الموقعتحقيقات وتقارير

على غرار فيلم «الحرامي والعبيط».. هل يقع المشردين تحت دائرة الاستغلال في قضايا التبرع بالأعضاء؟

 محامي بالنقض: أخذ أعضاء المشردين جريمة سرقة

 أخذ الأعضاء يتم بعد 10 دقائق من الوفاة مباشرة

 عضو هيئة كبار العلماء: لا يجوز بيع الأعضاء ولا التبرع بها..والجسم ملك لله

 عبد القادر: طبيا التبرع بالأعضاء له جدوى كبيرة في إنقاذ الحياة

 فتوى للشيخ الشعراوي: لو جاز للإنسان التصرف في أعضاءه لما عاقب الله المنتحر

تقرير – منة وهبة ومنى هيبة

لا زالت موجة الجدل المثارة حول ملف التبرع بالأعضاء، خاصة بعد الدعوة لوضع دراسة كاملة حول زراعة الأعضاء…
الموقع“، وعبر سلسلة من الموضوعات السابقة تابع قضية التبرع بالأعضاء لأهميتها البالغة، وكثرة تفاصيلها، وفي هذه السطور نتناول ما تردد عن مصير الأشخاص المشردين في الشوارع إذا ما مرضوا وماتوا داخل أي مستشفى هل يمكن استغلال هؤلاء في الحصول على أعضائهم، خصوصًا أن أغلبهم يصعب الوصول لذويهم؟

وهل يمكن أن نرى ما عالجه فيلم “الحرامي والعبيط”، حينما قام مواطن ببيع أعضاء أحد المشردين لمستشفى خاص…

• القانون يحمي الجسد حيا وميتا

سعد الدين محمد، المحامي بالنقض، يقول إن الله خلق كل إنسان في تسلسل يكن معلوما به الأب والنسب، والتشرد حالة استثنائية والله يعلم نسبهم، ولا بد إذا قام أحد بالتبرع بأحد أعضائه أن يكتب موافقة بذلك، لأن ذلك الأمر لا يتم بالإجبار.

وأضاف، أن هدف المتبرع يتمثل في أنه يريد أن يحصل على ثواب من الله سبحانه وتعالى وإذا لم تكن الموافقة موجودة فلا حق لأي أحد أن يأخذ أي عضو من أعضاء الإنسان دون موافقته، مؤكداً أنه إذا تم غير ذلك تعتبر جريمة سرقة مثل السرقة المادية سواء كان للأشخاص المشردين أو العاديين.

• حرمة الجسد

وأكد محمد، أن القانون يحمي حرمة الجسد سواء كان على قيد الحياة أو بعد وفاته، وفي هذه القضايا يميل القاضي في إعطاء عقوبة شديدة.

ولفت إلى أن العقوبات المتعلقة بقضايا سرقة الأعضاء تندرج تحت الجنح ويعاقب عليها بالسجن المشدد وبغرامة لا تقل عن مائة ألف جنيه ولا تجاوز مائتي ألف جنيه.

وأكد أن كل من زرع عضوًا أو جزءً منه أو نسيجًا تم نقله بطريق التحايل أو الإكراه، تكون عقوبته السجن المشدد لمدة لا تزيد على سبع سنوات، وغرامة لا تقل عن مائتي ألف جنيه.

• الدولة مسؤولة عن المشردين

قال الدكتور أحمد عبدالقادر، استشاري المخ والأعصاب، لازال موضوع نقل الأعضاء محل جدل من الناحية الدينية، إنما من الناحية العلمية فإن العلماء اتفقوا أن لها جدوى كبيرة جداً في إنقاذ حياة المريض، خاصة الأعضاء الحيوية مثل القلب والكبد والقرنية.

وتابع عبدالقادر إذا كان المريض على قيد الحياة ممنوع تمامًا أن يتم نقل أي عضو، إلا إذا كانت بموافقة كتابية مسبقة من المريض، مؤكداً أنه إذا لم يتم موافقة طبية من قبل المريض نفسه فلا يُسمح بنقل أعضاءه وهو حي، لكن من ناحية طبية لا يوجد بها أية مشكلة.

وتطرق إلى أن الأشخاص المشردين الذين ليس لهم أهل ممنوع تمامًا أن يتم أخذ أعضاءهم في حالة وفاتهم، مؤكدًا أن عدم وجود أهل لهؤلاء الأشخاص ليس مبررا لكي نعتدي عليهم.

وأوضح، أن الأشخاص المشردين الدولة مسؤولة عنهم، لكن لا يمكن أخذ أعضاء أو نقلها لشخص آخر، إلا بوجود موافقة كتابية مسبقة، إنما غير ذلك يعتبر سرقة أعضاء، وتعد جريمة كبيرة ومخالفة للقانون.

• 10 دقائق بعد الوفاة

وأكد استشاري المخ والأعصاب، أن قضية نقل الأعضاء لا بد أن يكون بها تقنين شديد الحساسية، وذلك لخطورة تحولها إلى تجارة أعضاء، والتي يعاقب عليها القانون.

وأكمل، كل الأعضاء الحية يجب ألا يمر على وفاتها فترة زمنية طويلة، موضحاً أنه إذا مر على وفاة المريض ساعة يعتبر معظم الأعضاء لا تصلح للاستخدام أو النقل، فمن المفترض ألا يمر على نقل الأعضاء أكثر من 10 دقائق.

• التبرع بما لا يضر

قال الدكتور محمود مهنا، عضو هيئة كبار العلماء، نائب رئيس جامعة الأزهر السابق، إن كثيرا من العلماء لا يجيزون التبرع بالأعضاء والشيخ الشعراوي وغيره من العلماء لا يجيزون للإنسان أن يبيع أعضاءه، لأن الجسم ملك لله عز وجل.

فلا يجوز للإنسان ولا للطبيب أن ينقل هذه الأعضاء إلى آخرين، فهي ملك لله عز وجل ولا يجوز التصرف فيها
وأضاف مهنا، أن بعض العلماء أجازوا تبرع الإنسان بشيء لا يضره.

لكن أنا أرى أن التبرع بالأعضاء لا يجوز لأن الجسم ملك لله عز وجل، فلا يجوز للإنسان أن ينقل أعضاءه إلى آخرين.
وأكد مهنا، أن هذه الأعضاء غالية على الله، والصحة غالية على الله، موضحاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للسيدة عائشة عندما سألته إذا رأيت ليلة القدر ماذا أقول يا رسول الله فقال لها قولي “اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا”.
وتابع مستشهدا، “اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة”، كما أن نقل الأعضاء يؤدي إلى التجارة فيها وهذا يعد حراما.

• الشيخ الشعراوي

وكان الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله، يرى أنه لا يجوز نقل التبرع أو نقل الأعضاء، وقال في إحدى لقاءاته: “لو الأعضاء ملك الإنسان لما عاقب الله المنتحر”، مؤكدا أنه لا يجوز التصرف بالتبرع أو الهبة أو البيع في شيء لا يملكه الإنسان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى