أراء ومقالاتالموقع

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» الضيف الأمريكي على أرض السلام!

لماذا الاهتمام تحديدا بمشاركة الرئيس الأمريكي جو بايدن في مؤتمر “كوب ٢٧” بشرم الشيخ؟! .. لأنها ببساطة الولايات المتحدة التي تُصدِّر للعالم الخير والشر معا .. تلك القوة العظمى التي تمسك بـ “عصا” العقوبات الغليظة في يد، وتحمل الأخرى “جزرة” مساعدات الفقراء واستثمارات الأصدقاء .. ولا يكتفى الكاوبوي القديم بتصويب الزناد إلى الأعداء فحسب، بل يهدد الشركاء إذا تضاربت المصالح وتعارضت الأهداف، وتتنوع وسائل تسديد الطلقات بين الحرب المباشرة أو الغزو الاقتصادي أو التحكم في مفاتيح التمويل الخارجي بالهيمنة الكاملة على محابس وخراطيم المؤسسات الدولية الكبرى!.

وأمام مشكلة مؤرقة وملف كله أشواك وألغام كالتغير المناخي وغضب الطبيعة الهادر، يظل حضور المقعد الأمريكي الأكثر أهمية وضرورة لإنقاذ كوكب الأرض من مخاطر لا حصر لها .. والإصرار على الدعوة للمشاركة ينبع من رغبة جميع الأطراف في حدث “كوب ٢٧” وعلى رأسهم مصر باعتبارها الدولة المضيفة في إجبار واشنطن على تحمل مسؤوليتها وإتقان دورها في توفير الغطاء المالي السخي لعلاج أزمات المناخ المستديمة، وإتاحة الحلول العلمية والتكنولوجية بخبرات علمائها وعلاقات أجهزتها الأمنية العليا لقطع مسافات أقل وأقصر نحو الطاقة النظيفة والمصادر البديلة لدعم بيئة أفضل وأكثر نقاءً وسلامة!.

لم يعد الرهان على دول أوروبا المترنحة تحت وطأة ركودها وانهيار منظومتها السياسية هو المخرج في سلسلة مؤتمرات المناخ المتعاقبة .. بل صارت القارة العجوز في مرمى الإصابات والشيخوخة وتبحث عن أطواق نجاة بالماركة الأمريكية، والنمور الآسيوية تتسلح بذكاء سياسة “الباب المغلق” القائمة على تسخير مواردها وتوظيف إمكانياتها وثرواتها لحماية أجوائها من الظواهر العنيفة والتقلبات الحادة المفاجئة دون تفريط أو تبادل عروض بينها وبين الآخرين .. والدول النامية – عربياً وأفريقياً – غارقة في الديون وأغلال الاستعمار الجديد الذي يخطط في سيناريو شيطاني محبوك لامتلاك كنوزها واستنزاف مصادرها الطبيعية الخصبة .. وإذا كنا نطالب مرارا وتكرارا بالالتفاف حول مصالحنا وعقولنا الفذة لنتبوأ مكانة أكبر ومرتبة أعلى في تصنيف الأمم المتقدمة علميا وإنسانيا، ولا نيأس من التشديد دوما على استثمار كوادرنا وأفكارنا وأموالنا في صنع مستقبل أجيالنا وأحفادنا .. فاليوم علينا أن نفكر عمليا في كيفية الضغط على أهم قطب عالمي وجذبه بالورقة والقلم ومنطق الحسابات وإثارة لعابه بـ “مذاق” المشروعات والاتفاقيات، والمؤتمر الأخير بكل أوراقه المجمدة فرصة للتفاهم مع “الزائر الأمريكي” وفتح صفقات جديدة يحتاجها لإنعاش اقتصاده الداخلي من ناحية، في مقابل تعليماته وفرماناته الصارمة لمؤسسات “البنك الدولي” وصندوق النقد بخلاف كبرى الشركات والكيانات التجارية العملاقة في العالم بضخ مليارات الدولارات في بنود الطاقة والغذاء والدواء من ناحية أخرى .. وبمقدور هذا الضيف الثمين أن يقدم الكثير من العطايا والهدايا السحرية من هذا الاتجاه، وبما يخدم البشرية ومصالحه أيضا، وثروات العرب والقارة السمراء فيها الإغراء الكافي والشغف المطلوب .. وبشروط!.

– الشعوب لا تريد خطابات ملتهبة أو وعودا براقة زائفة تذوب كالجليد فوق سطح الحروب الساخنة يوميا والصراعات المسلحة من كل صوب .. بل تنتظر نتائج وثمارا وتتشوق إلى طموحات تُطبق في الواقع لا داخل الأذهان أو على شاشات الفضائيات ومانشيتات الصحف الحمراء .. والضيف الأمريكي يملك الإجابات النموذجية عن أصعب الاختبارات، ولكنه يضنُّ بها على العالم لأسباب معروفة ومرفوضة .. وعليه أن يؤدى واجبه بأمانة وسرعة والتزام، ويبدأ من هنا .. شرم الشيخ .. أرض السلام!.

اقرأ ايضا للكاتب…

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» بيبي ولولا!

شريف سمير بكتب لـ«الموقع» شريط الحكومة ورجل الأعمال!

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» الكتاكيت أرحم من «حسام وشيرين»!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى