفاوض النظام سرًا

مَا دامت أحزاب المُعارضة المِصرية تَرفع شِعار الانتقاد والاختلاف عنوانًا عريضًا لهاـ وتندرجُ تحتهِ تحقيق مَكاسب سياسية وغيرها- بعيدةً عن أعين الشعب.. فهيَّ في مَأمن..

رُبما هذه صورة مُختصرة تكشف عمَّا يَدور ويَحدث داخل أروقة أحزاب المُعارضة.

لِكونه من الصعب إيجاد تفسير واضح لِمواقف جميلة إسماعيل رئيس حزب الدستور- الحزب الذي يُصنف في إطار المُعارضة- وذلك لِتنسيقها غير المُعلن مع النظام الحالي أثناء تَرشحها للانتخابات الرئاسية..

إذ كان تنسيق، جميلة إسماعيل، مع النظام الحالي يَتمثل في شَكل مَطالب واضحة ومُباشرة أبرزها هُو «تَزكيتي من أعضاء مجلس النواب حتى أستطيع الدخول في سِباق الانتخابات الرئاسية».

وبالفعل، حَصلت جميلة إسماعيل، على تزكية أكثر من 20 عضوًا بالبرلمان يَتبعون لـ «تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين»، إحدى الكيانات السياسية الداعمة لِسياسات النظام الحالي.

وسُرعان ما تم تَداول هذا الخبر بين أعضاء وقيادات حزب الدستور، الذين عَرفوا أنَّ تزكية أعضاء مجلس النواب لها للترشح للانتخابات الرئاسية جاء بَعدَ مُطالبتها من النظام الحالي بشكل مُباشر..

الأمر الذي رفضه كل أعضاء حزب الدستور واتهموها بشكل واضح بأنَّ دورها في الانتخابات سيكون «ديكوريًا».. وليس خوض مُنافسة حقيقية مَبنية على أسس وقواعد الحزب..

وبَعد رفض أعضاء حزب الدستور والهيئة العليا للحزب ترشح جميلة، للانتخابات الرئاسية رُغم أنها قد حصلت بالفعل على تزكية أعضاء مجلس النواب، واستوفت كل شروط الترشح إلاّ أنها قرّرت عدم خوض المنافسة بناءً على مَطلب أعضاء الحزب لها.

هذه صورة بسيطة عن ما تُطلق عليها اسم المُعارضة وهو: «انتقاد سياسات النظام الحالي في النهار وأمام مرأي ومسمع الجميع.. وفي الليالي الحالكة التفاوض مع النظام سرًا بشأن ما سنحصل عليه من الغنائم والمكاسب».

في كل الأحوال، لمْ تَكن خُطوة جميلة إسماعيل، وهيَّ من النوع المُستغرب على أعضاء حزبها الذي تنتمي إليه وأيضًا على الشارع المِصري ككل الذي يَحسبها أنها مُعارضة خُطوة مُوفقة..

لأنهُ ليس لدى جميلة إسماعيل، ما تَخجل به وتُفصح عمَّا دارَ بينها وبين النظام الحالي من مُفاوضات بشأن تزكيتها من مجلس النواب لخوض سباق الانتخابات الرئاسية، وأنْ تُصارح بما دار من كواليس أعضاء حزبها، الذين وافقوا على قرار ترشحها للانتخابات.

في النهاية، حصلت سِلسلة من الأخطاء أدت إلى عدم خوض جميلة، سباق الانتخابات الرئاسية.. لأنهُ ما كان يَتصور أعضاء داخل حزبها أنَّ جميلة، تَلعب على كل الأحبال.

ومن أبرز الأخطاء التي ارتكبت هو الاستخفاف بعقول أعضاء حزب الدستور..

ويَظل الخطأ الأكبر هُو عدم الذهاب سريعًا لعقد جمعية عمومية أو جلسة عاجلة لأعضاء الحزب ومُصارحتهم بالحقيقة، وأيضًا على الشعب الذي يَعرف عنها أنها شخصية مُعارضة.

شيءٌ من البطولة الفنكوشية تحقق- لا رَيب في ذلك- وتَحديدًا في أنَّ النخبة والبعض من المواطنين المُهتمين بالشأن السياسي عَرفوا أنَّ سياسية مُعارضة ترشحت للانتخابات الرئاسية..

لكن الواقع أكدَّ عكس ذلك في أن صُورة المعارضة ازدادت تقهقرًا وتهشمت بين أنفسهم قبلَ أن تكون قد انكشفت للعلن وأمام الرأي العام والشارع المصري.

اقرأ ايضا للكاتب

عمر النجار يكتب لـ«الموقع»: رِسالة الجمهور لـ«الطنطاوي».. حُلم الأحزاب صار كابوسًا!

عمر النجار يكتب لـ«الموقع»: الأحزاب داخل البرلمان.. تجربة نتمنى ألا تعود

عمر النجار يكتب لـ«الموقع»: قناة الغد تنطلق في ثوبٍ جديد لمُواكبة الإعلام الرقمي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى