الموقعتحقيقات وتقارير

مع ارتفاع نسب العنوسة والطلاق.. هل تعدد الزوجات أصبح الحل للحد من مشكلات المجتمع؟ «الموقع» يفتح الملف

التعدد.. رجل و4 رؤوس في الحلال

عالم أزهري: رخصة شرعها الله لعباده ويساهم في حل الكثير من مشكلات المجتمع شرط الالتزام بضوابطه

واعظ أزهري: في الوقت الراهن ضرورة يسلم المجتمع من الفساد والزنا وعفة للأرامل والمُطلقات

مؤسس مبادرة تعدد الزوجات: التعدد الحل الرادع للعنوسة وارتفاع نسب الطلاق ورفضه من اختراعات القومي للمرأة

تقرير- منار إبراهيم:

يرى البعض أن تعدد الزوجات له فوائد عديدة للقضاء على العديد من الآفات التي تواجه المجتمع، منها: الحد من انتشار الزنا، وخفض نسبة العنوسة، وقلة عدد الأرامل والمُطلقات، والحد من ظاهرة أولاد الشوارع وانتشار سيدات وأطفال بلا مأوى، وذلك تزامنًا مع ارتفاع الأسعار وعدم قدرة الشباب على الزواج، فهل التعدد أصبح الحل للحد من هذه الظواهر؟، هذا ما يناقشه «الموقع» في التقرير التالي …

قال الدكتور علي محمد الأزهري، عضو هيئة التدريس جامعة الأزهر، إن التعدد رخصة شرعها الله سبحانه وتعالىٰ و دل علىٰ ذلك في قوله تعالىٰ {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا}.

وأشار إلى أنه ثبُت في السنة عند أبي داود والبيهقي والدار قطني وابن ماجه والطبراني وغيرهم، بأسانيد صحيحة عن سيدنا قيس بن الحارث رضي الله عنه قال: أسلمت وعندي ثمان نسوة، فذكرت ذلك للنبي، فقال ﷺ: «اختر منهن أربعًا»، ومن ذلك كان التعدد رخصة من الله تعالىٰ للعباد.

وأكد الأزهري لـ «الموقع»، أن التعدد مشروع بضوابط وليس علىٰ إطلاقه منها: كون الرجل يستطيع الباءة القدرة المالية والجسدية، أن يكون عادلًا فيما بينهن، فإن خاف من عدم العدل فليقتصر علىٰ واحدة كما قال تعالىٰ: {فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة}، فطالما توافر لدى الرجل هذه الضوابط يحق له التعدد وهو ما يساهم في حل الكثير من المشكلات المجتمعية.

ويكمل ففي الحديث قال رسول الله ﷺ: «من كانت له امرأتان، فمال إلىٰ أحدهما، جاء يوم القيامة وشقه مائل”، وكان سيدنا النبيﷺ يسوي بين زوجاته حتىٰ في السفر، كما قال سيدنا أنس رضي الله عنه: “السنة إذا تزوج البكر أقام عندها سبعًا، وإذا تزوج الثيب أقام عندها ثلاثًا».

وأكد أنه على المُسلم العدل بينهن في النفقة والكسوة والمأكل والملبس والمبيت وفي كل شيء إلا أن تأذن إحداهن، و لا يشترط علم الزوجة الأولىٰ، فلم يرد في الشرع ما يشترط هذا، وطالما أنه لم يفعل ما يخالف ما شرعه الله تعالىٰ فليس عليه من إثم.

ومن جانبه، قال عثمان أحمد، واعظ بالأزهر الشريف، إن الزواج سنة الأنبياء، حيث قال تعالى مخاطبًا النبي ﷺ { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً }، ففي النكاح تحصين الفرج وحماية العرض وغض البصر والبعد عن الفتنة.

وأضاف الواعظ الأزهري أن الشريعة الإسلامية رَغَّبَت في الزواج لما فيه من مصالح عُظمى، وحثّت على تيسيره وتسهيل طريقه، ونهت عن كل ما يقف في سبيله، أو يعوق تمامه، ويكدّر صفوه، حيث قال ﷺ: « يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج».

وأشار إلى أن البعض يرى أن التعدد فيه ظلم للزوجة، من حيث يباح للزوج الزواج من أخرى دون مراعاة لشعورها، ولعل بعض الزوجات تقول ليس من حق امرأة أخرى أن تخطف زوجي وتزعزع استقرار بيتي، لذا نقول لها إن تعدد الزوجات ضرورة اقتضتها ظروف الحياة، نظّمه الإسلام وشذّبه وجعله دواءً وعلاجاً لبعض الحالات الاضطرارية التي يعاني منها المجتمع.

ولفت إلى أن التعدد في الوقت الحالي يمثل علاج للكثير من المشكلات التي يعاني منها المجتمع مثل كثرة أعداد النساء عن الرجال، كثرة الأرمل في المجتمع، كثرة المطلقات، من هنا نرجع الى بداية التشريع الإسلامي في مسألة التعدد، حيث جاء الإسلام والرجال يتزوجون أكثر من عشرة نسوة، فحين أسلم غيلان بن سلمة الثقفي رضي الله عنه وتحته عشر نسوة، فقال له النبيﷺ: «اخْتَرْ مِنْهُنَّ أَرْبَعًا».

وأوضح أن الحديث أمر بالحد من عدد الزوجات لمن كان يزيد على أربع، وفي المقابل لم يرِد ما يدل على أنه يجب على من تزوج واحدة أن يتزوج أخرى؛ وذلك لأن تعدد الزوجات ليس مقصودًا لذاته، وإنما يكون لأسباب ومصالح عامة، فالإسلام ينظر إلى النساء جميعهن بعدل، ما ذنب العوانس اللاتي لا أزواج لهن؟، ولماذا لا يُنظر بعين العطف والشفقة إلى من مات زوجها وهي في مقتبل عمرها؟، فأيهما أفضل للمرأة أن تنعم في ظل زوج معه زوجة أخرى، فتطمئن نفسها وتجد من يرعاها، أو أن تقعد بلا زواج طوال عمرها.

نرشح لك : محامي يسأل : هل قضايا الخُلع سعى لخراب البيوت وما حُكم قبولها؟.. واعظة أزهرية تُجيب لـ«الموقع»

وتابع أحمد أن تعدد الزوجات أفضل للمجتمعات حيث يسلم المجتمع من الفساد، ولكنه ليس واجبًا فكثير من الأزواج المسلمين لا يعددون؛ فطالما أن المرأة تكفيه، أو أنه غير قادر على العدل فلا حاجة له في التعدد.

وأكد الواعظ الأزهري أن الإسلام لم يوجب على المسلم الزواج من أربع، بل جعل ذلك على الإباحة، وهذا لا شك أفضل من تعدد العشيقات الذي ينتج منه أولاد الزنا، ويؤثر ذلك على المجتمعات بالأمراض الأخلاقية بل والجسدية.

وفي هذا الصدد، قالت الإعلامية منى أبو شنب، مؤسس مبادرة تعدد الزوجات في مصر والعالم الإسلامي، إن التعدد من حق الرجال وليس من حق الزوجة الأولى الاعتراض أو الرفض في حالة الزواج من اخرى شرعًا.

وأضافت مؤسس مبادرة تعدد الزوجات، أن رفض السيدات زواج الرجال من أخرى من اختراعات المجلس القومي للمرأة، الرجل من حقه الزواج وإذا كانت متضررة تطلب الطلاق وهنا سيكون الطلاق بمزاجها هو لم يجبرها فهذا حقه شرعا.

وأوضحت أن الرجل كان قديمًا يُعدد الزوجات وكان لا يوجد عنوسة، وفي الوقت الراهن يجب على الرجل أن يلجأ إلى تعدد الزوجات نظرًا لسوء أخلاق بعض النساء في التعامل مع أزواجهم، وذلك تأديبًا لهن لأن الزوجة الثانية تقوّم الأولى، لأن المرأة أصبحت جبروت “مفيش واحدة من حقها تقول الراجل مبيعرفش يعدل”، العيب عندها إذا استطاعت جذب زوجها فلن يتزوج من أخرى.

وتابعت أبو شنب: أطلقت هذه المبادرة لوقف نزيف الطلاق بعد أن أجريت عدة أبحاث حول أسباب زيادة نسبة الطلاق ومنها: الدعوات الخفية للتحريض ضد الزوج جعلت النساء تستأثر على الرجال، وقوانين الأسرة لصالح المرأة، والدعوة لتأخر سن الزواج تحت مبرر “عيشي حياتك” والصداقة بين الجنسين جعلت البنات “عوانس”، فسن العنوسة يبدأ من 29 عاما وهناك سيدات تجاوزت الـ 45 عاما ولم تتزوج.

واختتمت حديثها معنا، قائلة: الجيل الحالي أصبح لا يتحمل المشاكل ومسئولية الأسرة، ولكن الغريب هي حالات الطلاق التي تتم بعد 30 سنة زواج، فـ “السوشيال ميديا” وخاصة “الفيس بوك” عامل هام من عوامل زيادة الطلاق، فتوصلت أن تعدد الزوجات هو الحل الرادع للسيدات لأن أحادية الزوجة جعلت المرأة “تفتري” على الرجل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى