أراء ومقالاتالموقع

عمر النجار يكتب لـ«الموقع»: رِسالة الجمهور لـ«الطنطاوي».. حُلم الأحزاب صار كابوسًا!

لا مُستقبل في الأفق من أجل وقف زيادة أعداد الأحزاب الهَامشية سواء كانت مُؤيدة أو مُعارضة، وذلك بعد أنْ أعلنَ المرشح الرئاسي السابق، أحمد الطنطاوي- الذي أدى دَورهِ المَصنوع بِكل حِرفية وإتقان شديد- عن تأسيس مَولود سياسي جديد.

يُمكن اعتبار دور، أحمد الطنطاوي، في الترشح للانتخابات الرئاسية الجارية بين أكثر الأدوار المَكشوفة للعلن أمام المُواطن البسيط، التي وُلدت من رحم ما يُسمى بِمُصطلح «المُعارضة المُصطنعة».

منْ الآن، يُمكن الجزم بأنَّ الدولة المِصرية سَتدفع غاليًا ثمن شُهرة، أحمد الطنطاوي، الوهمية في الشارع وعلى مَنصات السوشيال ميديا.. تمامًا مثلما دفعت الدولة ثمن لِبعض رموز 25 يناير لعام 2011، المقيمين في الخارج والذين لم نعرف شيئًا عن أدوارهم حتى الآن.. والأمثلة كثيرة.

أكتر ما يُقلق الشخصيات الوطنية المُتخوفة على مَصير هذا البلد هو صِناعة أبطال لم تَتدرج في السُلم الوظيفي الحقيقي، وهذا ما رأيناهُ في تركيبة مَجلس النواب الحالي، وبعض التعيينات في المَناصب الحكومية، التي جاءت على نَهج أهل الثقة وليس الكفاءة.

رُبما حديث أحمد الطنطاوي، في إعلان انسحابه من السباق الرئاسي حول تدشين نظام سياسي أو جبهة منظمة جديدة تحملُ مشروعًا ورؤية مُتكاملة، حسب نص حديثه..
يَدل على أننا أمام سِيناريو لا يَنتهي من تأسيس الأحزاب الوَهمية والكرتونية التي تُمثل أصحابها فقط- إذا افترضنا وجودها على أرض الواقع-.

الأمر الأكيد والواضح وضوح الشمس، أنَّ الأحزاب التي تتمتعُ بالأقدمية السياسية ليسَ لها تأثير وتواجد على أرض الشارع مِثلها مثل الأحزاب المولودة حديثاً، التي تأسست على نهج رجال الأعمال في الدفع المالي، من ناحية اختيار صاحب مَخبز في الأقاليم وصولاً إلى صاحب توكيل سيارات في العاصمة، التي لا تشترط تواجده بقدر مَا هيَّ بحاجة إلى أمواله..

السؤال هنا: هلْ هذه أحزاب سياسية أمْ أحزاب مالية.

وعلينا ألاّ نستغرب كثيرًا في أنَّ رجل أعمال مَا اشترى حزبًا بكل مَقراته الوهمية في المحافظات.. الأمر الذي يُؤكد على أن من يُؤسس هذه الأحزاب حاليًا همْ رجال الأعمال الذين يتحكمون في مَسار هذه الأحزاب.

لأنه بِمجرد تأسيس حزب جديد لأحمد الطنطاوي، وهو في الأساس عضو بحزب الكرامة الذي قد أعلن دعمه في الانتخابات الرئاسية قبل انسحابه، سنستكمل سِلسلة حلْقة الكيانات الوهمية..
لِكوننا إذا افترضنا وجود رؤية جديدة لدى المُرشح، فكان من المنطقي بَلورتها إلى حزبه الذي يَنتمي إليه لا أنْ يُسرع في زيادة أعداد الكيانات الوهمية، التي تشبعنا منها.

لم يَختلف المُثقفون الحقيقيون في مدى تقييمهم لترشح أحمد الطنطاوي، لرئاسة دولة بحجم مِصر، الذين قد أجابوا إجابة مُهذبة مَفادها كالآتي: «العباية واسعة عليه كتير».. هذه الجملة لو أنصتَ لها ودَرسها هذا المرشح ما أقدمَ على مِثل هذه الخُطوة من الأساس حتى لو دَفعه البعض.

قناعة الغالبية الشعبية أي القاعدة العريضة من الشعب هُو أنَّ الأحزاب بالنسبة إليهم مثلها مثل مَجموعة الهموم المُشتركة التي تُمثل عبئًا عليهم عندما يَتحدثون بِاسمهم في المَنابر والمؤتمرات.

وبشكل عام.. فـ كلّما تعقّد المَشهد في اختيار شخصياتٍ غير مؤهلة في المناصب التشريعية والتنفيذية فكلّما كان ذلك على حساب فاتورة الدولة في المُستقبل القريب والبعيد.

في نهاية الأمر، يجب أن يتأكد، أحمد الطنطاوي، وزملاؤه أنَّ بناء وازدهار الدولة المِصرية بِحاجة ماسة إلى الكفاءات الحقيقية المُتخصصة في كافة المجالات وليس ما يُسمى بالنشطاء السياسيين.. لِكون الدولة أُرهقت وخسرت كثيرًا من بعد 25 يناير وحتى الآن في مُراضاة هؤلاء النشطاء سواء كانوا من الأحزاب المؤيدة أو المعارضة المُصطنعة.

حفظ الله مِصرَ ومُؤسساتها.

اقرأ ايضا للكاتب

عمر النجار يكتب لـ«الموقع»: الأحزاب داخل البرلمان.. تجربة نتمنى ألا تعود

عمر النجار يكتب لـ«الموقع»: قناة الغد تنطلق في ثوبٍ جديد لمُواكبة الإعلام الرقمي

عمر النجار يكتب لـ«الموقع»: هل حقاً نستورد أطباء مصريين في السنوات المقبلة؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى