الموقعخارجي

دلالات التقارب الإماراتي التركي.. “سياسة تصفير المشكلات” و”علاقات الربح المتبادل”

كتب – أحمد إسماعيل علي: دعوة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى ولي عهد أبو ظبي، الشيخ محمد بن زايد، لزيارة تركيا، وعقد جلسة مباحثات، استجاب لها “بن زايد”، في تحسن لافت للعلاقات، ربما له ما بعده فيما يخص تعزيز المصالح المشتركة بين البلدين، خصوصا الاقتصادية.

ربما تكون تلك الزيارة أيضًا في ضوء سعي أنقرة إلى تحسين علاقاتها إجمالا مع مصر ودول الخليج العربي، لتعزيز مصالحها السياسية والاقتصادية في المنطقة، حيث باتت خلال سنوات مضت شبه معزولة بسبب سياساتها العدائية تجاه محيطها الإقليمي العربي، وخصوصا فيما يتعلق بدعم تركيا لجماعات تخريبية معارضة تهدد السلم والأمن العربي وعلى رأسها تنظيم الإخوان، أو بدورها السلبي في ليبيا عبر تواجدها العسكري المباشر أو عبر مرتزقتها.

وعليه تأتي زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لتركيا، لتنهي بنسبة ما سنوات من التوتر في العلاقات، خصوصًا مع سعي أنقرة مؤخرًا وعبر تصريحات مسؤوليها، إلى العودة إلى “سياسة تصفير المشكلات”.

من جانبها ترى الإمارات أن تحديات المرحلة تفرض الانفتاح، ووضع المنطقة يحتّم التعاون والتآزر، وتخفيض التوترات، وتوصيل الجسور سبيلا إلى إشاعة أجواء إيجابية في علاقات الدول فيما بينها.

ووفق وكالة الأنباء الإماراتية، فإن الزيارة التي بدأت اليوم الأربعاء، تأتي “تلبية لدعوة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان”.

ومن المقرر أن يبحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خلال الزيارة، مع أردوغان “العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون والعمل المشترك بين البلدين في مختلف المجالات بما يحقق مصالحهما المتبادلة”.

كما تتناول “مجمل القضايا والمستجدات الإقليمية والدولية التي تهم البلدين”.

وتأتي الزيارة بعد خطوات تركية فعلية لتطبيع العلاقات مع دول الخليج العربي، حيث أطلقت تصريحات ودية، بجانب اتصالات على مستويات رفيعة لفتح القنوات الدبلوماسية والعمل على بدء صفحة جديدة.

وفي أغسطس الماضي، بحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع أردوغان العلاقات الثنائية بين البلدين.

ووفق وكالة الأنباء الإماراتية “ناقش الجانبان، خلال اتصال هاتفي جرى بينهما السبل الكفيلة بتعزيزها وتطويرها بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين وشعبيهما الصديقين، كما تبادل الجانبان وجهات النظر بشأن عدد من القضايا والملفات الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

وأيضًا كان الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية الإماراتي، قد التقى قبل أيام سليمان صويلو وزير الداخلية التركي في روما.

لقاءٌ جاء غداة استقبال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، السفير التركي لدى الإمارات، تونجاي تونتشر.

ومنذ أشهر قريبة، استقبل أردوغان وفدًا إماراتيًا رفيع المستوى برئاسة الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني الإماراتي، في المجمع الرئاسي بأنقرة، وأعقب اللقاء تصريحات إيجابية تفاعلت معها الإمارات بواقعية، حيث وصف الدكتور أنور محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات، لقاء الشيخ طحنون بن زايد مستشار الأمن الوطني الإماراتي مع الرئيس التركي، بأنه “تاريخي وإيجابي”.

وكتب قرقاش، في حسابه عبر تويتر يقول: “اجتماع تاريخي وإيجابي للشيخ طحنون بن زايد مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان”.

وأشار قرقاش إلى أن “التعاون والشراكات الاقتصادية كان المحوّر الرئيسي للاجتماع”، مضيفا أن “الإمارات مستمرة في بناء الجسور وتوطيد العلاقات، وكما أن أولويات الازدهار والتنمية محرّك توجهنا الداخلي فهي أيضًا قاطرة سياستنا الخارجية”.

وسلطت وسائل الإعلام التركية الرسمية والخاصة، الضوء على الزيارة وفردت لها مساحات واسعة على مواقعها الإلكترونية.

من جهتها، ذكرت صحيفة “جمهورييت” أن  الاقتصاد سيكون الموضوع الأبرز في محادثات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والرئيس أردوغان في أنقرة.

أما صحيفة “صباح” الحكومية، فقالت إنها “مرحلة جديدة بين البلدين تؤخذ فيها مصالح الطرفين بعين الاعتبار، في إطار علاقات الربح المتبادل”.

وتابعت: “يأتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لزيارة أنقرة، وفي جعبته العديد من القضايا لا سيما الاقتصاد والعلاقات الثنائية بين البلدين”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى