أراء ومقالاتالموقع

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» الفراق الحسن

هناك أخطاء لا تُصلحها كلمة آسف وكذبة لا تُغتفر وجرح لا تشفيه الأيام ولحظةٌ بدَّلت أماكن في القلب، صحيحٌ أن قلوبنا كبيرة ولكن لا تستهينوا بحجم أخطائكم فالبحر لا يحملُ السفينة إن ثُقبتْ
يتخلي الإنسان مع امتداد عمره وزيادة تجاربه عن العديد من الأصدقاء ،مؤثِراً العزلة على ما لعله يكدر صفو حياته ، ينفض يده من هؤلاء الأصدقاء تماما، وقد اتضح له صورة ما أخسّها عن حقيقة الصُحبة.‏فأنا مثلا علي المستوي الشخصي صادفت نوع من البشر يستمتع متعة عظيمة بتصيد الزلات، يشعر وكأنها هدية له ليمارس كل لؤمه على دندنتها، ولا يكتفي بالزلة إنما يضيف لها كل أنواع البهارات حسبما تقتضيه شهوة النقص الذي يسكنه، يكيد كأنه شيطان ولا تشبعه الذنوب، وعن الحسنات طبعًا لا عين تُبصر، ولا أُذن تسمع.
‏ستُكره منهم لانك محبوب وتُرمى من الظالم في بئر ويبيعك السماسرة بأبخس الأثمان، ستجد الوحدة ظلمًا ممن يريد الوصول لك ولايستطيع، ستُقهر ويخيل لك انك ضعت وضاع كل شيء، ليس لك علم بتدبير الجبار وأنه سيهبك ملكًا لم تحلم به “وكذلك يجتبيك ربك”، إنما الأمر كله لله لا بتدابير البشر.
أفضل انتصارات الحياة هي الانسحاب من كل شيء مُؤذي، الانسحاب من كل شخص غير جدير بالعَطاءِ والثّقة، الرّحيل بكل أدب وهدوء وتركهم للذكريات، فهي لوحدها كافية أن تجعلهم يعلمون ماذا خسروا مع معاشر الناس، هم سيجدون من يشبههم وأنت ستجد نفسك، وذلك أفضل ماقد تحصل عليه في يومٍ من الأيام.
ليس الفراق بالخيار السيئ دائما… ثمة نوع راقٍ و فاخر من الفراق يكون في منتهى الرقي، لا انتقام فيه ولا حقد
فراق يقول فيه كل طرف للآخر ضِمْنًا: كلانا رائع
لكننا مررنا بظروف غير رائعة، والأجمل ينتظرنا في جهتين مختلفين. هذا هو فراق الأنبياء والصالحين والناضجين
{هذا فراقُ بينِي وبينِك}
‏‎الفراق الراقي يحفظ الفضل ويحافظ على ماتبقى من ذكريات، ويترك حبل الود متصل خاصة عند وجود أطراف أخرى .ولتكن هذه الذكريات ثمن أيام جميلة مضت..
قد تعود أو لا تعود ..!!!
فاللهم بصيرةً ترى الأشياء كما هي عليه.فنبصر الحسنَ حسنًا، والقبيحَ قبيحًا، والخير والشرّ والحق والباطل كما هي، والحلال كما أحله الله، والحرام كما حرّمه الله، لانزيد ولا ننقص.

اقرأ ايضا للكاتب

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» الإنسان الراضي

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» العنوسة الناجحة

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» تصحيح التحالفات الاستراتيجية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى