أراء ومقالاتالموقع

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» الكتاكيت أرحم من «حسام وشيرين»!

التفاصيل المخجلة والحدوتة السخيفة فى علاقة المطربة شيرين عبد الوهاب بطليقها حسام حبيب تدعو إلى النفور والاشمئزاز من تطوراتها والخوض فى نشرها واستعراض معلوماتها على مواقع التواصل الاجتماعى .. وما ينبغى أن نتوقف أمامه فى مثل هذه المهاترات التى تملأ الساحة الفنية والثقافية هو وسيلة دفنها والتخلص من نفاياتها المُشعة على الأخلاق والفضيلة وحسن السير والسلوك!.

كمواطن عادى لا أكترث على الإطلاق بطبيعة الحالة بين زوج وزوجة حتى وهُما من المشاهير والأصوات المسموعة .. ولا أُبالى بأسباب الانفصال ومن المخطئ من المصيب .. ولا أحترم أن تنتهى التجربة على أوراق النيابة والمحاضر الرسمية وتطوف فى دوائر المحاكم وساحات القضاء .. ثم فى النهاية، نكتشف انحرافا من أحد الطرفين أو كليهما معا يصل إلى مرحلة الإدمان وفقدان العقل من نجميْن جمعهما الفن فى لحظة عابرة، وافترقا على حقنة مخدر أو “سطر ضياع”!.

تفرض هذه التركيبة المشوهة من الفضائح والرذائل على نقابة الموسيقيين أداء دورها الرقابى والإنسانى ومن واقع مسئوليتها الفنية والأدبية .. وبلوغ المشهد هذا المستوى المنحدر من التصرفات والأفعال يُحمِّل القائمين على حماية مهنة رفيعة كالغناء مهمة تطهيرها من أورام خبيثة مصدرها أعضاء افتقدوا التربية والسواء النفسى وسلامة المنشأ .. وبُناءً على التحريات والتحقيقات الدقيقة دون تحيز أو تدليس للحقائق، يتعين على مجلس النقابة معاقبة أى طرف فى حالة إدانته والتأكد من تلوث سُمعته بالاستبعاد الفورى من الكيان وحرمانه من العضوية، بل ومنعه من الغناء واختلاطه بالجمهور احتراما للمهنة أولا .. ولكرامة ومشاعر المجتمع ثانيا!.

واسمحوا لى بأن أرفع سقف المطلب الجماعى إلى درجة اختبارات قبول عضوية المطربين والملحنين الجدد قبل التحاقهم بالنقابة .. فلجنة القيد المكونة من عناصر الفن الجاد وخيرة الموهوبين لاتتورط فى السماح لأى فنان بالانضمام إلى أسرتها قبل التيقن من ظروفه العائلية وقراءة البيئة الاجتماعية التى شكلت شخصيته وسماته، والسؤال بإلحاح وقسوة عن سيرته وسلوكياته الطيبة قبل الحكم على موهبته والإعجاب بحنجرته الذهبية أو أنغامه الساحرة!.

يظل الفنان قدوة ومثلاً وصورته فى الأذهان مرتبطة بالاحترام ونظافة التصرف ورقى المعاملة .. ولا تفريط فى هذه المكونات أو تجاهلها مقابل الفوز بصوت عذب ولحن خلَّاب وتوزيع موسيقى مبهر، فكلها أوتار مزيفة لاتعزف نغمات صادقة تمس القلب وتفتن العقل لأنها بلا روح ومُجردة من قيمة الفن الأخلاقية والإنسانية!.

لقد فتح “التريند الأخير” ملف تصفية نقاباتنا من الشوائب وفضلات الذوق العام، والقضية لاتحتمل تأجيلا أو تسويفا أو قرارات مرتعشة بذريعة “خصوصيات النجم” والحرية المطلقة .. لا .. رُسل الفن يقتحمون البيوت ويؤثرون فى الأجيال ويزرعون الأفكار، وصون عقول أبنائنا مسئولية نقابية بامتياز ومن الدرجة الأولى وتسبق فى شرفها وقدسيتها أى واجبات أخرى تجاه الموهبة الفنية واكتشافها واحتضانها مهما بلغت قوتها وتفوقها .. فالموهبة بدون انضباط كالجسد العارى بلا كساء!.

– للأسف يا شيرين وحسام .. تعاطفنا مع “الكتاكيت المخنوقة” لغياب علف الدواجن .. ولكننا لن نتعاطف مع من يخنق فنه وتاريخه وشعبيته بإرادته وباختياره .. وغبائه!.

اقرأ ايضا للكاتب..

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» جنود مجهولون في “الجيش الأبيض”!

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» انكسارات .. وانتصارات!

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» عن «مهرجان الدراما» .. الجمهور أولا!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى