أراء ومقالاتالموقع

خالد كامل يكتب لـ«الموقع»: لماذا أصبحت قِبلة نقابة الصحفيين إلى اليسار قليلاً؟!

(على نفسها جَنتْ براقش)، هذا المثل العربي بات نموذجاً ينطبق على تشكيلة مجلس نقابة الصحفيين بعد نجاح اليسار ورفاقه في السيطرة على مفاصل النقابة، أو بمعنى أدق هم يظنون كذلك، فما حدث من توزيع لكعكة هيئة المكتب ولجان المجلس للأهل والعشيرة والمحبين، ليُذكِرُنا بأولئك البائدين الذين حكموا البلاد عاماً ظنوا فيه أنهم مانعتهم حصون جماعتهم من الدولة والشعب المصري على السواء، وخاب فألهم، حيث باءوا بالخسران المبين في نهاية الأمر ورُدُوا جميعاً على أعقابهم خاسرين، وقد رأى العالم كله ما حدث لتلك الجماعة من لفظ الشعب المصري لهم دون هوادة، فالدولة تعرف متى وأين تصل، فهي لا تأتي متأخرة أو مبكرة عن الموعد المناسب مطلقاً.

وأنا كعضو جمعية عمومية لنقابة الصحفيين أرى أن ما حدث يعتبر اضطهادا شخصيا غير مبرر للزملاء المقصون عن التشكيل وفق قدراتهم واحتياجات الجمعية العمومية لهم، وحتى لا يتصور أحد مجاملتي لأحدهم أو وجود صداقة قوية بزميل بعينه، أؤكد على أن الإقرار بالحقوق لأصحابها لا يمنعه سوء العلاقات أو يفرضه حسنها، إلا أن يكون الشخص مخادعا أو جاحدا، فإن منع الشهادة بالحق لسوء العلاقة بطر للحق ومنحها لحسنها نفاق وتملق، وأنا لست مخادعا أو مجاملا، وبعض الزملاء الصحفيين يقول إن إقصاءً متعمداً كان قد تم بحق بعضهم في المجالس السابقة، وأقول إن خطأ أحد أو استمراء مجلس سابق للخطأ، لا يعني شرعنة أن يخطئ الحالي أو الباقون، فالخطأ يُصحَحُ بالصواب، لا يُكررُ أو يعتمدُ أسلوبَ حياة للمجتمعات، وإلا فإننا أمام مجلس كسرابٍ يحسبه الظمآنُ ماءً …

وحتى لا يعتقد أعضاء مجلس نقابة الصحفيين الحاليين وعلى رأسهم النقيب خالد البلشي، أننا ننسى أو أن ذاكرة الصحفيين كذاكرة السمك، وهم من يسطِرون تاريخ المجتمعات حديثاً برصدها وتحليلها والخصم منها والإضافة لها أو عليها، فإن الزملاء الذين باتوا في معسكر اليسار انتماءً أو التماسا للبركة اليسارية وللمصلحة الشخصية أو سعياً للانتقام والمكايدة، كانوا على رأس لجان في المجالس السابقة ورفضوا أخرى، من تلك التي قاتلوا عليها في تشكيل المجلس الحالي للاستحواذ عليها وإقصاء الآخرين.

ولعل ما رآه القاصي والداني من المتابعين للمشهد الصحفي في بيت الصحفيين نقابتِهم الغراء، فإن المشهد كان فسيحا متاحا من دوائر صنع القرار في الدولة والحكومة، وكان البلشي مرحباً به لدى الدولة، على الرغم من خلفيته السياسية المعروفة، إلا أن الدولة احترمت قرار الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين واختياراتها، وفتحت أذرعها للتعامل مع نتيجة القرار دون النظر إلى الماضي، وفتحت الأبواب المغلقة أمامه، ولكنه فجأة ودون سابق إنذارٍ أو اعتبار لقرابة 17 ألف صحفي أعضاء النقابة، مال النقيب إلى حيث كفة الأصدقاء والعشيرة، وارتمى في أحضان من يرون الحياة من نظارتهم هم، والأولى كان أن يُقدِرَ الضرورة بقدرها، والضرورة كانت التوافق لا التناحر والوئام ولم الشمل لا الشقاق والفراق.

أم يظن السيد نقيب الصحفيين أننا لا نعرف ما كان مفتوحاً أمامه وأغلِق؟!

فإن شاء ذكرته ببعضها، عله يتذكر أو يخشى، والذكرى كما قال الله تعالى تنفع المؤمنين.

ألم يكن ثمة لقاء محدد لمقابلته مع دولة رئيس الوزراء، ثم أُلغي أو على أفضل الأحوال أرجئ؟!

ألم يُبلَغْ بموافقة الدولة على زيادة البدل 800 جنيه في يوم سابق، ثم تخفيضها إلى 600 فقط في اليوم اللاحق له؟!

ألم يكن ثمة موعد محدد للقاء وزير المالية به، وتم تأجيله حتى حين؟!

ونحن كنا نطالبك وما نزال، بضرورة طلب لقاء رئيس الجمهورية بكامل المجلس، كأحد أهم القوى الناعمة في مؤسسات الدولة المصرية، ولكن هل يقبل الرئيس ذلك وأنت ومن معك في واد، والكثير من الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين في واد آخر؟!

أكل ذلك من أجل إرضاء هذا أو ذاك والسعي للتشفي من هؤلاء أو تلكم بمساعدة النقيب وتصويته، دون النظر إلى المصلحة العليا لجموع أعضاء الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين؟!

أستطيع الآن أن أقول للنقيب، استقم يرحمك الله، فما زالت الفرصة سانحة أمامك للتصحيح واستقامة المنسم قبل اتساع الخرق على الراتق، وأعد التشكيل للتوافق وتأليف القلوب واستدرك قبل الفوت، واستقبل قابل الأيام بحسن العمل لصالح الجماعة الصحفية، مصححا ما استدبرته من أمرك بسوء التصرف، وإلا انفلت زمام النقابة منك وحينها لات حين مندم، ولا يبقى وقتها عندنا في قوس الصبر منزع، والحل هو الوفاق لا الشقاق، وكلكم عليه أن يعمل لصالحنا بموجب الأمانة التي أوكلناها إليه، لا لصالح نفسه وانتقامه.

فاللهَ اللهَ فينا، وإلا لن نسامحكم وسترون ذلك قريباً، فانتخابات النقابة ليست بعيدة وما التصويت العقابي الذي كان لصالحكم وأتى بكم منكم ببعيد.

فلا للإقصاء، ونعم للتوافق وتغليب مصلحة الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين، وإلا فلا يلومن أحدكم إلا نفسه.
ولنعلم جميعاً، أن الإنسان العاقل عليه ألا يقيس قيمته بكرسي منصبه، فإنها قيمة الكرسي لا قيمته هو، وإنما تقاس قيمة كل منا بمدى تأثيره إيجابا فيمن حوله.

اقرأ ايضا للكاتب…

خالد كامل يكتب لـ«الموقع»: النقابة من اليمين إلى اليسار كيف أصبح «البلشي»نقيبا للصحفيين ؟!!

خالد كامل يكتب لـ«الموقع» في استجابة فورية لمقالي وزارة الصحة تغلق مستشفى الدرة للقلب بسبب مخالفاتها

خالد كامل يكتب لـ«الموقع» بلاغ للنائب العام ورئيس الوزراء : هاتوا حق أمين صلاح من مستشفى الدرة للقلب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى