الموقعتحقيقات وتقارير

«أبناء ولكن شياطين».. 2021 يشهد أبشع جرائم قتل الوالدين “الموقع” يفتح الملف

– أستاذ علم الاجتماع: تفكك الأسر وسوء التربية وانحدار الأخلاق أهم الأسباب

– أستاذ الدراسات الإسلامية: قتل الوالدين يحمل عقوبتين القتل والعقوق وكلاهما حسابه عسير

كتبت- منار إبراهيم 

في محاولة لاستغاثة أهالي منطقة القومية من بلطجة هذا الشاب الثلاثيني باللجوء إلى والده، الذي هرول غاضبًا لوقف هذا الوضع السيء، ولكن لم يعلم الأب أن حياته هي الثمن، فحين التقى ابنه بدأت مشادة كلامية وجه على إثرها الابن العاق عدة طعنات لوالده التي على إثرها سقط جثة هامدة ولفظ أنفاسه الأخيرة.

«ايوه قتلت أبويا لأنه يستاهل.. بيعاملني أنا وأمي وأخواتي وحش»، هكذا برر لنفسه أبن الـ 19 عام قتل والده المسن، الذي انتظر خلوده للنوم ثم أحضر شاكوشًا ليهشم رأسه بقلبٍ حجر.

لم تكن هذه الجرائم الوحيدة الشاهدة على جحود الأبناء، حيث شهد عام 2021 عشرات الجرائم من قتل الأبناء لوالديهم، فما أسباب والدوافع وراء جرائم قتل بعض الابناء لآبائهم وأمهاتهم بدلاً من البر بهم والإحسان إليهم، هذا ما سنناقشه خلال السطور القليلة القادمة…

ففي البداية يشير دكتور علي الجلبي، أستاذ علم الاجتماع جامعة الاسكندرية، إلى أن العالم يمر بتحولات جديدة في ضوء التغييرات الأخلاقية التي يشهدها المجتمع، ولذلك لا نستغرب جرائم قتل الأبناء لأباءهم وأمهاتهم نتيجة للانحدار الأخلاق وقيم المجتمع.

ويرجع “أستاذ علم الاجتماع” اسباب تفشي الظاهرة إلى تفكك الأسر وسوء التربية، مشيرًا إلى أن أعمار الأسر قديمًا كانت تتجاوز الـ 20 عام أما حاليًا لا يتجاوز عمر الأسرة عام ثم يحدث طلاق، فالحياة تخلت عن صلابتها وأصبحت تتسم بالسيولة في القيم وعدم احترام الاباء وانعدام رابطة الحب والعاطفة.

نرشح لك : برلمانيون لـ “الموقع” : الصعيد المنسى أصبح الآن على خارطة التنمية والتعمير وجذب الإستثمار

ويضيف “الجبلي” أصبحنا نعيش في عالم منفرد لمجتمع يعاني من سيولة في كل شيء، حيث كان المجتمع قديمًا متمسك بعاداته وتقاليده والأن نشاهد كل يوم عادة جديدة، وهذا ما وصفه العالم البولندي “باومان” في نظريته “الحب السائل” التي تحلل هشاشة الروابط الإنسانية في زمن الحداثة السائلة، التي تخلّت فيه الحياة عن جذورها، وتدمرت العلاقات الوجدانية بعفويتها وعاطفتها.

ومن جانبه يرجع دكتور هنيدي عبد الجواد، أستاذ بكلية الدراسات الإسلامية والعربية جامعة الأزهر، أسباب الظاهرة إلى غياب الجانب الإيماني وابتعاد الشباب عن المساجد وعن التربية الإيمانية والروحية منذ الصغر لأنها تشكل عقلية وقلب الطفل، وتولد في قلبه الرحمة والخوف من الله.

ويضيف هذا إلى جانب انتشار الأفلام والمسلسلات التي تحث على انتشار الجرائم والتهوين من شأن جرائم القتل وارتكاب الجرائم لأتفه الأسباب، تعاطي المخدرات وشرب الخمور فالشاب الذي يقتل أحد والديه يكون تحت تأثير المخدرات لأنه لا يوجد عاقل واعي يقوم بهذه الجريمة البشعة، بالإضافة إلى الأمراض النفسية والتكاسل عن العمل ليعيش عال على أبويه وقتلهم في حال رفضهم إعطائه فلوس.

ويؤكد “أستاذ الدراسات الإسلامية” أن من تسول له نفسه قتل أحد والديه عقابه شديد عند الله، حيث يحمل عقوبتين وهما: عقوبة القتل وعقوق الوالدين، وكلاهما حسابهما عسير.

نرشح لك :رأس السنة كلمة السر.. الصوت والضوء تكشف سبب زيارة السفير الهندي وأسرته للأقصر

ويختتم حديثه قائلا: أن الحل لمعالجة هذه الظاهرة هو التربية الإيمانية للأبناء والتقرب إلى الله، التربية على تحمل المسئولية واحترام الكبير، معالجة القضية من خلال الدراما وتسليط الضوء على النماذج الناجحة من العلماء ورجال الأعمال، العمل لأن الإنسان المكافح المنشغل بتطوير ذاته لا يجد وقت للمشاكل، ورعاية الآباء للأبناء الذين يعانون من أمراض نفسية وعلاجهم لدى متخصصين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى