الموقعتحقيقات وتقارير

«البالطو الأبيض» ينزف ألماً.. متى يتوقف الاعتداء على الأطقم الطبية

خبير أمنى: الاعتداء على الأطباء مرفوض ويدفعهم للهروب من جحيم المستشفيات

«قانوني للموقع»: يتم إرهاب العاملين بالمستشفيات ليرضخوا بالتصالح مع المعتدين.. ويجب الضرب بيد من حديد على رأس الجناة

«فرويز»: المعتدي واعي لما يرتكب.. ولا يوجد مبرر للاعتداء على الأطباء

العمل لساعات إضافية يعرض الطبيب لضغط نفسي وجسدى لسد العجز بالمستشفيات

تقرير – منة وهبة 

فى أقل من 30 يوما وقعت جريمتين فى حق الأطقم الطبية بالمسشتفيات فى البحيرة والمنوفية أحدثت ضجة إعلامية وغضبا فى أوساط الأطباء، خوفا من تحول تلك الاعتداءات إلى ظاهرة.

يكاد لا يمر شهراً دون أن يحدث اعتداء على طبيب أو ممرض أو تحطيم أجهزة مستشفى فى إحدى المحافظات مما يجعل بيئة عمل الأطقم الطبية غير مناسبة لتقديم أفضل مالديهم، مما اضطر البعض إلى ضروروة وجود حل جذرى لؤد تلك الفتنة فى مهدها، ومعاقبة المقصر بالقانون.

تحدث الدكتور هاني سامح، المحامي، عن مثل تلك الوقائع قائلا إن ظاهرة الاعتداء على الأطباء والممرضين والعاملين في المستشفيات الحكومية أو الخاصة انتشرت بكثرة في الآونة الأخيرة ومع الأسف ترجع أسباب تلك الظاهرة إلى عدم الضرب بيد من حديد على هذه النماذج فأغلب القضايا تنتهي بالتصالح وبالتالي يضيع حق المعتدى عليهم وهناك فيديو مسرب لواقعة حديثة يقوم بها مديري إحدى المستشفيات بالضغط على الأطقم الطبية لإتمام الصلح، وهذا أمر مرفوض لأننا أمام مجموعة من الجرائم المغلظة في القانون ومنها: التعدي على موظف عام أثناء تأدية عمله، و إتلاف الأموال العامة المملوكة للدولة مثل الأجهزة الطبية النادرة والتي تقدر بأموال كثيرة، وتعطيل المرافق العامة مثل أقسام الطوارئ الحساسة جدا حيث إنها تتعلق بحياة المرضى.

وأضاف سامح خلال تصريحات خاصة بموقع «الموقع» أن تلك الجرائم تتحول إلى قضايا جنائية تصل العقوبات بها في القانون المصري إلى السجن لمدة عشر سنين، ويوجد إجراء يتم الإيعاز به إلى المعتدين ويتمثل في تحرير محاضر كيدية متبادلة بين الأطراف ويتهم بها المعتدين الأطقم الطبية بالإعتداء مسبقا أو بالضرب أو بالسب والقذف أو بالإهمال وبالتالي إرهاب الأطقم الطبية واللجوء للمساومة بين الطرفين لإتمام الصلح ،وفي بعض الحالات تسجن جميع الأطراف ومن ضمنهم الأطقم الطبية حتى يتم التصالح أو الإحالة للنيابة العامة مما يسبب إرهاب للأطقم الطبية حتى ترضخ للتصالح.

وأشار المحامي إلى أن حل هذه المشكلة يكمن في أن تحظى الأطقم الطبية بالرعاية والحماية حتى إذا قاموا بالتقصير في عملهم تتم محاسبتهم بالقانون وليس بالتعدي عليهم، ووضع قوائم انتظار وقتية لعلاج المرضى وخاصة بقسم الطوارئ ويوجد بعض الحالات لا تستحق العلاج في الطوارئ وبالإضافة إلى وضع قوانين رادعة والأهم من ذلك العمل على تنفيذها.

وفي سياق متصل، قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الصحة النفسية، إنه لا يوجد مبرر لجريمة إعتداء أهل المريض على الأطقم الطبية، و يحدث هذا لأن “من أمن العقوبة أساء الأدب” فالمعتدين دائما لديهم يقين بأنه لن تتم محاسبتهم وستنتهي المشكلة بالصلح بين الطرفين بالإضافة إلى أن الأطباء يعانون من العجز في أعدادهم، وبالتالي يضطرون للعمل لساعات إضافية وهذا يسبب لهم ضغوط نفسية وجسدية فيوجد أطباء كثيرون يذهبوا لتلقي العلاج النفسي بسبب الإرهاق .

وأضاف فرويز خلال تصريحات خاصة بموقع «الموقع» أن المعتدي يكون واعي لكل ما يفعله وقد يكون هناك تقاعس من الأطباء ولكن هذا ليس مبرر للاعتداء على الأطباء وتدمير البنية التحتية للمستشفى، وتدمير أجهزة طبية بملايين الجنيهات فهناك قانون العقوبات المصري الذي يقوم بمحاسبة كل من يحاول التقصير بعمله ويعطي لكل مواطن حقوقه.

نرشح لك : الموت في حقنة «الاحتمالات».. اختبار حساسية الأدوية متى وكيف ؟.. «الموقع» يفتح الملف

وقال اللواء محمد السعيد الخبير الأمنى أن الأطباء والممرضين يقومون بجهود مضنية فى مواجهة الفيروسات والأوبئة لتقديم أفضل رعاية طبية وصحية للمواطنين، وما يقوم به الأطباء هو من منطلق واجبهم تجاه ضمائرهم ووطنهم فى المقام الأول.

أشار السعيد إلى أنه يجب توفير جو آمن لكي يقوم الطبيب بعمله على أكمل وجه، فيمكن زيادة عدد أفراد الشرطة داخل المستشفيات للتصدى لأى خروج عن القانون، أو التعاقد مع شركات حراسة خاصة تكون مهمتها الحماية دون الاعتداء على أحد، فالاعتداء على الأطباء مرفوض وكذلك الاعتداء على المواطنين.

وأوضح أنه يجب مراعاة الحالة النفسية لأسر المرضى، وطمأنتهم على ذويهم للابتعاد عن الانفعال، وكذلك على أهالى المرضى مراعاة الضغط الواقع على كاهل الأطباء نتيجة عملهم، فالاعتداء على تجهيزات المستشفى يفقد الدولة ملايين الجنيهات نتيجة تحطيم الأجهزة وكذلك الاعتداء على الأطباء يدفعهم للهروب من العمل فى المستشفيات واعتبروها جحيما لا يطاق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى