أراء ومقالاتالموقع

عمر النجار يكتب لـ«الموقع»إعلان إسعاد يونس يدعونا للتبرع لها.. أم لمستشفى الأطفال؟!

الكل يَعتقدُ أنَّ جميع الفنانين والفنانات يَتبرعون بأجورهم في إعلانات العمل الخيري مثل المُستشفيات ومؤسسات الزكاة لا أنْ تصدمنا بعض المواقع الإخبارية بـ خبرٍ يُفيد بِحصول الفنانة، إسعاد يُونس، على مبلغ كبير أجر مقابل قيامها بإعلان مُستشفى «الناس»، الذي تظهر فيه بدعوة المِصريين التبرع لإنقاذ حياة 330 طفلاً بحاجة إلى عمليات قلب.

اختيار إسعاد يُونس، تحديدًا في إعلان أي عمل خيري وتطوعي لهُ دلالته كونها تتمتع برصيد شعبي كبير وسط ملايين المِصريين، لكن تداول أخبار على المنصات الإخبارية ووسائل التواصل الاجتماعي يُفيد بأجرها، حتى ولو افترضنا أنهُ مبلغ صغير.. فهو أمرٌ يجب التوقف عنده، لكونها في هذا الإعلان تُدعو لإنقاذ «قلوب» أطفال من الموت المحقق، وأيضًا لكونها استشهدت بمقولة الراحلة آنيسة حسونة،: «احنا نستحمل.. لكن الأطفال ميقدروش يستحملوا».

المواطنون في هذه الحالة يقفون عندَّ هذا الخبر المُتداول ويتساءلون عدة أسئلة أبرزها:

هل يتبرع الفنانون والفنانات بأجورهم في الإعلانات الخيرية؟
من يدفع أجور الفنانين والفنانات في الإعلانات الخيرية إذا افترضنا أنهم يحصلون على مبالغ بسيطة؟
هل تذهب أموال المُتبرعين بأكملها للمستشفيات أم يَتقاسمهم فيها أجور الفنانين والفنانات؟
هذه الأسئلة المُهمة يجب أنْ يكون لها إجابات من القائمين على المستشفيات والجمعيات الخيرية ومؤسسات الزكاة حتى تكون هناك شفافية ورُؤية واضحة لمن يُبادر في التبرع لهذه المؤسسات، وحتى يَعرف الشعب الفنانين والفنانات الذين يُساهمون بأجورهم في إعلانات الأعمال الخيرية حتى يزيد رصيدهم الشعبي أكثر وأكثر، وحتى يتسابقوا في المشاركة في الإعلانات الخيرية.

جميع المُتبرعين لديهم تصور واضح وهو أنَّ الفنانين والفنانات الذي يُشاركون في إعلان لمستشفى أو مؤسسة خيرية لا يَحصلون على أجر مادي وأنهم يُساهمون في هذا الإعلان بدون أجر تشجيعًا للمواطنين على التبرع للمستشفى وجمع مبالغ مالية للمؤسسات الخيرية..

وفي الحقيقة، لا يَصح أنْ نُطالب المواطنين البسطاء الذين يَتأثرون بالصورة أكثر من الكلمة وتحديدًا عندما يرون أطفال في أشد الحاجة إلى عمليات ونحن في الوقت نفسه نُجني مبالغ طائلة تقدر بالملاين نظير مُشاركتنا في إعلان عمل خيري لمستشفى مليئة بأطفالٍ صغار حالتهم الصحية تُدمي القلوب وهم في أمس الحاجة للمُساعدة..

ومن المعروف أنَّ من خصائص العمل الخيري، أنه لا يهدف إلى تحقيق أي ربح مالي لكونه يُسهم في نشر ثقافة التعاون بين الأفراد في المجتمع الواحد.. لذا كانت «صدمة» كبيرة بين رواد السوشيال ميديا عندَّما طالعوا هذا الخبر الخاص بأجر الفنانة إسعاد يونس..

المُشاركة في العمل الخيري بدون أجر ليس عيبًا ولا يَنقص من قيمة الفنان الحقيقي وإنما على العكس يُسهم في تعزيز شعور العطاء لديه ويجعل الشخص يتخلص من الأنانية.

رسالتي للفنانة القديرة، إسعاد يُونس، التي لها مكانة كبيرة وسط مُحبيها من الجمهور بسبب بساطتها في الحديثِ دون تصنع أو تكلف وإحساس الجمهور بشخصيتها المرنة أثناء إدارتها لأي حديث على القنوات الفضائية، أنَّ المشاركة في إعلان عن نشاط مستشفى أو مؤسسة زكاة هو نوع من أنواع الأعمال الخيرية وليسَ عملاً نُؤجر عليه ونتقاضى منه أموالاً حتى ولو افترضنا أنها «رمزية» لأنَّ فكرة الحصول على أموال يتناقض كليًا وجزئيًا مع خصائص العمل الخيري أيَّا كان نوعه.

اقرأ ايضا للكاتب :

عمر النجار يكتب لـ«الموقع» عن ضحية صبيان الإسماعيلية: هل يحتاج دور الأب والأم إلى رخصة؟

عمر النجار يكتب لـ«الموقع» عن مذيعة mbc هل تصلح ياسمين عز لأدوار السينما الجريئة؟

عمر النجار يكتب لـ«الموقع» أيهما نصدق يا إبراهيم: «فاتن أمل حربي».. أم ياسمين الجيوشي؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى