نعيش أجواء من التوتر والمشاعر الملتهبة المشحونة بالغضب والرغبة فى الثأر والانتصار … وبعد ٧ أكتوبر، انتفضت الشعوب وتصاعدت صرخات الألم والثورة ضد العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة وتحريك كل مخططات التهجير وتجريف القطاع المحتل من الحياة والإنسان .. وإذا كنا عاجزين عن الفعل ومواجهة العدو بنفس أساليبه القذرة ووسائله الإجرامية بامتياز .. فثمة منا من يملك القدرة على الصمود وتحطيم آلة الهدم والدمار بمعول البناء وسلاح التعمير وذخيرة الابتكار والاكتشاف!!.
وفشلت مبادرات سياسية وقمم طارئة فى إنقاذ الأمم المقهورة من سيناريوهات الإبادة والفناء، بينما تسطع مبادرات علمية وبحثية قد تفلح فيما أخفقت فيه خطابات وتوصيات زعماء وقادة كبار .. ومن عينة هذه المبادرات الإيجابية أحدث ابتكار علمي للدكتور سعيد سليمان أستاذ علم أمراض الوراثة بكلية الزراعة جامعة الزقازيق بهدف تطوير 4 أصناف جديدة من تقاوي القمح لمقاومة الجفاف .. والتقاوى التى عكف على دراستها يمكن استخدامها في زراعة قمح مقاوم للجفاف وقادر على التكيف مع التغير المناخي، وذلك لتحقيق إنتاجية عالية بكميات قليلة من المياه مقارنة بتقاوي الأقماح العادية، وتحظى بإقبال كبير من المزارعين.
ومشروع “سليمان” جرى إعداده ورسم استراتيجيته منذ عام ٢٠١١ إلى أن توصلت الأبحاث فى ٢٠١٦ إلى إنتاج سلالات عمرها ١٢٥ يوما، وتدريجيا تفوق الباحث العبقرى -بدون الدخول فى تفاصيل علمية معقدة- فى تنويع أصناف من القمح تزرع في فترة زمنية أقصر من المعتاد، وتنتج بالأمطار ومقاومة للجفاف والملوحة والأصداء.
هذه هى الجبهة التى تستحق الاهتمام وتكثيف الجهود السياسية والسيادية لتنشيطها وحشد جنودها من العلماء والعقول الباهرة ردا على كل محاولات القتل البارد والتصفية التاريخية لوجودنا وحضارتنا .. وأوراق “سليمان” البحثية ليست الخاتم السحرى الوحيد الذى يولد الاكتشافات وينجب أعظم الاختراعات والهدايا لأوطاننا المقهورة، حيث تحظى أرضنا الخصبة بكنوز معرفة وخواتم إبداع مدفونة فى قاع الإهمال، وحبيسة أدراج الروتين والبيروقراطية وملفاتها مغلقة برتاج ذهبى وبتعليمات عليا!! .. والشرفاء فقط هم من ينظفون هذا الخاتم العجيب ليخرج منه ألف مارد تعمير وبناء يحرق كل كائن مدمر .. وشيطان رجيم!!.
