أراء ومقالاتالموقع

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» إسرائيل .. وصفقة ”جزر الهجرة”!

تفرض علينا مهنتنا التعامل مع سيل أخبار طول الوقت إلى حد أن النقاش بين الزملاء حول هذه الأخبار يفتح طريقا لفكرة مقال أو زواية تحليل أو عنوان لتحقيق .. وقادنى حوار خاص مع الصحفى المخضرم بالشئون العربية والدولية بالأهرام عبد الفتاح البطة حول خبر عاجل التقطته عيناه الخبيرتان عن تحرك إسرائيلى جديد لشراء جزر فى اليونان بهدف إجلاء مواطنيها إلى هذا المناطق النائية فرارا من الحروب والمصير المجهول .. وبسرعة البرق تم عرض الخبر ليُنشر فى الطبعة الثانية على سبيل الانفراد “الصادم”!.
وكشفت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية فى تفاصيل الخبر أن إيفرى شطينر عضو مجلس إدارة شركة تابعة للصندوق القومى الإسرائيلى عرض شراء الجزر مستغلا قرب الحدود مع اليونان لضمان توفير ممر آمن وحياة مريحة سالمة لمن أدمنوا رائحة الحرب وشربوا من ماء القتال .. وقال شطينر إن الغرض من الفكرة التى طرحها هو إقامة قبة حديدية إضافية لليهود، خصوصا مع تواتر تقارير أجنبية بأن صواريخ يمكنها أن تصيب مناطق إسرائيلية .. وما المانع إذن فى البحث عن شواطئ نجاة تحمى “شعب الله المختار” من لهيب المعارك وألسنة نيرانها المشتعلة فى الشرق الأوسط، فى ظل وجود ٤٠ جزيرة خالية من البشر؟!
٤٠ جزيرة بلا سكان .. ومن المؤكد أن هذه الحقيقة لم تكن غائبة عن دول “ربيعنا العربى” التى اكتوت بنار الثورات وزلزال سقوط الأنظمة السياسية على مدار عقد كامل .. ولاريب أن حُكَّامنا “الأخيار” قرأوا فى تقارير صحفية يومية على مائدتهم الصباحية والمسائية هذه المعلومات، أو استمعوا إلى مستشاريهم الأفذاذ وهم يقصون على آذانهم حواديت هذه الجزر المعزولة عن العالم ولكنها يمكن أن تكون ملاذا وملجأً لملايين المهاجرين الذين ارتموا فى أحضان البحر وتعلقوا بـ “أطواق” أوروبا الهشة .. ولا أستبعد على الإطلاق أن تنطلق أصوات مخلصة فى محيط السلطة تقترح الإسراع فى شراء مثل هذه الجزر ولو بملايين الدولارات الخليجية أو بحصة من النفط العربى الغزير مقابل إيواء اللاجئين وإكرام عائلاتهم بديلا عن التضحية بهم فى شهادات وفاة و”أختام” مفقودين تكتظ بها أوراق ملف “الهجرة غير الشرعية”!.
لقد فكر العدو عمليا فى إنقاذ شعبه من بركان الحرب، واستثمر علاقاته وضغوطه لبلوغ هدفه وبما يحقق المصلحة والاستقرار ويفسح المجال لممارساته الاستعمارية دون أن يدفع الثمن من صغاره وكباره .. وإذا كان العرب يملكون أضعاف ما تستحوذ عليه إسرائيل من موارد وكنوز وثروات طبيعية وبشرية، فضلا عن العلاقات التاريخية التى تربطهم بمعسكر الغرب والأقطاب الكبرى، فكانت شعوبنا المقهورة الأجدر بتسخير جزء من هذه “المنح الإلهية” لعلاج أزماتهم والخروج بهم من النفق المظلم الذى ظلوا أسرى بداخله أكثر من ١٠ سنوات بتخطيط وتنفيذ مهندسى “الفوضى الخلاقة” .. ولا أحد يقول إن الوقت قد فات، فالفرصة مازالت قائمة .. والجزر اليونانية معروضة للبيع وفى مزاد علنى لمن يدفع أكثر أو يتمتع بنفس طويل فى رفع الأسعار الفلكية وفى إطار قانونى ملتزم بالأعراف والمواثيق الدولية حفاظا على مشروعية الصفقة ونزاهتها!.
– اليونان ليست بعيدة .. وجزرها وسيلة سياسية ذكية ومضمونة النتائج والثمار .. والمطلوب فقط أموال جاهزة وسرعة تنفيذ .. و”حبة ضمير”!.

اقرأ ايضا للكاتب

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» أُم «المصريين» .. وأُم «شهد»!

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» “ذبحة” أفلامنا القصيرة!

شريف سمير يكتب لموقع «الموقع» يوم مع «الداخلية»!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى