في نهاية فيلم “الانتقام الأسود”، دلف البطل الشجاع “هاريسون فورد” إلى المكتب البيضاوي وواجه الرئيس الأمريكي بفضيحة الصفقات القذرة مع كولومبيا والحصول على السلاح مقابل المخدرات . وصاح الرئيس منفعلا : كيف تجرؤ على مخاطبتي على هذا النحو؟؟!! … أنت تتحدث إلى رئيس الولايات المتحدة الأمريكية!!!
وكان الرد حاضرا مدويا دون خوف أو تردد : لماذا فعلت ذلك يا سيدي؟؟!! …. ثم خرج البطل قاصدا ساحة القضاء والمحاسبة لكشف الحقيقة!!
تخيلت للحظات أن هذا الرئيس السينمائي هو دونالد ترامب . الملياردير المتصابي الذي احتل البيت الأبيض في 2020، ومارس طوال 4 سنوات عجاف أنواع من الصلف والغرور وأصنافا من المقامرات السياسية داخليا وخارجيا . ودفع الثمن من الرحيل المذل المفاجئ بعد أول ولاية رئاسية!!
ولم يكن الموظف الجسور هذه المرة على شاشة السينما إلا جماعة في الواقع أحد أفرادها ليزيحوا الغطاء عن نوادر التاجر الأشقر الجنسية وتلاعبه بنتائج الانتخابات وتحريضه على البلطجة وإحراق منشآت السلطة المقدسة!
وانهمر سيل المحاكمات والملاحقات القضائية المحبوكة لمحاصرة الديك الرومي وتقويض فرص لحاقه بسباق 2024 . ولقد بدأ فصل التدخل بالمال ونفوذ الدولار الساحر ليستقطب أعوانه الجمهوريين ويغازل المواطن الأمريكي المطحون حاليا تحت أنياب فوائد المصارف والتضخم الشرس والزلزال الاقتصادي في عهد بايدن العجوز!!
فليحذر الجميع “جراب” الحاوي السمسار بكل ما فيه من ألاعيب وحيل حتى وهو خلف القضبان، فحبس الأخطبوط لا يمنع أذرعه من الخروج والانتشار بالصفقات تارة، وبالخدمات تارة أخرى … واليوم، يقف ترامب متهما . ويستعد بجيش دفاعه من المحامين “حلفاء الشيطان” لإعلان براءته منتصرا . وسواء أفلح أو أخفق، فتلك قصة لها تفاصيلها وخفاياها . ولكن المهم هنا هو القيمة الديمقراطية المثلى في عدم السكوت عن ظلم وفساد أكبر رأس، وحرص الشرفاء من أبناء الأمة . أي أمة . على مطاردة الانحراف وفضح المستور وتطهير المجتمع من جراثيم الفساد السياسي والمالي … ولو بلغ الأمر وتطور المشهد إلى محاكمة رئيس أكبر دولة في العالم!!… إنه شغل سياسة وليس شغل سيما!!!
