الموقعتحقيقات وتقارير

بعد انتحار أحد الموظفين بسبب رفده.. « الموقع» ينشر مأساة العاملين داخل « تيليبيرفومانس»

كتبت: فاطمة عاهد

بقلة حيلة ويأس، تلقى موظف في إحدى الشركات التي تختص بخدمة العملاء ويدعى “نور الدين”، إهانة بالغة من مديره، محاولا التماسك في وجه تلك الصعاب لما سيجابهه بالخارج من أزمات مادية في حين رفده من محل عمله.

لم يستسلم “نور” للإحباط الذي تسبب فيه مديره، لكن ظل يحاول أن يصلح ما تسبب في خصم عدد من الأيام من راتبه الشهري، لأنه يعاني من أزمة صحية تتسبب في تردده على “المرحاض” بشكل مستمر”، إلا أن ذلك لم يشفع له عند المسؤولين بالشركة.

كانت أحلام “نور” تراوده بخصوص سداد أقساط وديوان عائلته عن طريق “البونص” السنوي، وهي الأرباح الثانوية بحسب ما شرحه عدد من الموظفين داخل الشركة لـ”الموقع“، لكن سريعا ما بددت تلك الآمال واصطدم الشاب بخبر رفده.

بخطوات ثابتة أقدم الشاب على الانتحار لإلقاء نفسه من الدور الثالث بمقر عمله، دون تردد، وبنظرات بدت زائغة، وبتصميم تحدث عنه المتواجدين في تلك اللحظة.

تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صور لـ”نور” وتفاصيل انتحاره، وطالبوا بمحاسبة المسؤول عن إقدامه على ذلك، واسترجاع حقه من الشركة.

لم يكن “نور” أول ضحايا الشركة، لكنه كان الأكثر شهرة بينهم، فمديري المكان يحاولون إتمام العمل بعدد أقل من الموظفين، ما يتسبب في تراكم المهام على المتواجدين وعدم قدرتهم على تأديتها.

فبحسب وليد محمد، الذي عمل بجانب نور لأكثر من عام في نفس المكان، فإن ما يحدث داخل الشركة مهزلة تستحق أن يتم التحقيق فيها من قبل الجهات المسؤولة، فالمسؤولين عن الشركة يتسببون في ضغط نفسي على العمال، عن طريق تسريح عدد منهم وتكليف المتواجدين بأعمهالهم.

نرشح لك : بعد انتحار موظف داخل شركته بسبب مديره.. محام يكشف ما هي المساءلة القانونية؟

أكد “محمد” في حديثه لـ”الموقع” على أن الشركة لديها نظام ثابت في فصل العمال، وهو أن يتم ذلك قبل أن يأتي موعد صرف “البونص” أو الأرباح السنوية المستحقة، فيفاجئ الموظف قبل موعد الصرف بشهر، بقرار رفده من قبل الإدارة، حيث يتم صرف البونص في شهر فبراير.

وأشار إلى أن الشركة لا تدفع مبالغ التأمينات الخاصة بالموظفين، بجانب إجبارهم على العمل لساعات طويلة دون استراحة، فيتم تقسيم ساعة الاستراحة على مدار ساعات العمل “بتتقسم ربع ساعة، وبعدين نص ساعة وبعدين ربع تاني”.

وأكد على معرفته وصلته بالموظف الذي أقدم على الانتحار، وكذلك أشار إلى اجتهاده في العمل، لأنهما كانا يجلسان بجانب بعضهما في الشركة أثناء ساعات العمل.

وأما عن فترة كورونا فأكد على أنه في وقت اغلاق الشركات بقرار من مجلس الوزارء، كانت الشركة تجبر العاملين على البقاء بداخلها، وإغلاق الأضواء حتى لا تثير الريبة ويتم كشف ما تفعله، ويحبس الموظفون بالداخل حتى الساعة الخامسة صباحا بانتهاء ساعات العمل.

أما عن رنين علي، إحدى العاملات بالشركة التي انتحر أحد موظفيها فتقول “أنا شغالة في الشركة بقالي 9 شهور علشان محدش يقولي إن كلامي مش صح، في الوقت ده كل سنة ويجيبوا ناس تانية علشان ميدهومش حقهم اللي يعتبر ملاليم أصلا من ضغط العمل وكمية الخصم”.

وأضافت “ويرجعوا يجيبوا ناس تانية فريش مش فاهمة حاجة وعلى كده، أنا بقول الكلام ده وأوضحه لأي حد عايز يشتغل في المكان ده علشان مينبهرش بحبة الفديوهات والماركيتنج اللي على السوشيال ميديا لأن ده كان أكبر دافع لحادثة الانتحار اللي حصلت في الشركة لأب وشخص طيب جدا بس ظروفة المادية من مرض ومصاريف أطفاله كانت مأثرة على نفسيته”.

نرشح لك : خاص.. 2021 الأكثر وحشية فى ارتكاب الجرائم..«الموقع» يكشف أسباب زيادة العنف والقتل داخل المجتمع

وأكملت “تيجي الشركة تفصله قبل البروفيت شير فقرر ينتحر بأنه رمي نفسه من الدور التالت في الشركة ومات، ياريت موته ميروحش عالفاضي والناس اللي خايفة على شغلها فاحب أقولكم أن احنا للأسف عمالة رخيصة ليهم فمش هيروحوا في حتة، لازم نقف مع بعض ونرفض أسلوب الإدارة بتاعة الشركة ده لغاية مايتعدلوا”.

بينما أكدت إحدى العاملات بالشركة، على أنه يتم صرف مستحقات كل منهم في ميعادها “كل اللي اقدر أقوله أنى فى الشركة من ٢٠١٥، وكل سنة أنا و زمايلي كنا بناخد البونص عادى من غير مشاكل”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى