أراء ومقالاتالموقع

شريف سمير يكتب لـ«الموقع»أحسد هؤلاء . وأبكي هؤلاء!!

كلما وقعت العين على صبي يقرأ قصة طريفة أو طفلة جميلة تمسك بالفرشاة وترسم خيالها على صفحة كراستها البيضاء يتعلق قلبي بجرعة أكبر من الأمل لتنشئة جيل عفي يتربى على قيمة الكلمة وجمال الموهبة . والإحساس نفسه ينتاب المرء عندما تصادف شابا ملتزما يواظب على الصلاة في المسجد وتلاوة آيات الذكر الحكيم ليعتاد اللسان على حلو الكلام وجلال المعنى والتعبير … وإذا كنت أحسد هؤلاء بدافع الغبطة الذي يتمنى استمرار النعمة وليس زوالها، فأجدني أبكي هؤلاء الذين يقضون ساعات النهار والليل “أسرى” لقيود الإنترنت وسموم اليوتيوب على أجهـزة المحمول المخدرة!!
سحقا لهذه القطعة المستطيلة الجهنمية . لقد أفسدت أجيالا وأهدرت أوقاتا وصنعت من الألعاب الإلكترونية ودقائق التيك توك شيطانا مريدا … قرر الآباء التخلص من إزعاج الطفولة بإغراقها في بحر الإلهاء وتغييب العقل وخواء الروح، فاختفى الكتاب الجليس وانطفأ مصباح حفظ القرآن وتعلم اللغة العربية بكل جمالها وبلاغتها وواجهت عضلات الجسم شبح الضمور من فرط الكسل والتهبت الأعصاب بمزيد من التوتر والعنف …. لقد ضحت الأسرة بمستقبل وصحة الأبناء في سبيل الهدوء والتفرغ لهموم الوظيفة ومتطلبات المعيشة تحت وطأة نظام سياسي متقلب المزاج وغفلة إعلامية مقصودة وانقراض العلاقات الاجتماعية السوية … فمن أين نبدأ لنحمي براعمنا وشبابنا من “خطايا” ذويهم . وراعيهم . لنسارع باحتواء القطيع الشارد قبل أن تفترسها أنياب وغدر “ذئاب العصر”!!!

اقرأ ايضا للكاتب

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» الفرار إلى زمان!!

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» محاكمة رئيس!!

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» شروط دعوة الإفطار!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى