أراء ومقالاتالموقع

عمر النجار يكتب لـ«الموقع» هل ابتلع جوجل وفيسبوك إعلانات وسائل الإعلام؟

بعد أنْ كانت وسائل الإعلام سواءً كانت مقروءة أو مسموعة أو مرئية تنعم بـ سيل الإعلانات التي لا تتوقف، أصبحت الآن مُهددة ومُتلقية تعهدات من شركتي «ميتا» فيسبوك سابقًا وجوجل بتخصيص ما مجموعه 600 مليون دولار لدعم منافذ إخبارية على مستوى العالم، عدد كبير منها منافذ محلية أو إقليمية تعثرت في العصر الرقمي.

هذه التعهدات، جاءت بعد فقدان وسائل الإعلام عشرات المليارات من الدولارات، التي ابتلعتها شركات التكنولوجيا لسوق ما يُسمى «الإعلانات الرقمية».

في الواقع، تعهدات «ميتا» فيسبوك سابقًا وجوجل لا تُعوض الناشرين أو ملاك القنوات شيئًا من الغنيمة التي كانوا يحتكرونها في السابق، لأنَّ هذا التمويل المُقرر أن يستمر على مدار ثلاث سنوات ما هو إلا مُجرد مُسكنات وتطمينات شبه خاوية تختفي مع مرور الوقت.

هناك معارك قضائية دائرة حاليًا في الولايات المتحدة الأمريكية ضدَّ «ميتا فيسبوك وجوجل»، لتعويضهم عن المحتوى الإخباري، لكن في الحقيقة «المرة» أن هذه المعارك ستبوءُ بالفشل، لأن هذه الوسائل الإعلامية أصبحت شبه «لُعبة» تتحكم فيها شركات التكنولوجيا من ناحية وضع المحتوى الإخباري الذي يتفاعل معه الجمهور فقط، ولم تُفكر بشكل جدي في إصدار تطبيقات إلكترونية خاصة بها حفاظًا على مُحتواها الإخباري وأيضًا حفاظًا على سوق الإعلانات الخاصة بها.

منذ فترة زمنية قصيرة، كان هناك تصريح في غاية الأهمية، لـ فرانك بليزن ناشر صحيفة سياتل تايمز الأمريكية، الذي أكدَّ فيه أنه لو لم تحتكر الشركتان الإعلان وتُوجهان البحث بالطريقة التي توجهانه بها، لكان الإعلام يُحقق دخلاً حتى الآن وبنفس الطريقة التي كان عليها في السابق».

وبالأرقام، نُشاهد أن «ميتا فيسبوك» عملاق التواصل الاجتماعي وجوجل صاحب أشهر محرك بحث في العالم قد حققا 607 مليارات دولار من إيرادات الإعلانات خلال السنوات الثلاث الأخيرة وفقا لما قدمته الشركتان من إفصاحات.

ورُغم تمتع وسائل الإعلام الحديثة بميزة كونها تُتيح لأي شخص أن ينشر رأيه في المدونات، وأن يتبادل الروابط ويرسل رسائل البريد الإلكتروني ويمررها وينشر المحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي

وما إلى ذلك، إلا أنها هدّدت مستقبل العاملين في مجال الصحافة والإعلام بسبب ابتلاع شركات التكنولوجيا للإعلانات.

في الحقيقة، ليست وسائل الإعلام المُتضرر الأول من شركات التكنولوجيا بل أيضًا شركات الاتصالات والتجارة، لأن شركات التكنولوجيا سيطرت بشكل مُرعب على شرايين التجارة والمحتوى والاتصالات على الإنترنت.. وليس غريبًا أيضًا أن القيمة السوقية للشركات الأربع «جوجل وميتا فيسبوك وآبل وأمازون» تزيد من عام 2013 لحد وقتنا هذا بشكل لا يُصدقه عقل.

الخلاصة، هل تنجح وسائل الإعلام في إنشاء منصات مجانية تستطيع من خلالها توفير دخل لها من خلال إتاحة الفرصة للمُعلنين كونهم يستطيعوا أن يصلوا للعملاء المُستهدفين، أم تكون هذه الوسائل مُجرد أداة تستخدمها شركات التكنولوجيا الرقمية كما نشاهده الآن.

اقرأ ايضا للكاتب

عمر النجار يكتب لـ«الموقع» كيف تُصبح الصحافة القومية بـ«لا ورقية»؟

عمر النجار يكتب لـ«الموقع»: جبر الله خاطرك يا تامر شلتوت

عمر النجار يكتب لـ«الموقع» إعلام «الترند».. أم إعلام المواطن؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى