الموقعتحقيقات وتقارير

بعد استهداف أمريكا لـ«85 موقعا» في العراق وسوريا ضد الحرس الثوري الإيراني.. كيف ترد طهران على واشنطن؟

كتبت- دعاء رسلان

شهدت الساعات الماضية تصعيدا خطيرا في منطقة الشرق الأوسط، وذلك من خلال شن الجيش الأمريكي غارات جوية كبيرة على 85 هدفًا في العراق وسوريا ضد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني وجماعات الميليشيات التابعة له، وذلك ردًا على هجوم الذي استهدف قاعدة “البرج 22″ الأمريكية على الحدود الأردنية السورية، مطلع الأسبوع الماضي.

الهجوم الذي شنته الولايات المتحدة على سوريا والعراق، أثار تساؤلات العديد من المواطنين عن إمكانية رد إيران على استهداف أمريكا حلفاء لها في سوريا والعراق.

في هذا الصدد، أوضح عبد العظيم درويش، خبير علاقات دولية، إن إيران في هذا الوقت ستظل تراقب عن قرب ما يحدث على الحدود السورية- العراق، لتحديد آلية الرد على الهجمات الأمريكية على حلفاءها والتابعين لها بعدما أكد المسؤولون الأمريكيون استهداف فيلق القدس وهو التابع لإيران.

وأوضح لـ”الموقع” أنه في الوقت الراهن ستعمل إيران على الحفاظ على حدودها، ومن الممكن أن يحدث إنسحاب لبعض قواتها المتواجدين في سوريا والعراق، وهو ما يوضحه حالة الهدوء وعدم الرد السياسي أو العسكرى على الهجمات الأمريكية.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة أكدت أنها سترد على الهجوم الذي استهدف قاعدة “البرج 22” التابعة لها منذ أيام، موضحا أنه كان هناك وقت كافي لإيران لترتيب أوراقها وسحب قواتها المتواجدة في سوريا والعراق.

وأكد أنه لا يمكن توقع ما سيحدث من الجانب الإيراني خلال الفترة المقبلة نتيجة لحالة الصمت التي تتخذها، ولكن يمكن أن يحدث هجمات من قبل التابعين لطهران في سوريا والعراق ردا على الهجمات الأمريكية.

نرشح لك : «التنف» مسرحًا حربيًا.. نيران أمريكا تحرق سوريا واليمن انتقامًا لجنودها

في الأحد الماضي، شنت طائرات من دون طيار هجوما على قاعدة عسكرية أمريكية تُعرف بـ”البرج 22″ في منطقة الركبان بمديرية الرويشد، شمال شرقي الأردن قرب الحدود السورية، ما أسفر عنه مقتل 3 جنود أمريكيين وجرح 34 آخرين.

وفي الوقت الذي ابعدت إيران التهمة عنها بشن تلك الهجمات، تبنى فصيل “كتائب حزب الله” العراق الهجوم، فيما أدان الرئيس الأمريكي جو بايدن الهجوم، مؤكدًا تورط جماعات مسلحة متطرفة مدعومة من إيران تعمل في سوريا والعراق، واعدًا بمحاسبة كل المسؤولين عن هذا الهجوم في الوقت بالطريقة التي سيختارها.

وفي صباح اليوم السبت، أطلقت واشنطن أكثر من 125 ذخيرة دقيقة التوجيه لمواقع تابعة لفصائل مسلحة مدعومة من إيران، مُعلنة ضرب 85 هدفًا في 7 مناطق بكل من سوريا والعراق، انطلق بعضها من الولايات المتحدة.

وأكد البنتاجون أن الضربات الجوية ما هي إلا بداية، موضحا أن الضربات بداية حملة طويلة لاستهداف وكلاء إيران بالعراق وسوريا.

في الوقت ذاته أشار مسؤول أمريكي كبير بإدارة بايدن لشبكة “سي إن إن”، إلى أن واشنطن لن تنفذ أي ضربات داخل إيران.

وذكرت القيادة المركزية الأمريكية، أن الهجمات استهدفت مراكز سيطرة وتحكم واستخبارات ومستودعات وصواريخ، كما أوضح البيت الأبيض أن الأهداف تم اختيارها لمنع وقوع ضحايا مدنيين، مؤكدًا إبلاغ الحكومة العراقية قبل تنفيذ الضربات.

كما علق الرئيس الأمريكي جو بايدن، قائلا إنه وجه أوامر للجيش بتنفيذ ضربات ضد منشآت تابعة للحرس الثوري في سوريا والعراق، مُضيفًا أن الضربات بدأت اليوم وستستمر بالأوقات والأماكن التي نختارها.

وتابع: «لا نسعى لصراع في الشرق الأوسط أو أي مكان آخر»، موضحًا أن الضربات رسالة لمن يريد إيذاء الأميركيين ونؤكد أننا سنرد.

في هذا السياق، قالت القوات المسلحة العراقية إن الضربات الأمريكية على أراضيها خرق لسيادة البلاد، كذلك أفادت وزارة الدفاع السورية، أن عدد من الشهداء المدنيين والعسكريين ارتقوا وأُصيب آخرين جراء الضربات، فيما صرح المرصد السوري بأن حصيلة قتلى الضربات الأميركية على دير الزور ترتفع إلى 18 شخصا.

وأضاف الجيش العربي السوري في بيان: إن المنطقة التي استهدفتها الهجمات الأمريكية شرقي سورية هي ذاتها المنطقة التي يحارب فيها الجيش العربي السوري بقايا تنظيم “داعش الإرهابي” وهذا يؤكد أن الولايات المتحدة وقواتها العسكرية متورطة ومتحالفة مع هذا التنظيم، وتعمل لإعادة إحيائه ذراعًا ميدانيًا لها سواء في سورية أو في العراق بكل الوسائل القذرة، وأن هذا العدوان ليس له مبرر سوى محاولة إضعاف قدرة الجيش العربي السوري وحلفائه في مجال محاربة الإرهاب”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى