الموقعخارجي

هل تقترب كوابيس الحرب العالمية الثالثة من ساحة الحرب الروسية- الأوكرانية؟.. خبراء يُوضحون

نبيل نجم الدين: الرئيس الروسي لن يتقبل الخسارة.. وغروره يُذكرنا بقادة الحرب العالمية الثانية

طارق فهمي: البرلمان الأوروبي لن يتخذ قرارًا بوقف الحرب في الوقت الحالي

تقرير- روان لاشين 

تفسيراتٌ عدة تُشيرُ إلى استمرار تَصويت البرلمان الأوروبي تجاه تزويد أوكرانيا بالمال والسلاح بدلاً من اتخاذ قرارٍ بوقف الحرب، لِكون هذا البرلمان يَتحرك وَفقَ اتجاهات حكومات الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، الأمر الذي يَدل على أنَّ رجال الغرب في صراعٍ واضح وصريح مع روسيا.

وعلق الكاتب المتخصص في العَلاقات الدولية، نبيل نجم الدين، على مهاجمة نائبة البرلمان الأوروبي الإيرلندية الجنسية، كلير دالي، لتلك الأصوات التي تصفُ من يُطالب بوقف الحرب الروسية- الأوكرانية بأنهم أصوات عميلة وخائنة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قائلًا: «في الحقيقة هذه البرلمانية تُعبرُ عن مخاوف ملايين المواطنين في أوروبا».

وأضاف نجم الدين، خلال تصريحات خاصة لموقع «الموقع»، أن المواطنين يعيشون في حالة رعب حقيقي تحت ظلال وكوابيس الحرب العالمية الثالثة التي تقتربُ من ساحة الحرب الروسية- الأوكرانية صوب الأراضي الأوروبية، موضحًا أنَّ البرلمانية تُعبر بصدق عن مخاوف الشارع الأوروبي، وتهاجم تلك السياسات التي تقف موقف المتفرج بالنسبة للحرب.

وأوضح نجم الدين، أن أعضاء البرلمان الأوروبي لا يَقومون بدورهم في التعبير عن مخاوف المواطنين في أوروبا، وأنهم لا يفعلون شيئا لوقف الحرب متجاهلين تصاعد الحرب، مضيفًا أن الدليل على هذا الهروب البرلماني والسياسي الأوروبي، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لن يتقبل الخسارة، إذ هو رجل أمن واستخبارات ويتمتع بحجم مبالغ فيه من الكبرياء الذي قد يَصل إلى الغرور، وهو ما يُذكرنا بغرور قادة الحرب العالمية الثانية.

وتابع نجم الدين، أن ما يجري بين روسيا وأوكرانيا هو بمثابة قنبلة أوروبية موقوتة قد تنفجرُ في أي لحظة وتأثيرها لن يتوقف لدى أوروبا فقط، فقد انتقلت الحرب من مرحلة قصف المباني والطرق والمزارع إلى قصف الجسور والتهديد بالأسلحة النووية التكتيكية، فإذا اندلعت حرب نووية في أوكرانيا فإنَّ آثارها ستنعكسُ على أوروبا كلها وتخيم ظلالها السوداء على القارة التي ترتعدُ خوفاً من أزمة الطاقة والحرب النووية.

ووصف نجم الدين، تساؤل نائبة البرلمان الأوروبي حول عدم إمداد فلسطين واليمن بالأسلحة كما يتم إمداد أوكرانيا به، بأنه «ساخر ومرير»، قائلاً: «أقدرُ نوايا النائبة إلا أنَّ الوضع في فلسطين يختلف كثيرًا عن أوكرانيا.. وما تقوم به النائبة من تسليط الضوء على العالم العربي بما يعانيه من مظاهر ظلم إنساني مهمٌ للغاية».

نرشح لك : صحفيون لبنانيون يوضحون لـ”الموقع”.. ماذا يعني ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل؟

وأشار نجم الدين إلى أن الشعب الفلسطيني لا يريد سلاحًا من أوروبا، بل يريد منها أن تقف مع الشرعية الدولية، وإجبار إسرائيل على تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة وقرارات محكمة العدل الدولية، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني يُريد تكريس الجهود الأوروبية والدولية للوقوف في وجه الاحتلال الإسرائيلي، مضيفًا أن الشعب اليمني ينتظر من العالم الأوربي أن يساعده في وضع حد لهذا الدمار والنزوح المستمر والتدخل الإقليمي الجائر، ولا ينتظر سلاحا من أحد.

ولفت نجم الدين إلى أنَّ هناك عدة تفسيرات حول استمرار إمداد البرلمان الأوروبي أوكرانيا بالسلاح بدلا من وقف الحرب، وهو أن البرلمان الأوروبي لا يعبر عن إرادة الشعوب وإنما يتحرك بسياسة وفق اتجاهات حكومات الاتحاد الأوروبي، والبرلمان يعمل كظهير للحكومات الغربية وحلف شمال الأطلسي، وهو عكس ما كان من المفترض أن يفعله وهو التحرك وفقا لإرادة الشعوب الأوروبية التي انتخبت أعضاؤه.

وأردف نجم الدين، أنه من المؤسف رؤية هذه الازدواجية الواضحة في تصرفات السياسيين ورجال التشريع في أوروبا، فهؤلاء يعملون وفق الصراع بين الغرب والشرق، وفي المنتصف يسقط عشرات الآلاف من القتلى ويتشرد عشرات الملايين من أبناء الشعب الأوكراني وتهدم الدولة بالكامل.

نرشح لك : دبلوماسي يكشف لـ«الموقع» ما وراء زيارة رئيس دولة الإمارات إلى روسيا؟

ولفت إلى أن الجميع كان يتوقع من هذه الكيانات الديموقراطية والتي تتمثل في البرلمان الأوروبي أن تقف مع حقوق الإنسان وحق الشعوب في الحياة، فإذا سعى البرلمان دبلوماسيًا إلى التوسط بين الأطراف ستكون حظوظه أكبر بكثير من الساسة، لأن رجال الحكومات الغربية في صراع واضح بين روسيا والصين.

وفي سياقٍ ذي صِلة، قال أستاذ العلوم السياسية الدكتور، طارق فهمي، إن البرلمان الأوروبي لا يستطيع وقف الحرب لاعتبارات متعلقة بأنَّ هناك التزامات من قبل حلف الناتو تجاه أوكرانيا على الرغم من أنها لا تتمتع بصفة العضوية فيه، وأوكرانيا طالبت بالانضمام أكثر من مرة إلا أنه تمَّ تأجيل النظر فيه.

وأضاف فهمي، خلال تصريحات خاصة لموقع «الموقع»، أن دول الاتحاد الأوروبي يقومون في الوقت الراهن بـ ضخ أوكرانيا بالسلاح لمساعدتها في إطار الحرب، وذلك تخوفا من اقتطاع روسيا جزءًا آخر من الأراضي المجاورة حتى لا تصل مداها إلى أوروبا، لأن هناك تخوفات من سيطرة روسيا على أراضي أخرى بعد استيلائها على أربع مقاطعات أوكرانية والتي أعلنت استقلالها بعد الاستفتاء.

وأوضح فهمي، أن حلف الناتو يُعاني انقسامًا شديدا بين فرنسا وألمانيا بسبب الاختلاف بينهما حول وقف أو استمرار الحرب الروسية- الأوكرانية واستمرار الإمدادات، مضيفًا أنهُ لا يعتقد أنَّ البرلمان الأوروبي لن يتخذ قرارًا بوقف الحرب بل تمددها، وأن الخيارات العسكرية تسبقُ أي خيارات سياسية في هذا التوقيت.

و كانت قالت كلير دالي، عضو البرلمان الأوروبي الأيرلندية، في خطاب ناري قبل التصويت على القرار الذي تمت الموافقة عليه بزيادة شحنة الأسلحة الموجهة لأوكرانيا، إنه من المضحك أن المطالبين بتسليح أوكرانيا لا يطالبون أبدا بتسليح الشعب الفلسطيني أو اليمني، وأنه لا أحد من أعضاء البرلمان الأوروبي يفعل أي شيء لوقف الحرب في أوكرانيا ووقف التصعيد السريع إلى حالة رعب أوسع، مضيفةً أنه يتم مهاجمة الأصوات التي تتحدى الاندفاع إلى الحرب وإسكاتها، وتشويهها كخونة ويصفونهم بعملاء فلاديمير بوتين، رئيس روسيا، وعملاء الكرملين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى