هلال وصليب

حكم خيانة الزوج أو الزوجة للآخر عبر الهاتف.. «الإفتاء» توضح

كتب- أحمد عادل

الخيانة الزوجية تأخذ أشكالا عديدة ، والخيانة الزوجية هو أن يفعل الزوج أو الزوجة فعلا دون علم الآخر  ، ويكون شكل الخيانة عند أي أحد منهم هو أن يقيم أحد من الزوجين علاقة حب لا يعلم عنها الآخر، وتبادل العلاقات المحرمة فيما بينهما حتى وإن لم تكن هذه العلاقة وصلت للوقوع بالفاحشة أو الزنا، فهذا أمر نهى عنه الإسلام وحذر منه ونهى عنه الله تعالى أيضا ونهى أيضا عن كل ما يقرب الإنسان من هذه الأفعال كالنظر والحديث والمواعدة أو الملاطفة بين الطرفين أو ما يشبه ذلك: “ولا تقربوا الزنا ۖ إنه كان فاحشة وساء سبيلا”.

ورد سؤال لدار الإفتاء يقول صاحبه: “ما حكم خيانة الزوج لزوجته وطرق التعامل معه، بعد اكتشاف الزوجة أنه على علاقة بامرأة أخرى؟”.

قال الدكتور عويضة عثمان إنه على الزوجة أن تدعو له بالهداية وتستره ولا تفضحه وتجعل ما سمعت أو ما رأت بينها وبين ربها.

وأضاف أمين الفتوى خلال رده على سؤال “ ما حكم خيانة الزوج لزوجته وطرق التعامل معه، بعد اكتشاف الزوجة أنه على علاقة بامرأة أخرى؟”، عبر فيديو على موقع “يوتيوب”، أنه على الزوجة الصالحة الا تخرج سر زوجها وما يقع فيه من تقصير وهفوات وتذكره بالله عز وجل ونعمه وتنبه أنه لا ينبغي عليه أن يستخدم ما رزقه به الله فيما يغضب الله.

الخيانة الزوجية لها عدة أسباب موصلة إليها، ومن بين الأسباب التي تؤدي إليها ما يأتي

عدم توافق الزوجين من الناحيتين الفكرية والاجتماعية، وعدم اهتمام أحد الزوجين بالطرف الآخر، مما يؤدي إلى لجوء الآخر إلى الخيانة؛ لإشباع حاجته.

اختلاف النشأة الاجتماعية لكل من الرجل والمرأة؛ فنشوء أحدهما في مجتمع مدني ونشوء الآخر في مجتمع منغلق، يؤدي إلى حدوث فجوة بينهما، مما يعزز حدوث الخيانة بينهما.

اختلاف العادات والتقاليد التي تربى عليها كل منهما، فذلك أيضا يؤدي للوقوع في الخيانة.

الروتين بين الزوجين أثناء العلاقة الزوجية، وعدم اللجوء إلى النقاش والحوار وأخذ رأي كل منهما للآخر، فذلك يدفع إلى الوقوع في الخيانة الزوجية؛ بسبب حاجة أحدهما إلى التغيير والتنويع، وتعطشه لذلك، فإن لم يجده مع زوجه لجأ إلى الحرام.

عدم الاستقرار والراحة النفسية للخائن. فقدان التفاهم والحب والاحترام المتبادل والثقة بين الزوجين.

عدم وجود قواسم مشتركة بين الزوجين في الهوايات والمشاعر والأحاسيس؛ مما يجعله يبحث عنها في غير زوجه.

حكم الخيانة الزوجية الإلكترونية الزوجية في زمن الإنترنت والستالايت والكومبيوتر والفيديو والهاتف النقال و وسائل الإعلام التي تركز في إهتماماتها على الجانب الغريزي وحسب ؟ ويبدو السؤال متشعبا إلى عشرات الأسئلة وسط هذه الفوضى التكنولوجية التي إستحوذت على الإنسان بوسائلها المتعددة والتي إستشرت بعد حقبات من الكبت والتحفظ الذي ظل مرافقا لخصوصيات مجتمعاتنا العربية والإسلامية، حتى بدا الدخيل الجديد عبئا ثقيلا وضيفا وقحا وقويا بالنسبة للجميع، والمشكلة أننا لم نحسن التعامل مع تلك الوسائل التكنولوجية في برمجة حياتنا بشكل حضاري وعصري يتلائم مع قيمنا وثقافتنا وخصوصيتنا الدينية، بل ربما لم نأخذ من تلك التكنولوجية إلا مخلفاتها. وإذا ما أخذنا الأسرة نموذجا سنرى المشكلة المستفحلة التي أظهرت كثيرا من العائلات التي تفسخت وتحطمت في علاقاتها الإنسانية وروابطها الإجتماعية ثم كثرت حالات الطلاق بين الزوجين نتيجة سوء إستخدام وفهم التكنولوجيا العصرية ولأن السعادة الزوجية تقوم على المودة والمحبة والألفة والاجتماع بين أفراد الأسرة والحوار اليومي واللقاء الدائم بين الرجل والمرأة وبين الأسرة، فإن ما حدث من غزو هذه الوسائل لمختلف العائلات والبيوتات دمر خطوط الاتصال الداخلية، وفتح خطوط الاتصالات مع العالم الخارجي،وفتح معها كما هائلا من التحديات والمشاكل والأسئلة التي لا تزال تنتظر مزيدا من الحلول والمعالجات .

ومن هنا يرغب الكثيرون في أن يعرفوا رأي الدين الإسلامي بموضوع الخيانة الإلكترونية أو العلاقات خارج إطار الزواج عبر وسائل التواصل الإلكترونية و كيف ينظر إلها الدين من الناحية الدينية والفقهية . والإجابة الأولية عن الحكم الشرعي في هذه المسألة هي الحرمة الشرعية في منظور الفقه الإسلامي الإمامي الشيعي وكذا الإسلامي العام .. ففي النظرة الإسلامية وكذا المسيحية لابد أن يتأطر نمط العلاقة الجنسية وما يشابهها في إطار العلاقة الشرعية الناتجة عن عقد الزواج الشرعي الصحيح .

فالاتصال بامرأة أخرى على شبكة الإنترنت ومغازلتها والتحدث معها حديثا جنسيا مكشوفا ،هو محرم ويمثل انحرافا من جهة الزوج وهو خيانة صريحة لزوجته ولقداسة الميثاق الغليظ والسر المقدس، لأن ذلك يعني علاقة حقيقية بامرأة أخرى خارج إطار العقد الشرعي .

أما القول بأن المسألة لا تتعدى الخيالات والتصورات تماما مثلما يقرأ المرء رواية عاطفية تشتمل على مشاهد حميمة ..فجوابه أن الإسلام حرم أيضا الخيالات والتصورات الجنسية لما يترتب عليها غالبا من المفاسد وقد أشار رسول الله نبي الإسلام محمد (ص) إلى حيثية رائعة جدا في هذا الجانب المتصل بالخيانة البصرية سواء من المتزوجين أو غير المتزوجين حين قال : “إن الله كتب على ابن ءادم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة فالعين تزني وزناها النظر واليد تزني وزناها اللمس والرجل تزني وزناها الخطى واللسان يزني وزناه المنطق والفم يزني وزناه القبل والنفس تمنى وتشتهي والفرج يصدق ذلك أو يكذبه”. وهذا يعني أن الخيانة الزوجية في الإسلام سواء كانت من جهة الزوج أو الزوجة ليس من الضروري أن تكون جسمية أو تلامسية مباشرة على المستوى الفيزيائي وإنما يمكن أن تكون خيالية أو تصويرية، وفي هذه الحالة يزني الرجل بقلبه ..ولن يكون من قبيل المبالغة وصف الرجل بأنه “مريض”، وأنه لا يحمل أي شعور بالتقدير والاحترام لشريكة حياته .. بل إننا نجد في الفتوى الدينية تحريما على الزوج حتى فيما يتصل بمقاربة زوجته إذا قاربها جنسيا ولكن بتخيل إمرأة أخرى ، لا أقول إن أصل العلاقة في هذا المورد حرام وإنما أقول أنه أرتكب الخطيئة من جهة الخيانة الروحية والنفسية عن طريق التصورات الذاتية التي لا تعلم بها الزوجة أصلا .

وهذا يعني في الإسلام أن من حق الزوجة على زوجها أن يفيض عليها مشاعره الصادقة دون أي تدليس أو مخادعة . ويمكن لي أن أعتبر بأن هذا النوع من الخيانات الزوجية هو أسوأ من الخيانة الحقيقية في عالم الواقع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى