أعجبتني لقطة توقف مبارايات الدوري الإنجليزي لحظة أذان المغرب احتراما لإفطار اللاعبين المسلمين وكسر صيامهم .
وصدقت – مؤقتا – تهاني زعماء العالم ورؤساء الغرب بمناسبة شهر رمضان المعظم على موائد الطعام الأنيقة في قصورهم الفاخرة . وتأثرت – نسبيا – بكلمات المديح والثناء في الإسلام والحديث الناعم عن حرية الأديان وقيم التسامح وعظمة القرآن الكريم . وسنفترض أنها حقا مظاهر رقي وإنسانية تنبع عن إيمان نقي وقلب صاف بالمحبة والرحمة ممن زرعوا في الماضي والحاضر بذور الكراهية وسموم الحقد ضد أنبل رسالة سماوية . ولكن عفا الله عما سلف . والله غفور رحيم . وتظل المغفرة مرهونة بتغيير التفكير وتعديل السلوك، والاعتذار العملي عن خطايا الأمس والتكفير عنها فعلا قبل قول!!
فلتتوقف فورا مذابح الإيجور والروهينجا في الصين وبورما التي سال فيها دماء المسلمين الأبرياء أنهارا مع إدانة المجرمين وتعويض عائلات الضحايا ماديا ونفسيا عن أبشع معاناة … وتتحرك منظمات حقوق الإنسان ومؤسسات المجتمع الدولي لإزالة “جدار العنصرية” العازل على حدود الدول الكبرى وحماية المهاجرين من شرور الطرد والترحيل القسري بفرمانات رئاسية بإمضاء “ترامب” وحلفائه المخلصين المطيعين … وتصدر قرارات شفافة وعادلة من “القلاع الديمقراطية” بتغيير القوانين والإجراءات التي تعرقل إدماج المسلمين في المجتمعات البيضاء، وإفساح مجالات العمل والإبداع والحياة أمامهم دون عقبات أو تنمر أو اغتصاب طالما يلتزمون بقواعد وأعراف الغرب “المتحضر”!!
يا سادة العالم . وأهل الحضارة . تلك هي شروط الصلح إذا أردتم منا الترحيب بدعوتكم الكريمة على الإفطار وتصديق تهنئتكم الرقيقة “صوما مقبول وإفطارا شهيا” . وتنفيذ بنود الاتفاق بأمانة وشرف يضمن أن يكون ردنا عليكم “عظم الله أجركم . وحفظ عزكم وأمنكم”!!
اقرأ ايضا للكاتب
