أراء ومقالاتالموقع

خالد كامل يكتب لـ«الموقع»: النقابة من اليمين إلى اليسار كيف أصبح «البلشي»نقيبا للصحفيين ؟!!

الحقيقة التي علينا الاعتراف بها كجموع للصحفيين في بلاط صاحبة الجلالة، هي أن الخطأ الرئيسي كان متمثلاً في طرح اسم الكاتب الصحفي خالد ميري مرشحاً على منصب نقيب الصحفيين المصريين، حيث إن ثمة تقليداً صحفياً عريق جرى عليه عرف أبناء صاحبة الجلالة وهو أن النقيب غالباً ما يكون من مؤسسة الأهرام العريقة صاحبة التاريخ الطويل في ضروب تلك المهنة، والتي جاوزت منذ نشأتها زهاء قرن ونصف القرن، هذه واحدة.

الثانية: أن الزميل خالد ميري لم يكن على قدر الكرسي المقترح خوضه المنافسة عليه، فتاريخه لم يكن حافلاً بأي خبطات صحفية مؤثرة، ولا مقالاته كانت ذا تأثير على الرأي العام، كسابقيه ممن تولوا منصب النقيب، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر، الأساتذة محمود باشا أبو الفتح ويوسف السباعي وعبد المنعم الصاوي وأحمد بهاء الدين وكامل زهيري وإبراهيم نافع ومكرم محمد أحمد ويحيى قلاش وعبد المحسن سلامة، وغيرهم ممن لا يسعنا ذكرهم، ومن ثم شعر الصحفي الناخب بأن قميص الكرسي فضفاض واسع على الزميل خالد ميري، وهذا لا يقلل من كونه نقابيا بامتياز، لكن ربما في حدود عضوية المجلس، التي لا تمثل مصر أمام العالم، وإنما تمثل الجمعية العمومية أمام النقيب والحكومة فحسب.

ثالثاً: ما حدث من تدخل المال السياسي بشكل سافر، والذي تمثل في الإنفاق على حملة الزميل المحترم خالد ميري، وتمت مشاهدته من خلال التسجيلات بالصوت والصورة في اتصال أحد رجال الأعمال الداعمين له، كان مشهداً يرثى له ولا أجد لفظة تعبر عن مدى امتعاضي واشمئزاز جموع أعضاء الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين منه سوى أنه كان استصغارا بقيمة المهنة والجمعية العمومية كلها في حضور أحد أعضائها والمرشح على أهم مناصبها للأسف الشديد، ثم ما كان أسيف الفعل يوم الانتخابات وإعطاء حملته لوجبات غذائية من أفخر مطاعم القاهرة، وظنهم أن الزملاء سيشبعون بطونهم الخاوية ثم يمنحونه أصواتهم، مستلهمين هذا الفعل الرخيص من المثل الشعبي الدارج( اشبع البطن تستحي العين)، الأمر الذي أصاب الصحفيين بغصة في حلوقهم، فكان للجمعية العمومية رأي آخر، حتى من أخذ منهم وجبته وماءه، حتى قلمه الذي صوت به لمنافسه.

رابعاً: هذه الانتخابات والتي تعد الأشرس منافسة في تاريخ النقابة في الفترة الأخيرة، أوضحت أن الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين ما زالت تستطيع فرض رأيها وكلمتها ضد من لا تريده ممثلاً لها ونائبا عنها يتحدث باسمها في المحافل وأمام مؤسسات الدولة، دون الزج باسم الدولة في هذا الصراع الداخلي للبيت الصحفي، وحتى لا يغازل أي مرشح أعضاء الجمعية العمومية مجددا بعلاقاته القوية النافذة بالدولة وأجهزتها، فإن الدولة وأجهزتها ومؤسساتها هي للمصريين كلهم، وليست لمرشح بعينه يمكنه الحديث باسمها والاستحواذ على خدماتها ليفيد هو منها دون غيره، فالكل عند الدولة سواء وهكذا ينبغي أن يكون، فمصر أكبر من أن تنحصر في دعم شخص واحد مهما كان.

خامساً: بات جليا أن أسوأ ما في هذه الانتخابات هو ما حدث من انقسام فج وشقاق مروع بين أبناء البيت الصحفي الواحد على أنفسهم، من أجل محاولتهم فرض كلمتهم والإعلان عنها وشعورهم بالقوة وأنهم ما زالوا أحياء يرزقون، بإظهار إرادتهم في الصندوق، لكن البعض من حملتي المرشحين على مقعد النقيب قد أججوا المنافسة وأضرموا نار الغيرة والفرقة والخلاف وبدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر، لا جميل المنافسة بين أعضاء الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين بشرف ومهنية ونزاهة وسلامة صدر، فتشاحن بعضهم مع بعض وتلاسن بعضهم على بعض، والمهنة والنقابة والمروءة والتذمم من ذلك كله براء.

سادساً: ليعلم الكاتب الصحفي خالد البلشي نقيب الصحفيين الجديد، أننا نراقبه ومجلسه ونتابع دق تحركاتهم وجلها، لنرى ما إذا كانت نقابة الصحفيين قد اختطفها اليسار للشلة، أم يعملون لصالح الجماعة الصحفية دون صدام مع الدولة، واعتبار النقابة القوة الناعمة الأهم والأقوى للحكومة المصرية، وأنها مهما كانت خلافاتها مع الحكومة، فإنما هي إحدى مؤسسات الدولة التي تستظل بظل سلطانها وقوانينها وتسعى من خلال مجلسها لنيل حقوق جمعيتها العمومية دون اعتبار النقابة حزباً سياسياً، ودون النظر إلى المصالح الشخصية أو خدمة الأهل والعشيرة والتيار، كما كانت تجارب غيرهم، وما تجربة الإخوان المحظورة منهم ببعيد.

اقرأ ايضا للكاتب

خالد كامل يكتب لـ«الموقع» في استجابة فورية لمقالي وزارة الصحة تغلق مستشفى الدرة للقلب بسبب مخالفاتها

خالد كامل يكتب لـ«الموقع» بلاغ للنائب العام ورئيس الوزراء : هاتوا حق أمين صلاح من مستشفى الدرة للقلب

خالد كامل يكتب لـ«الموقع» الشناوي يهاجم الشعراوي ليعرفه الناس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى