أراء ومقالاتالموقع

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» رسائل الزلزال القاسية!

الأخطر من الهزات الأرضية العنيفة التي ضربت سوريا وتركيا، هو “زلزال الخوف” الذي اجتاح كالطوفان مواقع السوشيال ميديا وانهالت صرخات الشائعات في كل منصة تنطق بدخول مصر في حزام الزلازل والكوارث الطبيعية . وبالطبع ما يمر به الآلاف من سكان دول أخرى من محن ومصاعب يبعث إلينا بعشرات الرسائل والعبر لنتعلم كيف نحافظ على علاقتنا بالطبيعة ولا نستفزها بأفعال مستهترة وتصرفات مشوهة!.

وقبل أن نفكر في مصيرنا المجهول، وهل نحن حقا على مشارف مرحلة “غضب الأرض” تحت أقدامنا، لماذا لا نعكس صيغة السؤال بكلمة “كيف” نتفادى هذا الكابوس المخيف ونتجنب الاستيقاظ فوق أطلال وحطام؟؟!! . وتعتمد الإجابة ببساطة على تغيير أسلوب الحياة والتعامل مع “الكنوز الإلهية” التي وهبها الخالق لنا وأمرنا برعايتها وعدم التفريط في عظمتها وسخائها .

فلا نُلوِّث مياهنا العذبة بمخلفات البيئة ونفايات الصناعة . ونمتنع عن الإسراف في استخدام مواردنا فيما لا ينفع أو يفيد وترشيد الاستهلاك في أضيق الحدود . ونُعوِّض الطاقة المهدرة التي على وشك النضوب والنفاد بمصادر بديلة نظيفة توفرها لنا عقولنا العلمية من النوابغ والمتفوقين وعباقرة الكتب والمراجع . ونربي أولادنا وأجيالنا على طهارة السلوك وحسن الآداب في الشارع والمنزل والمدرسة بعقيدة “إماطة الأذى” عن الطريق التي غرسها دين الإسلام منذ فجر التاريخ !.

وإذا ما تمردت الطبيعة وخرجت عن شعورها، يجيد الإنسان سياسة الترويض والمداعبة بالإصلاح والتقويم وتصويب الأخطاء لا بمزيد من العنف والتحدي والإصرار على التطرف والانفلات . وهنا يتحد المجتمع مع الدولة في مهمة تهدئة الأجواء مع انتفاضة المارد، ونتحلَّى جميعا بثقافة الإجراءات الاحترازية واتباع التعليمات الدقيقة لمواجهة أي مفاجآت أو مخاطر تتكاثر في عصر الأوبئة والفيروسات!.

عند هذه النقطة ينتهي دور العلم في الحماية والتحصين . ويُسلِّم الراية لمبادئ الإيمان المتمثلة في الضمير والقضاء على الفساد ومظاهر الانحراف الأخلاقي والسياسي . فما يحتاجه الإنسان المغرور أن يتجرد من شهواته ونزواته ويحكم رغباته ويقاوم نزعته للتربح والانتصار فوق جثة الطبيعة وجماجم هوائها ومائها وقشرتها الأرضية . ومن بيننا “سماسرة موت” يستفيدون من التلوث الإشعاعي وسيادة الحروب العسكرية والمعارك النووية بـ “صفقات قذرة” مع أنظمة طاغية أدمنت السيطرة على العالم مقابل صحة وأمان وحياة ملايين البشر من الشعوب . ومطاردة هؤلاء بمواثيق دولية ومحاسبتهم كـ “مجرمي حرب” بلا تردد أو تواطؤ هو رد الاعتبار الوحيد لكرامة أول كائن برئ في الوجود . الطبيعة!.

– الزلزال قادم لا محالة . في أي وقت وتحت أي ظرف . ورسائله القاسية بالموعظة والتحذير تنهمر وتتراكم . وآن الأوان لقراءتها بذكاء وعمق وتأمل . وإلا فلن يغفر لنا أبناؤنا وأحفادنا . ولن يرضى العادل الرحيم إلا بعقابنا . وإذلالنا!!.

اقرأ ايضا للكاتب..

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» كرسي النقابة!

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» المواطن على “مائدة المنتدى”!

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» محكمة النيل العليا!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى