أراء ومقالاتالموقع

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» خيط المهنة الرفيع!!

انطلق موسم “التكاثر الصحفي” بمشروعات تخرج طلبة السنة النهائية في كليات الإعلام بمختلف فروعها .. ومرحبا دائما بأفكار متوهجة وموضوعات مبتكرة ومعالجات خصبة علي مستوى المحتوي والأسلوب، المستفيد الأول منها هو مهنة تغيير الواقع وبناء الوعي!
وأي مشروع تخرج فرصة لتجديد دماء صاحبة الجلالة .. إحياء شبابها .. وتنشيط خلايا عقلها وحيوية جسدها .. فالتجربة تستفز ملكات الطلبة وتحفز الطاقات والخيال نحو مزيد من الاكتشاف لتربح المهنة مستقبلا زهورا ناضجة ومبشرة بالعلم والأفكار الواعدة!
وكلمة مشروع ليست بالمفهوم العابر، وإنما هي عنوان التميز ومانشيت التفرد .. فقد تعني شرعية صاحبها وحصوله علي صفة الصحفي المنشودة أمام الجميع .. ولكنها أيضا تحمل وساما من نوع خاص .. وكل من تلتصق به هذه الكلمة يحظي بكل احترام وتبجيل وتقدير .. الصحفي “المشروع” هو من يتخذ القلم وسيلة لا غاية .. سلاح بناء وتعمير لا أداة هدم وتدمير .. وعاء يصب بداخله كل القيم والمبادئ التي تلتزم وتؤمن بها الرسالة الصحفية وليس “بوقا أجيرا” يلبي الأغراض ويركع أمام التعليمات والفرمانات العليا .. يخدم العامة قبل أن يفكر في إرضاء الخاصة ورياء الصفوة .. ينظر في كل كلمة يكتبها أو حرف يتفوه به إلي ضميره أولا ويترفع عن أي اعتبارات أو حسابات شخصية!!
وتوفر تجارب السنة النهائية في البكارليوس أو الليسانس مساحة تعارف صحية ومفيدة بين أجيال المهنة كطلبة صاعدين وأساتذة مخضرمين .. وتصنع حالة من العصف الذهني بين الطموح والخبرة تستفيد منه علي طول الخط المهنة ذاتها .. وهذا الخيط الرفيع السحرى بين القديم والحديث يبني الجسر المتين للعبور نحو صحافة أكثر جرأة وإبهارا وثورة علي الواقع وكسرا لكل الأطر التقليدية وإكليشيهات الصياغة انتهاء باكتساب مهارات التعبير .. ويضمن بلوغ تلك المعادلات وترجمتها بدقة وحرفية وأمانة الحصول علي بطاقة “الصحفي المشروع” بامتياز مع مرتبة الشرف ليكمل ويتوج مشوار الرواد والقدوة الحسنة!!
إن المناسبة الأكاديمية السنوية تقتضي رعاية والتفافا جادا من مؤسسات الصحافة الخاصة والقومية حول علامات التفوق .. والمسئولية مضاعفة لاحتضان شباب المهنة الجدد وارتواء التربة الجافة ببذورهم “البتول”، فهذا ما تحتاجه مهنة تشيخ وتذبل أغصانها وتتصلب أطرافها .. وهذا هو جوهر مشروعات التخرج وليس عبارات الإشادة والمديح من لجنة التحكيم وكبار الأساتذة وأعضاء هيئة التدريس!!

اقرأ ايضا للكاتب

شريف سمير يكتب لـ«الموقع»اللعب مع القيصر!!

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» الإنسان .. حليف الشيطان!!

شريف سمير يكتب لـ«الموقع»أحسد هؤلاء . وأبكي هؤلاء!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى