الموقعهلال وصليب

الثقافة الدينية لا تؤهل للفتوى

كتبت – ياسمين عبدالعزيز

نشر الفتاوى غير المؤكدة تسبب ارباك السائلين ويعكر صفو العبادة والفرحة باتمامها ودعوة الله تبارك وتعالى بقبولها فما حدث منذ ايام ليست بعيدة من ترويج البعض لفتاوى منسوبة لعدد من الشيوخ عبر السوشيال ميديا ببطلان صيام عرفات بسبب الإفطار قبل الموعد بدقائق معدودة مما آثار الجدل بين الصائمين في اليوم الذي لا يتكرر سوى مرة كل عام وخاصة – وأنه جاء في ظروف صعبة عالميا وبالأخص العالم الإسلامي بسبب انتشار فيروس كورونا والذي أدى لحج ذات إجراءات احترازية مشددة – ومما سبق من الواجب على كل مسلم تحري مصدر الفتوى اتباعا لقول الله تعالى : “فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ” النحل 43 فمن هم أهل الذكر المختصون بالفتوى؟
بالطبع ليس كل من له رصيد من الثقافة الدينية مؤهل لإطلاق فتوى فتوضح لنا أمانة الفتوى بدار الإفتاء المصرية إن الإفتاء منصب ذا مقام كبير فالمفتي ينوب عن رسولنا الكريم في تبليغ الأحكام لقول الإمام النووي في كتابه “المجموع”: “اعلم أن الإفتاء عظيم الخطر، كبير الموقع، كثير الفضل؛ لأن المفتي وارثُ الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، وقائمٌ بفرض الكفاية، لكنه معرض للخطأ، ولهذا قالوا: المفتي مُوَقِّعٌ عن الله تعالى” .
وتستكمل الأمانة: هناك فرق كبير بين معرفة الإنسان حكما او أحكام شرعية عن طريق الثقافة والاطلاع وبين إن يكون مفتيا يبلغ الدين ويعلم الناس وان يكون لديه القدرة على إعطاء الحكم الشرعي المناسب والمحقق لمقاصد الشريعة فالأول يعتبر ناقلا وليس مفتيا اما الثاني فيكون مفتيا عن علم.
وعن مجمع الفقه الإسلامي بمنظمة المؤتمر الإسلامي بدورته ال 17 لعام 2006 في عمان حدد شروط المفتي بالآتي: ان يكون عالما بكتاب الله وسنة رسوله وما يتعلق بهما وايضا عالما بالمذاهب والآراء الفقهية والاختلاف والاتفاق فيما بينهم وان يكون على معرفة تامة بأصول الفقه ومبادئه وقواعد ومقاصد الشريعة، و قادرا على استنباط الأحكام من النصوص واخيرا على معرفة بأحوال الناس واعرافهم ومستجدات واوضاع العصر ومراعاة تغيرها ِ
“فالمُفتي يوقّع عن الله تعالى في حُكمه، ويقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم في بيان أحكام الشريعة”.
ولقد حذرنا مجمع الفقه الإسلامي من الفتاوى التي تفتقر إلى اصل شرعي ولا تعتمد على أدلة معتبرة شرعا.
لذلك علينا توخي الحذر من أخذ الفتاوى عبر صفحات التواصل الاجتماعي والتي تدعي الإفتاء ليس ذلك فحسب بل أيضا الحذر من الشخصيات المدعية كذبا لذلك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى