تحقيقات وتقارير

بابا نويل الفقراء.. “الموقع” يحاور طبيب الغلابة باليمن

كتبت – فاطمة عاهد:

طبيب في أواخر العشرينات من عمره، بنظارة طبية تخفي عينان تشعان ذكاء وحب للخير، تصرفاته تؤكد على أن المساعدات الإنسانية والاجتماعية جزء لا يتجزأ من مهامه، يساعد الفقراء طبيا عن طريق مبادرة أنشأها منذ أكثر من عام، لم يتوقف عن ذلك بل سعى لما هو أكثر، فأصبح يوفر لهم ما يحميهم من برد الشتاء ودرجات حرارته شديدة الانخفاض.

إنه الدكتور سامي يحيى الحاج، طبيب يمني اشتهر بلقب “طبيب الفقراء”، خريج جامعة العلوم والتكنولوجيا، متخصص في الطب العام والجراحة، يعمل في صنعاء تابعا لإحدى شركات الاستشارات الطبية “الأونلاين”، فكر في أن يفيد المواطنين ويساعدهم عن طريق تقديم استشارات على مواقع التواصل الاجتماعي وأصبح يرد على أسئلتهم ويصف لهم الدواء.

 

قال طبيب الفقراء لـ”الموقع”: عندما فكرت في عدد المستفيدين من مبادرتي وجدت أن الكثيرين ممن استهدفهم لا يستطيعون الوصول إلي على مواقع التواصل، فذهبت على الفور لصديق لي ليصنع لي “بانر” مكتوب عليه جملة “إذا كنت تريد استشارة طبية أوقفني”، ضحكت وقتها وضحك صديقي وكنت أعتقد أن ردود الأفعال لن تكون إلا ساهرة مما أفعله.

 

وأضاف “الحاج”: “صممت أن أكمل ما بدأت به ووضعت اللافتات على زجاج السيارة من الأمام ومن الخلف، وأصبحت أسوق بسرعة أقل بكثير من المعتادة، حتى يتثنى للناس رؤية الجملة وطلب المساعدة، وبالفعل بدأ الناس في الشوارع ملاحظة سيارتي وإيقافي للاستشارات الطبية، حتى أنني تعثرت في حالات كورونا لم أتركهم حتى أتموا شفائهم”.

 

 

وبسؤاله عن خوفه على نفسه أكد على أن خوفه على أبناء وطنه من المحتاجين كان أكبر، لذا لم يكن يبخل باستشارة كلية أو توفير أدوية أو غطاء يحميهم من برد الشتاء، تبرع كثيرا، محاولا تقليل الضغط على المستشفيات وإغاثة من يخاف الإصابة بكورونا عند ذهابه للمستشفيات ليكون لهم الأمل الأخير للشفاء.

 

استطاع الطبيب حث الكثيرين على فعل الخير، حتى أنه فوجئ عند توزيعه لـ”بطاطين” بتواجد عدد من السيارات لمن شاهدوا مبادرته هذا الشتاء لتخفيف البرد عن فقراء الحرب ممن يسكنون الشارع، اعتبره سكان صنعاء ظاهرة فريدة جاءت لتؤكد على أن اليمن ليست بلد الحرب فقط بل بلد الخير والسلام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى