الموقعتحقيقات وتقارير

استشاري الطب النفسي لـ«الموقع»: إدمان الأطفال لألعاب المقامرات واستحضار الأرواح ظاهرة شديدة الخطورة تهدد مستقبلهم

– لابد من تكاتف كافة المؤسسات المعنية في الدولة للحد من هذه الظاهرة المدمرة لصحة أطفالنا

– إطلاق مبادرة «إنترنت آمن لأطفالنا»، للتوعية بخطورة هذه الظاهرة ومحاربتها

– لابد من التوعية الدينية بالمساجد والكنائس وغرس الوازع الديني لمواجهة الظاهرة

– تدشين حملات توعوية إعلانية على غرار «أنت أقوى من المخدرات» لـ محمد صلاح

تقرير- منار إبراهيم

مع التطور التكنولوجي ازداد استخدام الأطفال والمراهقين للألعاب الإلكترونية إلى حد الإدمان، لاقتناعهم بأن هذه الألعاب توفر لهم التسلية والمرح، ولكن في حقيقة الأمر فهي تتسم بالخطورة القصوى، في حالة الإفراط في استخدامها دون الشروط والضوابط محددة، فالكثير منها مستوحى من الصراعات والحروب، مما يترك أثرًا نفسيًا وسلوكًا عدوانيًا سيئًا عند الأطفال والمراهقين.

وهو ما أدى إلى انتشار عدد من الظواهر السلبية في مجتمعنا مثل واقعة لعبة تشارلي وتأثيرها على أطفال مدرسة إمبابة، وانتشار ألعاب كتم الأنفاس حتى الخنق وما يترتب عليه من ضرر لصحة الأطفال يصل حد الموت، وقيام طفلة بخنق أختها، وأخرون بإلقاء زميلهم أرضًا فينزل مشلولا نتيجة لاصابة بعموده الفقري، وهذا وغيرها من الملفات وكيفية التصدي لها يناقشها «الموقع» خلال السطور القليلة القادمة …

قال الدكتور هشام ماجد، استشاري الطب النفسي والمتخصص في أبحاث الأسرة والطفل والقوانين الاجتماعية المنظمة للأحوال الشخصية ورئيس جمعية أطفال مطمئنة، إن الآونة الأخيرة شهدت نمو ظاهرة مستحدثة شديدة الخطورة و انتشرت في مجتمعنا، وهي إدمان الألعاب الالكترونية شديدة الخطورة.

وأضاف استشاري الطب النفسي لـ«الموقع»، أن إدمان الانترنت يندرج تحته ادمان مواقع التواصل الاجتماعي مثل : فيس بوك، تويتر، انستجرام، منصة تيك توك لمقاطع الفيديو المصورة.

وأشار إلى أن المجتمع يشهد ظاهرة أخرى شديدة الخطورة، وهي إدمان المقامرات gambling وتوقعات نتائج مباريات كأس العالم، وهو ما أدى لانتشار لعبة تشارلي بطريقة مخيفة بين طلاب المدارس، مثل ما حدث في مدرسة امبابة الإعدادية، و أدى ذلك إلى نتائج كارثية على الطالبات وأسرهم أيضا.

وحذر “ماجد” من بعض الألعاب الرقمية مثل: لعبة الحوت الازرق، لعبة مريم، وغيرهت من الألعاب المتعلقة باستحضار الارواح و تحضير الجن سواء عن طريق تطبيقات الكترونية، أو من خلال لعبة تشارلي، وهذا ما سمعناه عن قيام احدى الطالبات بالاعتداء علي شقيقتيها عن طريق الخنق والضرب.

ولفت إلى أن إدمان هذه الألعاب هو إدمان سلوكي، يترتب عليه أثار ضارة و نتائج مدمرة علي صحة أطفالنا و سلوكياتهم علي حد السواء.

وللتصدي لهذه الظاهرة، طالب استشاري الطب النفسي بضرورة تكاتف كافة مؤسسات الدولة المعنية بهذا الشأن، والقيام بمجهودات مجتمعية منظمة للحد من انتشار تلك الظاهرة وحماية أطفالنا من مخاطرها الكبيرة.

وفي هذا الصدد، أشار إلى إطلاق مبادرة «إنترنت آمن لأطفالنا»، للتوعية بخطورة هذه الظاهرة ومحاربتها، و تطبيق سياسات واضحة منظمة لاستخدام الانترنت والالعاب الالكترونية بما يتلائم مع كافة الفئات العمرية خاصة الأطفال؛ لحمايتهم من كل تلك المخاطر المتزايدة يوما بعد يوم.

وأوضح أن أهداف المبادرة هي استحداث قطاع جديد في المركز القومي للأمومة و الطفولة يختص بتنظيم استخدام الانترنت و الالعاب الرقمية و مواقع التواصل بما يلائم الاطفال وفئتهم العمرية.

ونوه إلى ضرورة وضع تصنيف واضح للمواقع المختلفة علي شبكة الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة والالعاب الرقمية، بواسطة مختصين في الطب النفسي وعلم النفس والاجتماع وتكنلوجيا المعلومات، مما ييسر علي الاهالي تحقيق رقابة اكبر علي المحتوي اللذي يتم مشاهدته بواسطة أطفالهم.

ولفت إلى ضرورة تنظيم ندوات بصفة مستمرة في المدارس، الجامعات، الأندية، مراكز الشباب لنشر التوعية عن مخاطر الإدمان الإكتروني ليتحقق هدف حماية الاطفال منه ومن أضراره المتعددة.

نرشح لك : «البالطو الأبيض» ينزف ألماً.. متى يتوقف الاعتداء على الأطقم الطبية

وشدد على ضرورة التوعية الدينية وغرس الوازع الديني في مواجهة تلك الظاهرة الخطيرة المستحدثة، التوعية بمخاطرها في خطبة الجمعة علي مستوي مساجد الجمهورية، و كذلك في عظة الاحد للأخوة المسيحيين.

وفي النهاية، لفت إلى ضرورة تدشين حملة إعلانية على غرار حملة «أنت أقوى من المخدرات» بمشاركة محمد صلاح، للتحذير من مخاطر الادمان الرقمي بمشاركة شخصيات شهيرة مثل نجوم الفن و السينما و لاعبي كرة القدم.

و أكد على أن نجاح حملات التوعية الإعلانية هو نجاح منقطع النظير، وهذا ما أثبتته حملة النجم العالمي محمد صلاح لمكافحة المخدرات، والتي نجحت بالفعل في الوصول لقطاعات متعددة من المصريين عموما و الاطفال و الشباب خاصة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى