أراء ومقالاتالموقع

عمر النجار يكتب لـ«الموقع» «ماسبيرو».. عندما يتحول الحلُم إلى كابوس

كان حلُم الكثيرين هُو الالتحاق بمبنى الإذاعة والتليفزيون منذ عدة سنوات، لأنَّ الجميع كان يُبذل الغالي والنفيس من أجل أنْ يَصلَ إلى هذا المبنى، الآن ينتاب الكثير من أبناء هذا المبنى العريق الكائن بـ كورنيش النيل بالشعور بالندم على ما بذلوهُ من مجهود خلال الأعوام الماضية، وهذا ما ظهر جليًا خلال الأيام الماضية من العام الجديد، بتجمع العديد منهم في شكل احتجاجٍ رسمي يُندد بالحصول على حقوقهم المتأخرة من حوافز وعلاوات مُنذ عام 2017.

شعور الكثير من أبناء هذا المبنى بالندم والحسرة، لأسباب عديدة أبرزها تجاهل مسؤولي ماسبيرو صرف هذه العلاوات للعاملين التي أقرتها الحكومة في أكثر من عام إلى وقتنا هذا، وأيضًا عدم إشراك بعضهم في عمليات التطوير التي تحلُ بالمبنى من فترةٍ تلو الأخرى، وأيضًا لتأخر صرف مكافأة نهاية الخدمة لمن بلغ سن المعاش.. كل هذه الأسباب كفيلة لأن يقول البعض لنفسه: «ليتني لم أقدم على خُطوة الالتحاق بماسبيرو».

«ليتني لم أفعل كذا».. هذه كلمة يُرددها كل من يَشعر بأنهُ أقل قدرة على الوصول لبعض الأهداف التي رسمها وخطط لها، إذ كانت مُظاهرات العاملين بالمبنى تُندد بأنَّ مصروفاتهم تزدادُ في الانتقالات يوميًا، ولذلك يُطالبون بالحصول على حقوقهم كاملة حتى يتثنى لهم تغطية التكلفة.

وبالتفسيرات التي يُؤكدها علماء النفس والاجتماع، بأن «الحلُم يتحول إلى كابوس» عندَّ وجود أحداث حياة غير متوقعة و وجود مستويات عالية من التوتر والتغييرات في الروتين التي انتابت بعض العاملين بمبنى الإذاعة والتليفزيون، التي من الممكن أثرت جميعًا على أحلامهم وخُططهم المُستقبلية.

وحتى نكون مُنصفين أيضًا في هذه الأزمة المُشتعلة منذ فترة ليست وليدة اللحظة وورثتها الحكومة الحالية، بأنَّ العمالة الزائدة في ماسبيرو كانت جزءًا رئيسيًا في هذا المبنى، وأيضًا قلة دخل الإعلانات بل انخفاضها لمستويات قد تكون مُرتفعة للغاية إذا ما قورنت بالقنوات الفضائية التي أكلت حصتها بسبب جذب الفضائيات للمُشاهد، وكذلك لعدم تأهل «قلة» منهم للعمل في القنوات، فضلاً عن افتقار هذه القنوات لعملية جذب المشاهد، والإهمال الذى أصابَ القنوات الإقليمية بصورة عامة.
وللاستفادة الحقيقية من القنوات الكثيرة في هذا المبنى وأعداد العاملين، هو تَحويل هذه الطاقة الكامنة المُتمثلة في الأعداد البشرية في خلايا نحل على العمل في وسائل الإعلام الرقمي الحديث وغلق مُعظم القنوات الإقليمية، وتحويل بعض القنوات إلى منصات على يوتيوب، لأن هذا الموقع يُعد أشهر وأكبر منصة على الشبكة العنكبوتية لرفع ومشاهدة المقاطع المرئية والإذاعات والبثّ الحيّ، الذي تخطّى عدد مستخدميه لـ 2 مليار مُستخدم شهريًا، ويتواجد عليه أكثر من 50 مليون صانع محتوى منها ما هو تعليمي وإخباري وعلمي وتاريخي وثقافي وترفيهي مثلما ما هو موجود في ماسبيرو.

اقرأ ايضا للكاتب

عمر النجار يكتب في ذكرى مرور عام.. الضمير وحده الرقيب الذاتي على موقع «الموقع»

عمر النجار يكتب لـ«الموقع» هل ابتلع جوجل وفيسبوك إعلانات وسائل الإعلام؟

عمر النجار يكتب لـ«الموقع» كيف تُصبح الصحافة القومية بـ«لا ورقية»؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى