أراء ومقالاتالموقع

إيرينى سعيد تكتب لـ«الموقع»: التاريخ والجمهور العام .. أزمة تواصل

فى اختلاط للملامح التراثية بالأجواء الشعبية، وتحديدا فى بيت السنارى حيث اجتمعت النخبة من أساتذة الجامعة والكتٌاب والباحثين مع عشرات الشباب الطموح والنابه، فى ندوة مهمة حملت عنوان”الكتابة التاريخية للجمهور العام”، واستهدفت الندوة والتى نظمتها مكتبة الإسكندرية مناقشة إشكالية التواصل ما بين العامة والتاريخ.

فى هذا الصدد أجاد د. سامح فوزى الكاتب الصحفي وكبير الباحثين بمكتبة الإسكندرية صياغة عدة من التساؤلات ، بدورها تمكنت من وضع الحضور فى الصورة أبرزها، كيف نكتب التاريخ؟ هل بالفعل يعرف المجتمع التاريخ؟ وهل تظل مهمة الرواية الصحفية تسليط الضوء على التاريخ؟، وجميعها تساؤلات أطلق عليها “فوزى” الرسائل الإشكالية.

تحدث أيضا الكاتب الصحفي “أحمد الجمال” والذى أدار الندوة موضحا مجموعة من المدركات، خلال الإشارة إلى التناقض والذى يحيط بالعملية التاريخية وكيفية نقلها، فبينما تعد بسيطة هى لا زالت شديدة التعقيد، وهو ما يتضح فى التفرقة بين الدوريات المتخصصة والمحكمة أى التى خضعت للتحكيم وبين الكتب والصحف سواء يومية أو اسبوعية، أيضا كتابة التاريخ، وفى إشارة إلى ضرورة الابتعاد عن التزييف أو ربما تجنب السرد الخيالى، أكد “الجمال” أن الكتابة لا بد وأن تخضع لأسقف محددة، مطالبا بمشروع وطنى يشرف على عملية تدوين التاريخ.

وعن معايير التقييم أوضحت د. سلوى بكر_ الكاتبة الروائية_ مؤكدة قوة الزمن فى الحكم على الرواية التاريخية، ومدى صحتها، مشيرة إلى قوة السلوكيات والحاكمة للكاتب وطريقة العرض، وفى قدرتها على الفصل .

وأضاف أيضا الكاتب الصحفي “سعيد الشحات” والمهتم بالزاوية التاريخية في الكتابة، مشيرا إلى اهتمامه بالقراءة التاريخية، منتقدا الكتابات التاريخية والتي تستند إلى الانطباعات والنقل، في الوقت ذاته تبتعد عن التوثيق، أيضا تركيز التاريخ على السياسة فقط دون النظر إلى الثقافة، الاجتماع والاقتصاد، مشيرا إلى كيفية اختياره الحدث والذي يسلط عليه الضوء، عبر التدوين اليومي للأحداث وبالتالي العودة للمراجع، منوها إلى تضارب التواريخ كونها تعد أبرز العقبات، والتي تواجه كاتب التاريخ.
وعن المخاطر جراء تزييف وتغيير الحقائق التاريخية أوضح د. جمال شقرةأستاذ التاريخ الحديث والمعاصر جامعة عين شمس مشيرا إلى المخاوف جراء تعرض ذاكرة الأمة إلى تغيير الخريطة الذهنية ، وإلى إمكانية خداع العامة عبر معلومات تاريخية مغلوطة، مشيرا إلى دور السوشيال ميديا والذي انتشر مؤخرا وساهم إلى حد يذكر في هذه المغالطات، منتقدا الهواة والذين اخترقوا المجال وعلى حساب المتخصصين.

ولا شك في أن قوام الكتابة الأصيلة للتاريخ هو المحاكاة الجيدة للماضى وأحداثه ومعطياته، في إطار التركيز على الحقيقة دون تغيير أو حيدان، خصوصا أن القراءة الجيدة للتاريخ ليست فى النقل، إنما فى صياغة الرؤية مصحوبة بالحقيقة، عبر آلية منهجية وأسلوب نقدى، وبالتالي فإن كاتب التاريخ، أو بمعنى أدق من يعيد كتابة التاريخ، لا بد أن يٌحرر من أية توجهات أو إملاءات وإلا لن يٌصدق، لا سيما مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وزيادة المؤثرات والتوجيهات، فالخيط الرفيع والذي يفصل ما بين صحة الرواية الطبيعية والمزيفة، لا بد أن يستخدم في الفصل ما بين الانطباعات والحقائق.

اقرأ ايضا للكاتب: إيرينى سعيد تكتب لـ«الموقع» التضخم فى مناهج التحليل

إيرينى سعيد تكتب لـ«الموقع» المسؤولية السياسية ما بين النواب والحكومة

إيرينى سعيد تكتب لـ«الموقع»: الرياض_طهران .. ملاحظات حول عودة العلاقات

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى