الموقعتحقيقات وتقارير

خاص.. 2021 الأكثر وحشية فى ارتكاب الجرائم..«الموقع» يكشف أسباب زيادة العنف والقتل داخل المجتمع

المخدرات المتهم الأول فى ارتكاب الجريمة
أستاذ اجتماع: الإعلام والدراما والمسلسلات اصبحوا آلية للتدريب على العنف
أخصائى نفسى: هناك ترابطا كبيرا بين تعاطي المخدرات وارتكاب الجرائم

كتب- أسامة غانم

شهد عام 2021 عددا كبيرا من الجرائم البشعة التى وقعت فى مصر خلال هذا العام هزت مشاعر وعواطف المصريين بمختلف محافظات الجمهورية، واثارت ذعرا وجدلا بين الكثيرمن المواطنين، وتساؤلات بشأن الأسباب و العوامل التي أدت إلى وقوع مثل هذه الجرائم داخل المجتمع المصرى.

ويرصد “الموقع” فى التحقيق التالى أراء خبراء الاجتماع والطب النفسى فى أسباب زيادة عدد الجرائم البشعة وطرق معالحتها والتى ارتكبت خلال الفترة الأخيرة فى 2021 بمختلف محافظات مصر، ومن بين تلك الحوادث، التي هزت مصر، الجريمة الخطيرة الى ارتكبت في مدينة الإسماعيلية خلال الفترة الاخيرة، حيث قطع شخص رأس شخص آخر وسار فيه بالشارع.

وتداولت الأخباربشأن حالة المتهم النفسية والعقلية، إلا أن النيابة العامة كشفت أن المتهم كان يتعاطى المخدرات، وأن حالته النفسية والعقلية بكامل قواها.

وحادثة أخرى لا تقل بشاعة عن سابقتها، شهدت قرية معجون التابعة لمدينة إطسا بمحافظة الفيوم إقدام صاحب مخزن على قتل زوجته وأبنائه الـ6، وهو ما جعل الحكم عليه بأقصى عقوبة “الإعدام شنقًا”.

وبالبحث بين معظم الجرائم التى ارتكبت اكتُشف أن العامل المشترك بينعظم الجرائم هو تناول المتهم او الجانى المخدرات وبعض انواعه “الشابو”، الذي انتشر بكثرة في الآونة الأخيرة بين محافظات مصر.

وشهدت محافظة القاهرة خلال النصف الأول من 2021، وقوع 31 جريمة، ارتكبها 33 متهمًا بينهم 4 سيدات، وترتب عليها مقتل 32 شخصًا بينهم 8 سيدات و3 أطفال.

نرشح لك: بعد افتتاح الرئيس السيسي محورا باسمه.. شقيقة الشهيد باسم فكري لـ الموقع: كتب كتاب اخته وساب الفرح علشان شغله

وسجل يناير وفبراير ومارس من عام 2021 ، 5 جرائم في كل منها، لكن عدد المتهمين كان الأكبر في الشهر الأول بـ7 متهمين بينهم سيدة، قتلوا 5 أشخاص بينهم سيدتان، وارتكب جرائم الشهر الثاني 4 متهمين بينهم سيدة وترتب عليها سقوط 5 ضحايا بينهم طفل، بينما بلغ عدد المتهمين في الشهر الثالث 6 متهمين بينهم سيدة ومقتل 5 ضحايا بينهم سيدتان وطفل.

وسجل شهر مايو العدد الأكبر في وقوع الجرائم، بـ7 جرائم ارتكبها 7 متهمين، وأسفرت عن مصرع 8 ضحايا بينهم 3 سيدات.

فيما سجل أبريل، الشهر الأقل عددًا، بوقوع 3 جرائم ارتكبها 3 متهمين بينهم سيدة، وأسفرت عن مصرع 3 ضحايا بينهم سيدة وطفل.

وجاء يونيو في المركز الثاني مسجلا 6 جرائم، ارتكبها 6 متهمين، ونتج منها 6 ضحايا.

كما وقعت 4 جرائم قتل بشعة خلال الايام الماضية بمحافظات مختلفة في مصر، أبرزها قيام رجل بقتل حماته وطفلته الرضيعة بمنطقة بولاق الدكرور، حيث أقدم الرجل على قتل نجلته الرضيعة وحماته عبر تسديد عدة طعنات لحماته، وإلقاء نجلته وهي على قيد الحياة داخل ترعة بمنطقة الرشاح في بولاق الدكرور، التابعة لمحافظة الجيزة.

أما الجريمة الثانية، فقد أقدمت أم على قتل ابنتها صعقا بالكهرباء، بمساعدة شقيق الأم ونجلها، مدعيين وفاتها بصعق كهربائي عند إمساكها بسلك الكهرباء لتشغيل الخلاط، لكن اشتبه مفتش الصحة بالواقعة، وأخبر الأجهزة الأمنية، وجرى التحفظ على المتهمين.

وبعمل التحريات ومواجهة أفراد الأسرة أقروا بقتل ابنتهم لسوء سلوكها والتحدث مع العديد من الشباب، لذلك قرروا التخلص منها، وكانت النيابة العامة أمرت بحبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيقات.

والجريمة الثالثة، تتمثل في إلقاء سيدة ترتدي كامل ملابسها من الطابق الثامن بإحدى العقارات، وبعمل التحريات تحددت هوية المتهم، وتمكنت الأجهزة الأمنية من إلقاء القبض عليه، وبمواجهته أقر بارتكاب الواقعة بسبب الديون التي استدانها منه زوجها، مبلغ 50 ألف جنيه، ولم يجب على مطالبته له باستردادها، فتوجه لمنزله ولم يجده كالعادة، واحتد النقاش بينه وزوجة شريكه فخنقها وألقاها من الطابق الثامن.

والواقعة الرابعة تتمثل في قيام أم وزوجها ونجلهما بقتل زوج نجلتهم الذي جاء من محافظة الإسكندرية سعيا لحل مشكلته مع زوجته التي دامت قرابة الـ6 أشهر، ودفعتها لترك منزلها والتوجه للجيزة، حيث منزل أهلها، لكنهم طعنوه عدة طعنات، وألقوا جثته داخل إحدى المناطق الزراعية بكرداسة، التابعة لمحافظة الجيزة.

بدورها قالت الدكتورة هالة منصور أستاذ علم الاجتماع بجامعة بنها، إن هناك مجموعة من الأسباب اظهرت حالات ومظاهرالعنف والجرائم غير مبررة فى المجتمع، والتخلى عن العادات والتقاليد وأصبح العنف أمر طبيعى ، وبات الخلاف بين الناس يتحول إلى عنف وبالتدريج بدأت الناس تتخيل اعمال عنف فوق مستوى التخيل، وذلك نتيجة لضغوط كثيرة، وهذا ما شاهدناه فى جريمة الإسماعلية والتى تعد جريمة بشعة فوق مستوى التخيل من أى شخص في المجتمع المصرى.

وأضافت “منصور” فى تصريحات لـ«الموقع» أن الإعلام والمسلسلات والدراما أصبح آلية من آليات التدريب على العنف وبالعكس بات يخلق مجتمع اكثر عنفا والدليل على ذلك عندما تناقش القائمين على الاعمال الفنية يدعوا أنهم يرصدوا الواقع ولكن هذا غير صحيح ولكن هم يخلقوا واقع جديد مثال الافلام التقدم العنف والقتل والجريمة والزنا مثل” هى فوضى،عبده موتة،ابراهيم الابيض، الاسطورة” وأصبح واقع بعد 10 سنوات، وكلها أعمال غير موجودة فى المجتمع ولا تمثل المجتمع الواقعى، وادى إلى تصديق هذا الواقع من بعض الناس، كل هذه الأمور تؤدى إلى التعود على العنف ثم يمارسونه بحجة انه شاهده فى التليفزيون والسينما.

وأشارت”منصور” إلى أن أى شخص يقع تحت انفعال معين يمكنه الاقدام على ارتكاب جريمة دون أن يشعر، وبالنسبة للجرائم البشعة التى نتحدث فى صددها تكون المواد المخدرة هى العامل الأول ويكون الشخص مدمنا للمخدرات والبانجو الذى يقوم بسلب العقل تماما ويقوم بالجريمة دون أن يشعر او فقدان الاحساس،موضحة أنه فى الفترة الأخيرة اصبح مظهر الرجولة لدى الشباب الان “العرى، القوة، اظهارالعضلات، والتى كانت فى الماضى المسئولية، الحماية، الرعاية، لافتة إلى كل هذه السلوكيات تولد عنف جيد فى المجتمع.

عن دورالأسرة والبيت فى علاج السلوكيات الخاطئة التى ظهرت فى المجتمع خلال الفترة الأخيرة، أكدت أن الاسرة فقدت دورها وسط الصراع من أجل مكاسب العيش، بالاضافة إلى توغل شبكات الانترنت ومنصات التواصل الاجتماعي فى المنازل والمقاهى وفى الهواتف المحمولة ايضا، واصبح التيفزيون ومواقع التواصل الاجتماعى هى التى تقوم بالتربية.

وطالبت أستاذ علم الاجتماع، فى رسالة للمجتمع ،أنه لابد من الإجازة الاجتماعية ، فى الاعمال الدرامية لصالح المجتمع ولا يكون حذف مشاهد ورقابة على الألفاظ فقط، اى عمل يقدم للجمهور حتى لو ترفيهى، ولكن بما لا يضر بثوابت المجتمع بالاضافة الى تقليل من حالة العنف فى الدراما وإعادة المسئولية الاجتماعية فى الدراما وليس كل مايقدم مادى فقط.

من ناحيته كشف الدكتور محمد عبد المنعم أخصائى الأمراض النفسية والخبير النفسى،عن أسباب انتشار مثل هذه الجرائم البشعة فى مصر والتى زادت فى الآونة الاخيرة، قائلا: إن هناك ترابطا كبيرا بين تعاطي المخدرات وارتكاب الجرائم، فجميع الدراسات التي أُجريت على نزلاء المؤسسات العقابية أكدت نتائجها أن 86 من مرتكبي الجرائم كانوا يتعاطون مخدر الحشيش فقط.

وأضاف “عبد المعم” فى تصريحات لـ” الموقع” أنّ التعاطي يتسبب في خلل في الوظائف المعرفية أو الوظائف العليا في المخ والتي توجد في الفص الجبهي، المسؤول عن ضبط تصرفات الفرد، والتي تجعلها تصرفات متوائمة مع المجتمع ولا تشذ عنه”.

ويتابع “عبد المنعم” أن هناك عامل اخر لا يقل أهمية عن الأسباب السابقة والتى أدت إلى زيادة عدد الجرائم فى الآونة الأخيرة، منها غياب القيم الأخلاقية والاجتماعية وهو ما يزيد معدلات الاضطرابات الشخصية بمعنى شخصية غير سوية لا تتحمل الصمود لا تملك مهارات كافية للتكيف في المجتمع ،فقدان مهارات الاتصال مع الأخر، قدرتها على التعايش أقل وبالتالي كل هذه العوامل تؤدى إلى زيادة عدد حالات الانتحار عالميا وليس فى مصر فقط، بالإضافة إلى عدم التوعية الكافية “نسأل مين” والاتجاه إلى مواقع التواصل الاجتماعي والاعتماد على معلومات مجهولة غير موثقة من مصادر غير معروفة او متخصصة.

واوضح طرق كيفية ارتكاب الجريمة والمتعاطي تحت تأثير المخدر ، قائلا: “نتيجة تعاطي مرات عديدة طوال اليوم، أو جرعات عالية يؤدي ذلك لسلوك عدواني وارتكاب جريمة كارثية، والمتعاطي تحت تأثير المخدّر”، مشيرا إلى أنه ضمن الخلل الذي تسببه تلك المخدرات هو السيطرة المثبطة وهي وظيفة معرفية في المخ تمنع صاحبها من التصرف بعشوائية أو همجية، وتعاطي المخدرات يُحدث خلل في هذه الوظيفة للمخ، فيأتي الشخص بتصرفات عشوائية تؤدى فى النهاية إلى ارتكاب الجريمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى