أراء ومقالاتالموقع

عمر النجار يكتب لـ«الموقع» الانتخابات الليبية.. حلٌّ أم مزيدٌ من التعقيد؟

نتابع يوميًا في المنصات الإخبارية والقنوات الفضائية، بأنَّ هناك حالة غضب واحتجاجات مُستمرة في الشارع الليبي شرقًا وغربًا وجنوبًا، للمُطالبة باستحقاق إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في المَوعد الجديد المطروح للنقاش وهو 24 من شهر يناير الجاري، وذلك في الوقت الذي تغافلوا فيه عن ضرورة حل أزمة القبلية والمناطقية وانتشار ثقافة التعصب القبلي في البلاد أولاً قبل إجراء أي انتخابات أو أي قرار مُتعلق بمصير هذا البلد.

قبل الحديث عن إجراء الانتخابات، هو ضرورة توفير الحلول الكافية والشافية لمُشكلة الاندماج الوطني في ليبيا التي تبدأ بـ: «لملمة ظاهرة انتشار السلاح والتوعية الكافية بمخاطر انتشار القتل العمد والأخذ بالثار مع ضرورة رفع مَنسوب الوعي بتقديم المصلحة العامة على الخاصة».

والحقيقة التي لا تخفى على أحد، أنَّ مشكلة القبلية ظلّت مُتجذرة بعمق في المجتمع الليبي خلال العهود الماضية، لأنَّ وجود أزمة القبيلة يُعد حائطًا وسدًا منيعًا أمام تطور وحركة المجتمعات ومبدأ تكافؤ الفرص في العمل على تكريس ثقافة المجتمع المدني بالشكل المطلوب والمرجو تحقيقه، وكذلك إبراز المواهب.. فـ الكثيرُ من الشعب الليبي لا زال يشعرُ بفخر الانتماء للقبيلة.

مع تحسن التعليم بالشكل الكافي، من المؤكد أن تهون وتضعف أمامه أزمة الانتماء القبلي وتفقد أهميتها بالدرجة الكافية، لأنَّ التعليم يُفرز سلوكيات اجتماعية مهذبة وعقليات مُتنورة وآفاقًا مفتوحة، فى محاولةٍ لصرف الأنظار عن ما يُسمى بـ «التراث القبلي والمناطقي»، الأمر الذي يترتب عليه تهميش نفوذ القبلية المُتجذرة في الشعب الليبي.

الاعتراف بِالأزمة القبلية والمناطقية هو بداية حل مشكلة إجراء الانتخابات في أي موعد يتفق عليه الليبيون أنفسهم، لأنهُ يجب أيضًا أنْ نعترف بأن هذه المشكلة في ليبيا أكبر من أن ينظر إليها بمنتهى التهميش، أو النظر إليها بنظرة محدودة وضيقة في الأفق.

أزمة الاندماج الوطني الليبي، تتداخل فيها عوامل رئيسية، أبرزها انتشار ثقافة التعصب الحادة في المواقف التي ما نراها دائمًا تجاه أي أمر يتعلق بالانتخابات الرئاسية أو البرلمانية، أو أي قرار مصيري يتعلق بالبلاد.

في الوقت الحالي، الذي بدأ فيه العالم يتغير نحو التكنولوجيا بشكل كامل وتحديدًا بعد إعلان رجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك عن الهاتف «المعجزة» الذي يتصلُ بالأقمار الصناعية والذي يتحكم أيضًا في السيارات الكهربائية تسلا،: «هل تساءل المواطنون الليبيون أنفسهم عن المستقبل الذي يطمحوا إليه.. وعن الواقع الذي يتمنوه.. وماذا تربحوا أو خسروا من سنوات الحرب الماضية.. الذي يُعد من أصعب المواقف الذي وصل إليها الليبيون في الوقت الحالي».

ما يحتاج إليه الليبيون أنفسهم حاليًا هو تنشيط الروح الإيجابية وتوفير عناصر العزيمة والإرادة وليس إجراء الانتخابات، وأيضًا النظر بعمق تجاه تغيير الواقع الأليم من خلال أنفسهم بعيدًا عن أي شعارات برَّاقة ووعود خيالية تصنع مرة من الليبيين أنفسهم ومرة ثانية من تيارات ليبية تعيشُ خارج الأوطان وأخرى من دول غربية تُملى عليهم في شكل أجندات تخدم مصالحها وتُعطل أي فرص لتسوية الأزمة وخروج الليبيين من ذلك النفق المُظلم، الذي يعيشون فيه منذ عقدٍ من الزمن!!.

اقرأ ايضا للكاتب

عمر النجار يكتب لـ«الموقع» «ماسبيرو».. عندما يتحول الحلُم إلى كابوس

عمر النجار يكتب في ذكرى مرور عام.. الضمير وحده الرقيب الذاتي على موقع «الموقع»

عمر النجار يكتب لـ«الموقع» هل ابتلع جوجل وفيسبوك إعلانات وسائل الإعلام؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى