أراء ومقالاتالموقع

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» أكبر «اعتذار» للمصريين!

أحيانا لاتجد كلمات كافية لتقولها أو تعبر عما بداخلك وسط زحام من المشاعر والأفكار .. وفى ظرف مثل تبخُّر حلم المونديال وانتظار ٤ سنوات أخرى لحين الالتفاف مجددا حول هدف شعبى وقومى، لايسعنا إلا طى صفحة الماضى والتخطيط للمستقبل، ولكن هذه المرة بمنطق “النسف” وليس التصفيق والتبرير!.

قبل الهزيمة من أسود السنغال “المحترفين”، أصدرت حكمى المتواضع على الخواجة كيروش بالرحيل الفورى والبحث عن بديل لمن تفوق فقط على “زجاجة المياه” وفقد أكثر من “كأس ذهبية” .. والوضع الآن يتجاوز مرحلة تغيير الجهاز الفنى أو تشكيل هيكل أكثر كفاءة وذكاءً لاختيار عناصر المنتخب واتباع الأسلوب الأمثل فى اكتشاف وإدارة وتطوير إمكانياتهم الفنية وقدراتهم البدنية والذهنية ..

فقد أشرتُ فى سياق سابق إلى كفة “المدرب الوطنى” الأرجح والأجدر بالثقة والتكليف والدعم الكامل من واقع الأرقام والإنجازات والتاريخ المشرف .. وإنما النسف المطلوب لابد وأن يكون عاجلا ومن نصيب أعضاء اتحاد الكرة، ومن فوقهم أيضا المنظومة الرياضية لتجريدهم من كل صلاحياتهم ومناصبهم بعد ثبوت فشلهم وفساد سجلهم .. والبدء فى تطهير هذه المؤسسات الرسمية السبيل الوحيد لتنقية الأجواء المسمومة بمُناخ “الشِلل” وسماسرة “البزنس القذر” تحت المائدة على حساب المصلحة العامة ومستوى الكرة المصرية وتأرجحها الدائم بين الهواية و”مشروع الاحتراف” الذى لايرقى إلى عتبة الوصول إلى كأس العالم، وأقصى طموحه المشاركة لا المنافسة وحجز مقاعد الكبار!.

الكل غاضب وساخط على “ليلة داكار” الحزينة .. ولم يتقاضَ المصريون “عُشر” ما يحصل عليه اللاعبون والأجهزة الفنية و”خبراء” استوديوهات التحليل الفضائية من أرقام فلكية .. فلم يجنِ الجمهور المخلص إلا إحباطاً وخيبة أمل ومرارة الخسارة من أقدام وعقول مهمتها فى الحياة محصورة فى الأكل والشرب وممارسة تدريبات فى لعبة يحبونها ويحصدون من ورائها الكثير، ولايتذوقون “الحنظل” كأغلبية البسطاء والفقراء من أجل عائلاتهم وأبنائهم!.

لقد كان منطقيا تأهل السنغال لاعتبارات فنية وأسباب جوهرية أهمها إتقان المدرب لدوره، وطموح اللاعبين نحو ثقافة الفوز دائما .. وما تنتظره مصر بعد ضياع “طائرة الدوحة” تصحيح المسار وإزالة جروح وأورام الجسد الرياضى بـ “الكحول الحارق” .. والمشهد يقتضى محاسبة “مافيا” الجبلاية إعلاميا وجنائيا لإهدار المال العام فى الاعتماد على قيادات وكوادر ضعيفة المستوى، وإسناد المهمة لمن يستحقها وقادر على تصويب “بوصلة” البطولات، وسبق وأن طرحت الاسم دون تحيز أو مجاملة، ولا غرض سوى الاستقرار على اتحاد كرة شريف و”طاهر” ويجيد فلسفة البناء وصناعة الأبطال .. والنجاح فى ذلك هو أكبر اعتذار وأعظم “كلمة أسف” يقبلها الملايين من “الجماهير الباكية”!.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى