خارجيالموقع

الخلاف يتسع بين «بايدن» و«نتنياهو» بعد قرار مجلس الأمن

كتب- أحمد عادل

ساءت العلاقات بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى مستوى جديد بعد سماح الولايات المتحدة باعتماد قرار في مجلس الأمن يدعو لوقف إطلاق النار في غزة، مما أثار انتقادات لاذعة من نتنياهو، لتسجل واشنطن موقفا استثنائيا لم يسبق لإدارة أمريكية أن فعلته وإسرائيل في حالة حرب.

وأدي التحول الملحوظ في الأحداث إلى تحويل الخلاف المتزايد بين بايدن ونتنياهو إلى العلن، بحسب صحيفة واشنطن بوست الأمريكية. وسارع مسؤولو إدارة بايدن إلى الإصرار على عدم حدوث تغيير في السياسة الأمريكية وأنهم يتطلعون إلى محادثات مستقبلية مع نتنياهو وحكومته.

من جانبه، قال نتنياهو إن عدم استخدم واشنطن للفيتو هو “تراجع واضح” عن موقفها السابق وسيضر بجهود الحرب الإسرائيلية. وألغى نتنياهو زيارة لوفد من مسؤولين كبار إلى واشنطن.

ويواجه بايدن، الذي يسعى لإعادة انتخابه لولاية ثانية في نوفمبر المقبل، ضغوطا ليس فقط من حلفاء واشنطن ولكن أيضا من عدد متزايد من زملائه الديمقراطيين لكبح جماح العدوان الإسرائيلي على غزة.

وواجه بايدن محتجين في فعالياته الانتخابية. ووضع أكثر من 100 ألف ناخب في ولاية ميشيجان على بطاقات اقتراعهم علامة “غير ملتزم بها” خلال الانتخابات التمهيدية الرئاسية في تلك الولاية، حيث قال العديد من الناخبين الأمريكيين العرب إن بايدن خسر أصواتهم في نوفمبر المقبل.

ودعا البعض بايدن إلى المضي قدمًا من خلال تقييد بيع الأسلحة الأمريكية إلى إسرائيل. وتشهد إدارة بايدن انتقادات واسعة في صفوف الحزب الديمقراطي، ولدى قطاعات مختلفة من المجتمع الأمريكي بسبب موقفها الداعم لحرب الإبادة التي تنفذها إسرائيل في غزة.

ورغم اتفاق الجانبين على أهداف الحرب الرئيسية، فإن نتنياهو يتخوف من توظيف إدارة بايدن لوقف إطلاق نار مؤقت لعدة أسابيع من أجل مضاعفة ضغوطها عليه وإجراء تغيير سياسي.

وتسبب موقف واشنطن بتحميل الأوساط الإسرائيلية نتنياهو وحكومته مسؤولية التدهور غير المسبوق في العلاقة مع واشنطن. وقال عضو الكنيست شيلي تال ميرون أن “إخفاق نتنياهو السياسي يضع إسرائيل أمام خطر وجودي حقيقي ويجعلها معزولة عالميا”، مضيفا أن “المسار التصادمي مع البيت الأبيض سيجلب كارثة على إسرائيل”.

وفي السياق نفسه، قال رئيس الوزراء السابق إيهود باراك إن قرار مجلس الأمن يعكس أزمة عميقة مع واشنطن. كما أيدت وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفي تصريحات باراك بقولها إن “وجود صدع مع واشنطن أفضل ما يمكن أن تحصل عليه حماس، ونتنياهو يقودنا لذلك”.

واعتبرت هيئة البث الإسرائيلية أن امتناع واشنطن عن استخدام بطاقة صفراء تعكس الانتقادات الأمريكية المتزايدة لإسرائيل.

ورأى مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة جلعاد إردان أن إلغاء نتنياهو زيارة وفد إسرائيلي إلى واشنطن ضروري رغم أنه غير سار، معبرا عن أمله في أن تدرك واشنطن أنها ارتكبت خطأ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى