الموقعتحقيقات وتقارير

الورد فتح في جناين أمريكا .. اعتصامات ومظاهرات طلاب الجامعات لوقف مجازر غزة تحرج العرب

تصريحات متضاربة حول احتجاجات جامعة كولومبيا: إدانة المعادية للسامية ودعم حرية التعبير

تقرير- محمود السوهاجي

تتصاعد وتيرة عنف جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، وعلى إثره راح قرابة 40 ألف شهيد وما يزيد على 60 ألف مصاب كلهم من الأطفال والنساء.

وخلفت الحرب الإسرائيلية على غزة حالة من السخط العارم بين شعوب العالم، وخرج الملايين للشوارع والميادين احتجاجا على العنف الإسرائيلي، ورغم ذلك مازالت الحرب مستمرة على قطاع غزة.

وفي ظل تكالب جيش الاحتلال الإسرائيلي على غزة بدعم بريطاني وفرنسي وأمريكي، تصاعدت وتيرة الاحتجاجات من جانب الشباب الأمريكي، وخرج المئات منهم للميادين، مطالبين بوقف فوري للحرب ضد المدنيين بغزة.

حركة غير ملتزم:

وعلى إثر الاحتجاجات المتصاعدة في أمريكا ضد سياسية جو بايدن الرئيس الأمريكي، سافر منظمو حركة “غير ملتزم” السياسية المناهضة لدعم الرئيس الأمريكي لحرب إسرائيل على غزة، إلى جامعة ميشيغان أمس الخميس، لمواصلة الاحتجاجات.

واتسع نطاق الاحتجاجات خلال الأسبوع الماضي في أمريكا بعد أن اعتقلت الشرطة لأول مرة طلابا في جامعة كولومبيا بسبب إقامتهم ما يسمى مخيمات تضامن مع غزة في حرم جامعات من بينها ييل ونيويورك. واستُدعيت الشرطة لعدة جامعات لاعتقال مئات من الطلاب المحتجين.

من جانبهم، أكد منظمو حركة غير ملتزم أنهم سيتجمعون في حرم جامعة ميشيغان في مدينة آن أربور لتعطل أنشطة الرئيس وتحشد مئات آلاف الأصوات في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، وحركة طلابية تجتذب الطلاب وأعضاء هيئة التدريس من خلفيات مختلفة.

وفي الجامعات التي شهدت احتجاجات، وجه الطلاب دعوات لوقف دائم لإطلاق النار في غزة وإنهاء المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل، وسحب استثمارات الجامعات من موردي الأسلحة والشركات الأخرى التي تستفيد من الحرب والعفو عن الطلاب وأعضاء هيئة التدريس الذين تم تأديبهم أو طردهم بسبب الاحتجاجات.

اشتعال فتيل التضامن:

وتخطّت نيران التضامن مع غزة حدود الجامعات الأمريكية العريقة لتصل إلى جامعات أستراليا وكندا، بعد أن اندلعت شرارة الاحتجاجات من جامعة كولومبيا في نيويورك، لتشمل 10 جامعات أخرى من بينها هارفارد، جامعة تكساس، وجامعة نيويورك.

وحل غضب عارم إزاء العدوان الإسرائيلي على غزة، ويشعر الطلاب بالصدمة والفزع من حجم المعاناة الإنسانية في غزة، ويسعون للتعبير عن رفضهم الشديد للهجمات الإسرائيلية.

ويُجسّد الطلاب من خلال احتجاجاتهم مشاعر التضامن مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، داعين لإنهاء الاحتلال وتحقيق السلام.

ويطالب الطلاب بمساءلة الجامعات التي تستثمر أموالها في شركات تدعم الاحتلال الإسرائيلي، مُعتبرين ذلك تواطؤًا مع الظلم.

تخطّى الحراك حدود الولايات المتحدة:

وعبّر طلاب جامعات أسترالية عن تضامنهم مع غزة من خلال مظاهرات واحتجاجات حاشدة.

امتدت نيران التضامن إلى كندا، حيث نظّم الطلاب وقفات احتجاجية للتنديد بالعدوان الإسرائيلي.

وتشير التوقعات إلى احتمال انتشار الاحتجاجات الطلابية الداعمة لغزة إلى جامعات أوروبا في الأيام القادمة.

ماذا يعني ذلك؟

تُمثّل هذه الاحتجاجات رسالة قوية تُعبّر عن رفض الجيل الجديد للحروب والظلم، وتُشكّل ضغطًا على الحكومات والمؤسسات الداعمة للاحتلال، كما تُتيح هذه الاحتجاجات للطلاب فرصة إيصال أصواتهم والتأثير على الرأي العام، ممّا قد يُساهم في إحداث تغيير إيجابي على المدى الطويل.

وتُظهر الاحتجاجات قدرة الحركات الشبابية على التوحّد والتعبير عن قضية مشتركة، ممّا يُعزّز فرص النجاح وتحقيق الأهداف.

ويُمثّل الحراك الطلابي الداعم لغزة ظاهرةً هامةً تُبشّر بمستقبلٍ واعدٍ تسوده قيم التضامن والعدالة. فما بدأ كاحتجاجاتٍ في جامعة كولومبيا، قد يتحوّل إلى حركة عالمية تُجبر العالم على إعادة النظر في مواقفه تجاه القضية الفلسطينية.

معاداة السامية:

وأثارت احتجاجات طلاب جامعة كولومبيا الداعمة للقضية الفلسطينية ردود فعل متباينة من كبار المسؤولين الأمريكيين.

ففي تصريحات للصحفيين، أدان الرئيس الأمريكي “الاحتجاجات المعادية للسامية” دون تقديم تفاصيل إضافية.

من جهة أخرى، أعرب رئيس بلدية نيويورك إريك آدامز عن شعوره بـ “الرعب والاشمئزاز” من تقارير معاداة السامية، مؤكداً إنفاذ القانون ومحاسبة المخالفين.

لكن لفت آدامز الانتباه إلى وضعية جامعة كولومبيا الخاصة، والتي تمنع تواجد شرطة نيويورك داخل حرمها الجامعي دون طلب من إدارة الجامعة.

تأتي هذه التصريحات المتضاربة في ظل جدلٍ حول مدى شرعية الاحتجاجات، ويدافع بعض المدافعين عن حرية التعبير عن حق الطلاب في التظاهر سلمياً، بينما يرى آخرون أن بعض المحتجين عبّروا عن مواقف معادية للسامية.

ويتساءل البعض عن مسؤولية الجامعة في ضمان بيئة آمنة لجميع الطلاب، بينما يُشدّد آخرون على أهمية حماية حرية التعبير.

ولم يصدر عن الإدارة الأمريكية موقف واضح وشامل تجاه هذه الاحتجاجات، ممّا أثار علامات استفهام حول أولوياتها.
ويبقى الجدل حول احتجاجات جامعة كولومبيا مفتوحاً، مع انتظار المزيد من التطورات والتصريحات من قبل الجهات المعنية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى