الموقعتحقيقات وتقارير

2000 حالة غش جماعي وعائلي.. مستقبل أطباء مصر في خطر «الموقع» يفتح الملف

– مدرس بالصيدلة لـ«الموقع»: حياة المريض في يد الطبيب الناجح بالغش في خطر

كتبت- منار إبراهيم

الغش «ظاهرة مرتبطة بالامتحانات منذ نشأتها»، ويعتبر المصريون شهادة الثانوية العامة «المفتاح للمستقبل»، لذا يقضون سنوات الثانوية العامة في ضغوط وتوتر شديد ما بين المذاكرة والدروس الخصوصية واجواء الامتحانات المرعبة، وغير ذلك يستعين الطالب بالغش للحصول على درجات مرتفعة تؤهلهم لدخول ما يسمى بـ«كليات القمة» التي تتضمن الطب والهندسة.

ولكن مع تطور الحياة تطورت وسائل الغش من الغش الفردي، إلى الغش الجماعي، إلى تجمهر أولياء الأمور أسفل المدارس حاملين ميكروفونات لتلقين ابناءهم على طريقة عبلة كامل في فيلم “اللمبي”، إلى ما وصلنا إليه حديثًا من الغش الالكتروني، والغش العائلي لأولاد الأكابر، وكل ذلك وسط إجراءات احترازية مشددة من قبل الدولة لمنع الغش.

ويرصد «الموقع» أبرزها خلال السطور القليلة القادمة، وذلك رغم تأكيد الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم السابق، خلال المؤتمر الصحفي الخاص بإعلان النتيجة، أن حالات الغش هذا العام أقل من الأعوام السابقة.

«أول القصيدة غش»، ففي يوم 26 يونيو، اثناء تأدية الطلاب امتحان اللغة العربية، تمكن أعضاء فريق مكافحة الغش الإلكتروني من رصد عدد (12) حالة غش، حيث قامت غرفة العمليات المركزية من رصد عدد (7) حالات غش بمحافظات (قنا، والمنيا، والبحيرة، والفيوم، وأسيوط، والقاهرة، وسوهاج) باستخدام جهاز الهاتف المحمول، ونشر أحد أجزاء الأسئلة عبر الإنترنت، تم التحفظ على الهواتف المستخدمة واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الطلاب المضبوطين.

كما رصدت غرف العمليات المحلية عدد (5) حالات غش الحالة الأولى والثانية في محافظتي (القاهرة وأسوان) باستخدام جهاز الهاتف المحمول، ونشر أحد أجزاء الأسئلة عبر الإنترنت والحالة الثالثة لحيازة ساعة إلكترونية في محافظة الغربية، وحالتين لحيازة جهاز الهاتف المحمول في محافظتي (الغربية والأقصر)، وتم التحفظ على الأجهزة المحرزة واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الطلاب المضبوطين، كما رصدت الغرفة قيام طالبة بتمزيق كراسة الأسئلة الخاصة بها في محافظة المنوفية.

و في بداية العام الجاري أثارت قضية الغش جدلاً في الشارع المصري، في أعقاب تداول مقطع يظهر مجموعة من الأهالي المتجمهرين حول مدرسة بمحافظة الدقهلية، مهددين بضرب معلمة منعت أبناءهم من الغش، وهو ما دفع الشرطة للتدخل لحماية المعلمة، من الأهالي.

و في واقعة وصفها رواد مواقع التواصل الاجتماعي بأنها «أغبى واقعة غش»، كشفت لجان الرصد عن شخصية طالبة، بمدينة منيا القمح، قامت بتصوير ورقة أسئلة امتحان مادة الجيولوجيا والعلوم البيئية للثانوية العامة، وبثتها عبر المواقع، دون أن تنتبه إلى ظهور بياناتها الشخصية المدونة على ورقة الإجابة، وفي الصورة الملتقطة لورقة الأسئلة أثناء أداء الامتحان.

أبو عقيل والغش العائلي

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الأيام القليلة الماضية، مجموعة من القوائم تضم نتائج عشرات الطلبة بالثانوية العامة، ينتمون لعائلات معروفة بمحافظة سوهاج وهي عائلة «أبو عقيل»، والذين حصلوا جميعاً على درجات تخطت الـ90 %.

وهو ما أثار الشكوك والتساؤلات بشأن احتمال حدوث «غش جماعي» في لجان الامتحانات التي ضمت هؤلاء الطلبة، مسترجعين صوراً ومشاهد لحالات غش شهدتها بعض اللجان في السنوات الماضية، من بينها مشاهد لأهالٍ يقفون على أبواب المدارس حاملين ميكروفونات، يحاولون من خلالها تلقين الطلبة إجابات الأسئلة المختلفة.

نرشح لك : طالبة بالثانوية العامة تحصل على 94% وبعد أيام: «اكتشفت إني جايبة 44%»

وتجري وزارة التربية والتعليم المصرية تحقيقًا في هذا الشأن بعد أن أصبحت تلك النتائج حديث رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، مع انتشار الاتهامات بوقوع حالات غش جماعي، وتوعدت الوزارة في بيان باتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة إذا ثبت وقوع مخالفات خلال سير الامتحانات أو ترويج معلومات مضللة.

فيما نفى أحد أبناء هذه العائلات، نجاحهم بالغش، موضحًا أن هذه القائمة تضم المتفوقين من العائلة من محافظات مختلفة، حيث يتنافس أبناء العائلة على التفوق والحصول على أعلى دراجات كل عام.

وأضاف “أبن عائلة أبو عقيل” أن التنافس هو طبع هذه العائلة، وليس في التفوق الدراسي فقط ولكن في لعب الأطفال ايضًا، وذلك منذ الجد “الشرقاوي” الجد الخامس عشر.

غش جماعي بالمدارس

كشف طارق شوقي، وزير التعليم السابق، أنه تم حجب نتيجة الثانوية العامة في مدرستين بسبب وجود شبهة للغش الجماعي، بسبب تشابه كبير في الإجابات، وتم تفريغ الكاميرات لاكتشاف الحقيقة عن طريق النيابة العامة.

وذكر أن عدد الطلاب في تلك المدرستين يتراوح نحو ألفي طالب بالكثير، موضحا أنه تم تحذير الطلاب من الغش قبل الامتحانات كثيرا، موضحا أن الغش يعبر عن مشكلة حقيقية يتم مواجهتها بتغيير الثقافة.

وأكد على معاقبة وحرمان كل الطلاب الذين تم ضبطهم في أعمال غش، وتحويل حالات الغش إلى الشؤون القانونية، مع حجب نتيجة عدد من المدارس بسبب شبهة الغش الجماعي.

وفي هذا الصدد، قال الدكتور رامي محمد، مدرس بكلية الصيدلة جامعة المنوفية، إن الغش سلوك غير جيد، والطالب الذي يعتاد على الغش يؤثر عليه سلبًا بين أقرانه؛ نظرًا لصعوبة اندماج مستواه المهني والعلمي معهم.

وأضاف “مدرس الصيدلة” لـ«الموقع»، أن الطالب الذي ينجح بالغش ليلتحق بكليات القمة يكون لديه شعور داخلي أن مستواه غير مؤهل للدراسة في هذه الكليات، ويكون واضح بين زملائه ويكشف عن مستواه أكثر اختبارات القدرات بالكلية، وكذلك الاختبارات التجارب العملية.

وأكد على خطورة حياة المرضى، بين أيدي هؤلاء الطلاب، خاصة إذا لم يعمل على تحسين مستواه وتعويض التحاقه بالكليات الطبية بالغش، لكونه يحمل أرواح ناس بين يديه فإذا لم يتخذ الكلية فرصة لتقويم سلوكه وتحسين مستواه سيكون غير قادرًا على التعامل مع المرضى ويعرض حياتهم للخطر.

وفي النهاية، أوضح أن البعض يلتحق بكليات الطب لتحقيق رغبة والديه، ولكن دراسته لمجال لا يحبه ستجعله لا يتفوق فيه، وهو حال الذي اعتاد سلوك الغش لصعود سُلم النجاح، فكلاهما إن لم يجتهدا لحماية أرواح الناس سيكون غير قادر للتعامل مع المرضى في الحياة العملية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى