الموقعتحقيقات وتقارير

انسحاب الفرقة 36 من غزة.. تكتيكي أم لوقف النزيف الاقتصادي؟

في تطور مهم على صعيد الحرب على غزة، قرر الجيش الإسرائيلي سحب الفرقة 36 من القطاع. وتضم الفرقة وحدات عسكرية متنوعة، منها لواء غولاني واللواء 188 واللواء السابع من سلاح المدرعات، وفرقة إطفاء تابعة لسلاح المدفعية ولواء عتسيوني الاحتياطي.

ويأتي قرار الجيش الإسرائيلي بعد تقييم للوضع القتالي، وللحفاظ على كفاءة القوات.

غادرت قوات الفرقة 36 غزة لفترة تجديد وتدريب وزيادة الكفاءة، وسيتم في نهاية الفترة التنشيطية، وبحسب تقييم الوضع، تحديد استمرار النشاط العملياتي لقوات الفرقة حسب الحاجة العملياتية.

وحول دلالات وأهداف إنسحاب الفرقة 36 من ساحة القتال في قطاع غزة، خاصة وأن أهداف الحرب التي وضعتها حكومة الحرب الإسرائيلية لم تتحقق بعد، وكشف الدكتور جهاد أبولحية، أستاذ القانون والنظم السياسية الفلسطيني، عن الأهداف الرئيسية وراء سحب الجيش الإسرائيل فرق قتالية هامة من ساحة الحرب في غزة، ومنها الفرق 36 قتالية يأتي في إطار الخلل الذي يضرب الاقتصاد الإسرائيلي جراء الحرب مع حركة المقاومة الفلسطينية حماس.

أضاف أبو لحية، أن معظم التقارير الرسمية الإسرائيلية أكدت على أن تكلفة اليوم الواحد للحرب في غزة يزيد عن 270 مليون دولار وهذا رقم كبير وله عواقب اقتصادية كبيرة، ويؤدي إلى نزيف الاقتصادي المتدهور نتيجة استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وأوضح أن تكلفة الحرب على قطاع غزة تكلف إسرائيل حتى الآن وفق تقديرات رسمية حوالي 50 مليار دولار، واصفاً الرقم بأنه ضخم وتحتاج دولة الاحتلال الإسرائيلي إلى سنوات عديدة للتعافي من هذا الوضع الإقتصادي السيء.

نرشح لك : حرب غزة بـ«الذكاء الاصطناعي».. وخبير أمن معلومات: ساهم في القوة العسكرية «خاص»

ولفت أستاذ القانون والنظم السياسية إلى أن هناك هدف آخر من وراء إنسحاب الفرقة وهو الحفاظ على أرواح عناصر الجيش بعد تصفية أعداد كثيرة من جانب أبطال حركة المقاومة الفلسطينية حماس.

ووفق الدكتور حامد فارس، أستاذ العلوم السياسية، أن إنسحاب الفرقة 36 من قطاع غزة لا يعني الحد من الأنشطة العسكرية داخل قطاع غزة، وإنما تشير إلى أن هناك حالة من تدهور الأوضاع الاقتصادية في تل أبيب وهو ما أثر سلباً وعلى القطاعات الاقتصادية وفرص العمل في الداخل الإسرائيلي.

وفال فارس إن خسائر إسرائيل جراء الحرب على قطاع غزة ساهم في تعطيل قطاعات اقتصادية كبيرة ونقص القوى العاملة التي تكون عاملًا دافعًا للاقتصاد الإسرائيلي، لافتا إلى أن الداخل الإسرائيلية في حالة غليان بسبب قرار الحرب، كنا أن هناك ضغوط على حكومة نتنياهو، وإذا ما استمرت العمليات العسكرية على غزة فأن الاقتصاد الإسرائيلي سيتكبد المزيد من الخسائر.

تقليل أعداد الفرق العسكرية المقاتلة في قطاع غزة يقول عنه محمد العالم، المحلل السياسي، جاء في إطار مساعي الكيان الإسرائيلي لتخفيف حدة العمليات العسكرية والتي ربما ستستمر لعدة أشهر أخرى، وربما لا يريد فيها قادة الجيش تكبد خسائر بشرية ومادية كثيرة،خاصة وأن هناك حراك في الداخل الأمريكي تنادي بتقليل المساعدات الأمريكية المالية والعسكرية إلى إسرائيل، هذا فضلًا عن تعرض الاقتصاد الإسرائيلي لضغوطات كبيرة نتيجة سحب عدد كبير من السوق للانضمام للجيش.

وأوضح العالم أن سحب الفرقة 36 يشير إلى صعوبة الوصول إلى مقاتي المقاومة الفلسطينية حماس، وكذا والأسرى، فضلاً عن فقدان تل أبيب الأمل في ذلك، ويعتبر هذا ربما يكون تمهيدا لإعادة الأمور إلى طاولة المفاوضات التي قد تحسم الشكل النهائي لما بعد الحرب في قطاع غزة والحكم الذي تكون عليه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى