خارجي

رئيس تونس في القمة العربية بالجزائر: الوطن العربي يعيش أوضاعا صعبة

كتبت أميرة السمان

قال الرئيس التونسي قيس سعيد، إننا نستحضر تاريخ الأمة العربية والجامعة في هذه القمة، بآلامه وأمجاده، ولا نتغاضى عن صعوبات الحاضر وتحدياته، وإصرارنا على رفع كل التحديات وكل العقبات، ونستشرف المستقبل حتى نتخطى معا بقلب واحد وبعزيمة واحدة، كل الحواجز وكل أسباب الخلاف.

وأضاف خلال افتتاح القمة العربية بالجزائر «لا شك أن وضع الرئيس عبدالمجيد تبون هذه القمة، تحت شعار لم الشمل يختذل وحده ما نعيشه معا من شعور بالواجب، للجمع من شعور بضرورة تجاوز كل الأسباب التي أدت إلى الأوضاع التي نعرفها، وضرورة أن نعالج أسباب الفرقة التي لن تزيدنا سوى ضعفا ووهننا ويمكن أن نؤسس في إطار الجامعة إلى مستقبل أفضل لمنطقتنا وللأمة كلها والإنسانية جمعاء».

وتابع: «يعيش الوطن العربي العزيز منذ سنوات طويلة، أوضاعا صعبة وشديدة التعقيد، وزادت تفاقما في الأعوام الماضية نتيجة أسباب ليس هذا مجال ذكرها».

واستطرد: «هذه الأسباب تتمثل في السنوات الأخيرة في جملة من المسائل المتصلة بالمنطقة المتصلة بالعالم كله، ومن بينها جائحة كورونا، التي هزت كل بقاع العالم، كما زادت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في كثير من المناطق في العالم، هذا فضلا عن الاقتتال الداخلي، وعشرات الآلاف من الضحايا الذين يعيشون البؤس والحرمان، والذين يسقطون كل يوم نتيجة المعارك».

وأوضح: أن «بعض مدننا العربية، لم تعد تذكر في نشرات الأخبار إلا مع الأحوال الجوية أو لذكر عدد الضحايا من القتلى والمصابين، إننا نعيش في عدد من المناطق حربا في وجه من يريدون إسقاط الدول ولا يمكن أن نخرج منتصرين إلا بوحدة الصف ولم الشمل والقضاء على كل أسباب الفرقة والاتفاق على التكاتف».

قال الرئيس التونسي قيس سعيد، إن تونس تسلم أمانة الرئاسة العربية إلى الجزائر الشقيقة بعد سنوات ثلاثة كانت استثنائية بكل المقاييس في ظرف إقليمي ودولي استثنائي غير مسبوق، من حيث حجم التحديات وتعدد أبعادها وتتالي الأزمات وتواتر التغيرات والمستجدات، منها أزمة كوفيد التي استنزفت منظوماتنا الصحية وأثرت في اقتصاديات العالم كله والموازنات المالية والسياسات الاجتماعية؛ وصولا إلى الحرب الروسية الأوكرانية التي زادت في تفاقم الأزمة الأمن الغذائي والطاقة.

وأضاف: «بالإضافة إلى جملة من الأسباب الأخرى وليس أقلها التغيرات المناخية والكوارث البيئية وتنامي الصراعات وما تبعها من تنامي للإرهاب والجريمة المنظمة وشبكات الإتجار بالبشر».

وتابع: «كل هذه الأزمات أربكت العالم كله وكانت لها الأثر السلبي الكبير على بلادنا العربية المثقلة أصلا بكثير من القضايا، وبكثير من المشاكل، كما أربكت النظام العربي القائم وأثبتت هشاشته ووضعته وجها لوجه أمام نقائصه واختلال توازناته».

واستطرد: «نحن في حاجة إلى مفاهيم جديدة وأفكار جديدة وطرق جديدة من أجل دولنا وأمتنا وللإنسانية جمعاء، وشاهدنا في السنوات الماضية كيف انغلقت دول على نفسها في إطار سياسات حمائية وكيف أصبحت الدول تبحث عن خلاص فردي، وكيف كانت المحاولات الحثيثة لنقل عديد من القضايا الجوهرية للمعالجة في إطار تجمعات إقليمية ضيقة؛ فكأننا عدنا إلى القرن التاسع عشر حينما كانت الانقسامات والترتيبات، نحن في القرن الحادي والعشرين ومثل هذه الإجراءات أثبتت أنها غير عادلة».

وانطلقت أعمال اجتماع مجلس الجامعة العربية، منذ قليل، على مستوى القمة، بمركز المؤتمرات الدولي “عبداللطيف رحال” بالعاصمة الجزائرية.

ومن المقرر أن تشهد الجلسة الافتتاحية تسليم الرئاسة من قبل الرئيس التونسي قيس سعيد باعتباره رئيس الدورة السابقة لمجلس الجامعة العربية على مستوى القمة، إلى نظيره الجزائري عبدالمجيد تبون.

وتأتي القمة العربية في هذه الدورة بعد توقف دام لأكثر من ثلاث سنوات، وذلك على خلفية تفشي وباء كورونا، حيث انعقدت آخر القمم العربية في مارس 2019 بتونس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى