الموقعتحقيقات وتقارير

الموت في حقنة «الاحتمالات».. اختبار حساسية الأدوية متى وكيف ؟.. «الموقع» يفتح الملف

المشكلة ليست فى حساسية الأدوية ولكن تكمن فى “عدم وجود ضمير”

السوق ملىء بالأدوية غير معلومة المصدر وبضاعة مغشوشة

المريض يشترط على الطبيب عدم كتابة له حقن واستبدالها بأقراص وكبسولات

شعبة الصيدليات: مخازن الأدوية كارثة ولابد من تشديد الرقابة عليها

«عبد المقصود»: المشكلة الأساسية في مصر عدم وجود قانون رادع لغش الدواء

أخصائى مناعة: الحساسية يمكن أن تظهر بعد تناول الدواء مباشرة أو حقن المريض بلحظات أو بعد أسابيع

«على»: العلاج الوحيد لحساسية الدواء هو الامتناع التام عن تناول العقاقير المسببة لها

كتب- أسامة محمود

الطبيعي أن الدواء يساعد على العلاج ويخفف ألم المريض ، لكن أحيانًا يؤدي إلى الإصابة ببعض المشاكل الصحية، إذا كان يعاني من يتناوله من الحساسية الدوائية، ووفقا لعدد من الاطباء والصيادلة الذين يرجعون حساسية الدواء لوجود خلل مناعي، حيث يتعامل جهاز المناعة مع بعض الأدوية على أنها مادة ضارة، ما يؤدي إلى إفراز مواد تتسبب في ظهور عدة أعراض، بالإضافة إلى غش المادة الفعالة “المادة المكونة للدواء” .

وظهرت فى الفترة الأخيرة عدة إصابات لبعض المواطنين والمرضى بحساسية الأدوية وخاصة الحقن أدت فى بعض الحالات إلى الوفاة كما حدث فى واقعة مؤسفة لطفلتين نتيجة الحصول على حقن دون اختبار حساسية وتم حبس الصيدلانية واثنين آخرين بقرار من النيابة، لمزاولة المتهمة الثانية والمتهم الثالث العمل بدون ترخيص، فضلًا عن اتهام العاملة بإعطاء الطفلتين المجني عليهما عقارًا تسبب في وفاتهما.

وأثارت الواقعة الرأي العام من جديد بعد توجيه أصابع الاتهام بالإهمال للصيدلانية التي لم تقم بالإجراء الروتيني وعمل اختبار الحساسية للطفلتين قبل حقن المضاد الحيوي لهما، بل وجعلت العاملة بالصيدلية هي من تقوم بحقنهم.

وتدخلت النقابة العامة لصيادلة مصر على خط الأزمة وأصدرت بيانا لتوضح بعض النقاط المهمة التي أثيرت بشأن واقعة وفاة الطفلتين بوسائل الإعلام، مشيرة إلى أن سبب الوفاة لم يكن بسبب طريقة الحقن المثير للجدل بشأن عدم دراية الصيادلة بطريقة إعطاء الحقن.

وتابعت أن الواقع يشهد أن أكثر من مليون مواطن يوميًا يرتاد الصيدليات العامة من أجل الحقن بالأدوية المختلفة دون أي شكاوى تذكر في هذا الشأن ، مضيفة أنه من الملاحظ في الآونة الأخيرة ازدياد ردات الفعل التحسسية من بعض انواع المضادات الحيوية المتداولة منذ سنوات طويلة ولعل ذلك يأتي بالتزامن مع انتشار الأدوية المغشوشة والمعاد تدويرها والتي تنتج في مصانع غير مرخصة وهو ما يجب أن يتم التصدي له من خلال تشديد الرقابة والمتابعة للسوق الدوائي خاصة أن الضحية دائما يكون الصيدلي حال كونه المتعامل المباشر مع المريض.

وحسب تقارير الأكاديمية الأميركية للحساسية، فإن اختبار الحساسية عن طريق الحقن في الجلد ليست ذات نفع كبير إلا في حالات البنسيلين، حتى أن بعض الأفراد الذين قاموا بإجراء اختبار حساسية بالفعل لمادة السيفالوسبورين وكانت النتيجة سلبية حدث لهم حساسية وفي بعض الأحيان كانت شديدة إلا أنه تم علاجها سريعا.

ويتم اختبار الحساسية بحقن كمية قليلة من المادة المراد حقنها في الطبقة الخارجية من الجلد والانتظار لمعرفة حدوث تفاعل في شكل احمرار من عدمه.

وفى التقرير التالى يكشف “الموقع ” ما هى الحساسية الدوائية وكيف نتعامل معها؟ ومن السئول عنها الأدوية أم الصيدلى؟
من ناحيته يقول الدكتور عادل عبد المقصود رئيس شعبة الصيدليات باتحاد الغرف التجارية، إن المشكلة ليست فى حساسية الأدوية ولكن تكمن فى “عدم وجود ضمير” مشيرًا إلى أن السوق المحلى ملىء بالأدوية غير معلومة المصدر وبضاعة مجهولة المصادر ولا نعرف المصنع أو المنتج او الشركة المنتجة لهذه الأدوية.

وأضاف “عبد المقصود” فى تصريحات لـ”الموقع ” أن قرار وزير الصحة الأخير والمثير للجدل بشأن اجتياز الصيدلى دورة تدريبية لإعطاء الحقن فى الصيدليات وهو بمثابة إهانة للصيدلى، والذى يقدم الحقن كخدمة للمواطن وللمريض، لافتا إلى أن الجمهور تعود ونشأ على أخذ الحقن فى الصيدلية، وبعد القرار والأحداث الاخيرة أصبح هناك مواجهات بين الصيدلى والمريض.

وأوضح أنه للأسف لا يوجد مستشفى أو مركز طبى يقبل إعطاء الحقن للمريض ، لافتا إلى أن المريض أصبح فى حيرة يخرج من صيدلية لأخرى بسبب رفض الصيدلى إعطاء الحقن ،والكل يرفض، منوها إلى انه هناك تخوف بعد هذا القرار أن يرفض المريض أن يكتب أو يصرف له الطبيب أى حقن ويكتفى بأقراص أو شراب أو كبسولات وهنا يقضى على قطاع كبير ممكن أن تكون الحقن هى الأساس لإنقاذ حالة المريض لسرعة تلبية الجسم للاستجابة لمفعولها.

وتابع “عبد المقصود” أن المشكلة الأساسية الموجودة فى مصر عدم وجود قانون رادع لغش الدواء وهى قضية خطيرة جدا، كما يحدث فى الدول الأخرى قائلا: الصين نفذت أحكام إعدام فى أشخاص قاموا بغش الدواء” وهو ما أدى إلى ضبط السوق وقطاع الدواء هناك.

نرشح لك : أزمة «المسئولية الطبية» ..لماذا يرفض الأطباء القانون؟

وكشف رئيس شعبة الصيدليات أن الشركات المنتجة للأدوية تقوم بتسليم الأدوية إلى الشركات المعتمدة المسجلة من قبل وزارة الصحة والمفروض عليها رقابة ولا تطرح هذه الأدوية فى السوق إلا بعد اعتمادها وتصريح من الوزارة، مشيرًا إلى أن من يقوم بغش الأدوية من بعض الشركات ومعدومى الضمير يقوم بتوزيع الأدوية على مايسمى بـ” المخازن” التى أخذت تصريح من وزير صحة سابق غير مسئول وهى بدورها تقوم بتخزين الأدوية وتخبئتها وعند إحضار الطلبيات أو البضاعة يتم دمج الأدوية الجديدة مع القديمة “المعتمدة، غير معلومة” وتوزعها على الصيدليات وبالتالى يختلط الدواء غير مصرح به والدواء المعتمد وهناك تحدث الكارثة”.

وأكد أن الصيدلى لا يمكن لأحد يمنعه من التعامل مع “مخازن الأدوية” لأنها مرخصة من قبل وزارة الصحة، مطالبا بالتحرك فورا لحل هذه المشكلة وهى خروج تشريع أو صيغة قانون غير مسموح للمخازن بتوزيع الأدوية التى تحتويها إلا إذا حصل من الشركة المنتجة أو المستوردة على وكالة توزيع الأصناف، ويجب تضييق الخناق على هذه المخازن.

وأكد أنه هناك بعض موزعى الأدوية معدومى الضمير وضعاف النفوس يضعفون أمام الأموال والإغراءات وحدثت وقائع عدة ويقوم الموزع بتوزيع الأدوية واستبدالها مع بعض المخازن أو المستشفيات المشهورة وفى النهاية تظهر أدوية مغشوشة وغير معلومة المصدر قائلا: الصيدلى الموزع أو الشركة تورد له الدواء ومنها الحقن كيف يعرف انها تعمل حساسية للمريض وهى علبة مغلقة ؟ إلا إذا أخذ الصيدلى الدواء من غير مكان معلوم ومعتمد ، لافتا إلى أن الحساسية تظهر فى الحال عندما يقوم الصيدلى بحقن المريض وعمل اختبار حساسية تظهر بعض العلامات على جسم المريض “احمرار، انتفاخ الجلد” وبناء على ذلك يرفض إعطاء هذا المريض الحقن.

من ناحيته يقول الدكتور مجدى على أخصائى حساسية ومناعة ، إن أشكال الحساسية متعددة فهناك نوعين من الحساسية الدوائية، الأول يظهر في صورة طفح جلدي وتورم بجميع أعضاء الجسم بعد أخذ الدواء مباشرة ويرتبط هذا النوع بارتفاع أجسام مضادة معينة في الجسم، أما النوع الثاني: حساسية السلفا، وتظهر في صورة قرح في الفم والأعضاء التناسلية خاصة عند تناول عقار السلفا أو بعض المضادات الحيوية.

نرشح لك : «الصيادلة» ترد بقوة على قرار «الصحة» ..ماذا قالت؟

وعن أعراض الحساسية الدوائية أكد “على” فى تصريحات لـ”الموقع” أنه يمكن أن تظهر الحساسية بعد تناول الدواء على الفور أوحقن المريض بلحظات أو بعد عدة أسابيع حسب تفاعل الجهاز المناعي، لافتا إلى أن هذه الحساسية يمكن أن تصيب أي جهاز في الجسم، من أعراضها الكحة، صعوبة التنفس، سيلان الأنف أو انسدادها، تورم الملتحمة، احمرار العين.

وعن علاج حساسية الأدوية سواء حقن أو أقراص” أكد أن مضادات الحساسية تساعد على علاج الأعراض فقط، أما العلاج الوحيد لحساسية الدواء هو الامتناع التام عن تناول الأدوية المسببة لها والعقاقير التى أظهرت الحساسية، والبحث عن بدائل آمنة للمريض .

وتسبب الحساسية أعراضًا مختلفة، إذ يمكن أن تظهر على الجلد، أو في الجيوب الأنفية، أو في المسالك الهوائية التنفسية، أو في الجهاز الهضمي، حيث تختلف حدة الحساسية ودرجة خطورتها من شخص إلى آخر، حيث يمكن أن تسبب صدمة تحسسية وهي حالة طوارئ قد تسبب الموت، ولا يمكن الشفاء التام من الحساسية، لكن هناك بعض العلاجات التي تساعد على تخفيف أعراض الحساسية، وفقا لـ “تقرير لمواقع طبية “.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى