أراء ومقالاتالموقع

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» انكسارات .. وانتصارات!

العبقرية السياسية وحدها هى التى تتخذ من تواريخ إنجازاتها دليلا وبرهانا على عنوانها ولقبها .. وملحمة أكتوبر المجيدة مصحوبة دائما بمجموعة قرارات وحزمة إجراءات أحاطت تاج “العبور العظيم” بفصوص من العزة والكرامة والقيادة الحكيمة.
(١٥ مايو ١٩٧١) .. حمل بطل الحرب والسلام أنور السادات معول الهدم ليحطم جدران التعذيب وزنازين الاعتقال السياسى التى لطخت العهد الناصرى، وحرق بنفسه المكالمات التليفونية داخل غرف النوم وما شابهها من مظاهر ومشاهد انتهاك الحريات على نحو صارخ، وبما أفرز البيئة الملائمة والتربة الخصبة لنمو الفساد وهبوب رياح “النكسة” .. واستهل العهد الجديد مشواره بنسف أكذوبة الاتحاد الاشتراكى وتصفية الأجواء من “ثلة” نظريات المؤامرة والتنصت الأسود!.
(٥ يونيو ١٩٧٥) .. اختيار هذا اليوم تحديدا لمحو عار الهزيمة وتطهير الأرض الطيبة من دنس الاحتلال اليهودى بإعادة فتح الملاحة البحرية فى قناة السويس، وعبور السفن المصرية فوقها العلم الوطنى شاهقا شامخا!.
( ٢٠ نوفمبر ١٩٧٧ ) .. لحظة العبور الثانى بأقوى وأعظم خطاب رئاسى “منتصر” فى قلب الكنيسيت الإسرائيلى يحرج كل الصقور والحمائم، ويعرض على العدو الغاصب فرص السلام وأنشودة الحياة الهادئة بلا أحلام غزو أو مخططات تدمير وشتات .. ويختتم الفرعون “الفلاح” كلماته بآيات الذكر الحكيم الكاشفة عن عظمة وخلود الإسلام!.
( ١٧ سبتمبر ١٩٧٨ ) .. بحروف من ذهب، يوقع القلم المصرى بثبات وثقة على اتفاقية كامب ديفيد لاسترداد سيناء الغالية وسط احترام العالم واعتراف الأعداء قبل الأصدقاء والحلفاء بعمق وذكاء السياسة المصرية القائمة على براعة التفاوض والصبر الماكر والإصرار على الهدف دون كلل أو ملل .. ويدخل “اليوزباشى” الأصيل بوابة التاريخ مجددا بوسام “نوبل للسلام” كأول مصرى وعربى ومسلم!.
( ٢٥ أبريل ١٩٨٢ ) .. تتحرر أرض الفيروز من أغلال وبراثن آخر عسكرى إسرائيلى، ويتذكر الجميع قُبلة “الرئيس المؤمن” على قماش العلم الذى رفرف فوق التراب النفيس، واستنشق معه المصريون نسيم الحرية وعطر الشرف والمجد!.
( ١٩ مارس ١٩٨٩ ) .. قاد ورثة أكتوبر وصية “البطل الشهيد” لاستكمال مشوار التحرير وصفحة العبور، وشاهدنا النسر الذهبى وسط الألوان الثلاثة مبتسماً ومنتشياً بصعوده فوق رمال طابا لتفرض السيادة المصرية الخالصة كلمة النهاية على أطول فيلم تاريخى عن صراع عربى – إسرائيلى ملئ بالمعارك والمخاطر!.
– اقرأوا واحفظوا هذه المحطات .. واحفروها فى ذاكرة الأجيال ووجدان الأحفاد ليتعلموا كيف تُولد “بطولات” الانتصارات من “محن وكوارث” الانكسارات!.

اقرأ ايضا للكاتب

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» عن «مهرجان الدراما» .. الجمهور أولا!

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» عن «قراصنة» العصر الأخضر!

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» عن «شنودة» البرئ .. والقانون “العادل”!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى