أراء ومقالاتالموقع

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» بطل “الاختيار”!

قمة الذكاء السياسى إسناد تجسيد شخصية “الرئيس السيسى” على الشاشة الصغيرة إلى فنان كـ “ياسر جلال” يتمتع بسجل مشرف وسُمعة “ناصعة” منذ بداية مشواره وحتى تجربة “الاختيار ٣” .. ومن يتابع تاريخ “الوجه الرصين” يتيقن من قراءته الدقيقة لنوعية الأدوار التى يقبلها، وثبات قراراته فى الالتزام بخط درامى معين وتفجير قضايا سياسية وإنسانية مطعمة بالأداء الجاد والنكهة الخاصة .. وهذه مواصفات كافية بصناعة نجم ذى مشروع ورسالة واستمرار منحنى إبداعه وتميزه فى الصعود والتألق!.

ظهر ياسر جلال قويا وملفتا للأنظار فى “ظل” البطل لسنوات طويلة من الصبر والمثابرة والاقتناع بمبادئه وسلوكه المرسوم متنافرا مع الابتذال والإسفاف .. ونسج لشخصيته ثوبا فريدا فى تشخيص نماذج المجتمع متأرجحا بين الجنتلمان الأنيق والنصاب المحترف والضابط الصارم والسياسى الفاسد .. وشيئا فشيئا جذبت مفرداته شركات الإنتاج الباحثة عن لون جديد فى “السوبر ستار”، وراهنت على قدراته واختلافة عن بقية أبناء جيله، بل وتفوقه على من هم أصغر منه سنا وخبرة واحتراما وجَرفَتهم تيارات السطحية والضحالة الثقافية ، لتُجرِّفهم من كل ما هو أصيل ونفيس!.

وكان نصف الطريق لنجاح ملحمة “الاختيار ٣” هو انتقاء فريق الممثلين لأسماء أثارت جدلا وعشرات علامات الاستفهام فى حقبة تاريخية شديدة الحرج والحساسية فى ذاكرة المصريين .. وموافقة نجوم السينما مثل كريم عبد العزيز وأحمد السقا وأحمد عز على مساحات محدودة فى هذا العمل إيمانا منهم بأن البصمة الحقيقية تكمن فى تكريم الجنود المجهولين فى محاربة الإرهاب والفكر الظلامى، وتسليط البؤرة على “أبطال” الواجب المقدس الذين لايفوزون بنصيب الشهرة والأضواء، ولكنهم محفورون فى العقول والصدور!.

فقط أتوقف عند محطة “ياسر جلال” لأنها تحمل الكثير من الدلالات لارتباطها بإنسان نعيش معه الآن بكل أفكاره ومشاعره وطموحاته .. ونشاهد حركاته وإيماءاته فى الخطب الرسمية و “خارج السياق” .. ونلمس إجراءاته ونتحمل قراراته بكثير من التريث والانتظار للحظة قطف الثمار بعد سنوات العذاب والشقاء .. ونعقد مقارنة بين “الفريق” و”الرئيس” لنتأكد من أشياء ونربط بين الأقوال والأفعال .. وهذه التركيبة الصعبة والخطيرة كانت تقتضى فى رأيى من الفنان الواعى أن يخترق الروح بصورة أكبر ويقتصد فى محاكاة الحركات البدنية والنبرة الصوتية لدرجة النسخة الكربونية .. وكنت أنتظر من قيمة فنية فى وزن وثقافة ياسر جلال أن يضفى لمساته على الشخصية ويبتكر أساليب تعبيرية من وحى خياله ومستودع موهبته، وبما يُثرى الأداء ومضمون المشاهد المعروفة مسبقا .. لاسيما وأننا أمام رجل نحفظ ملامحه ونعاشر نبضاته كل يوم .. وعندما نراه فى صورة أخرى داخل بيوتنا من الأفضل أن تكون هيئته وتفاصيله من زاوية أكثر تنوعا وتشويقا .. واختلافا!.

– ولاينفى ذلك أن ياسر جلال سيظل بطل “الاختيار” .. فى الماضى والحاضر .. ولن نرتضى بالتراجع أو التقهقهر فى المستقبل يا سيادة الرئيس!!.

اقرأ ايضا للكاتب

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» عن الطعام فى حماية القانون!

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» أكبر «اعتذار» للمصريين!

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» إسرائيل .. وصفقة ”جزر الهجرة”!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى