الموقعخارجي

مساعد وزير الخارجية الأسبق لـ”الموقع”: توقف “أردوغان” عن “البلطجة” مطلب مصر الأول لتطبيع العلاقات

تُكثف تركيا في الوقت الحالي تصريحاتها الساعية لتطبيع علاقاتها مع مصر التي من جانبها تشترط على أنقرة، مجموعة من الأفعال تتعلق بتغيير سياستها في ليبيا وسوريا، وتسليم المطلوبين من العناصر الإخوانية الهاربة لديها.

وكان قد أعلن وزير الخارجية التركي، مولود تشاوش أوغلو، اليوم الخميس، أن وفدا بقيادة نائب وزير الخارجية سيتوجه إلى مصر مطلع مايو المقبل، في إطار مساعٍ لإصلاح العلاقات المتوترة مع القاهرة.

وقال تشاوش أوغلو، في تصريحات له، مع محطة “إن.تي.في”، أن اجتماعا سيجمعه مع وزير الخارجية المصري، سامح شكري، بعد تلك المحادثات.

وأضاف تشاووش أوغلو، أن “عهدا جديدا يبدأ في العلاقات مع مصر، وستحدث زيارات متبادلة، وسيكون هناك اجتماع مع مصر على مستوى مساعدي وزيري الخارجية والدبلوماسيين وسيتم تعيين سفير”.

وتعليقا على ذلك، قال السفير محمد المنيسي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، لـ”الموقع”: “عندما تفسر مواقف السياسة المصرية فإنها تعطي اعتبارا للأفعال أكثر من الأقوال”.

وأضاف، مصر قالت لتركيا ما الذي تنتظر تنفيذه حتى تعود العلاقات بينهما لطبيعتها.

وتابع السفير محمد المنيسي: “حتى الآن بدأت تركيا بالنقطة التي لم تكن مصر تولي لها أهمية كبيرة، وهي موضوع القنوات  التي كانت تبث من أراضيها ضد مصر”.

ولفت إلى أن موضوع تلك القنوات جاء في آخر قائمة المطالب المصرية من تركيا.

وأوضح السفير محمد المنيسي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن المطلب الأول أنه يجب توقف “أردوغان” عن “سياسة البلطجة” التي ينتهجها في منطقة البحر المتوسط، بمعنى أنه لا بد أن يعيد النظر تماما في مواقفه بالنسبة لدول المنطقة، وخصوصا في ليبيا وسوريا.

ولفت إلى أنه حتى الآن لم يحدث شيء من هذا، معرجا بالقول: “بالعكس.. أرى الزيارة الأخيرة لرئيس الوزراء الليبي عبد الحميد الدبيبة، إلى تركيا أكدت على التمسك باتفاقية ترسيم الحدود البحرية، التي تمت بين تركيا وليبيا في عهد فايز السراج”، مشيرا إلى أن تلك مسألة في غاية الغرابة من القيادة الليبية الجديدة.

وقال، إن اتفاقية “السراج وأردوغان” تخرج تماما عن قواعد القانون الدولي التي يجب تحكيمها دائما في تصرفات الدول مع بعضها.

وعن توقعاته للقاء الدبلوماسي المرتقب بين القاهرة وأنقرة، مطلع مايو المقبل، قال: “القاهرة دائما ما يهمها أرض الواقع وليست التصريحات، بمعنى لو ترغب تركيا في تطبيع العلاقات مع مصر، عليها أن تظهر الكثير من حسن النوايا بتغيير مواقفها التي تخرج تماما عن أطر وأسس القانون الدولي”.

وعن دوافع أردوغان لتغيير ساسته المتشددة مع النظام في مصر، الآن قال السفير المنيسي: “بالتأكيد أردوغان في موقف ليس جيدا، وورط نفسه في مشاكل كثيرة مع دول المنطقة، وأصبح في وضع غير طيب بالنسبة لسياسته الخارجية، ومن بينها إصراره بأن يزج بنفسه في المشكلة الليبية بشكل يتعارض تماما مع قواعد القانون الدولي.. وحتى موقفه مع الاتحاد الأوروبي، غير جيد، بسبب موقفه مع قبرص وهي دولة بالاتحاد”.

وهل لهذا علاقة بموقف مصر من بترسيم الحدود البحرية في منطقة شرق المتوسط، قال: “عندما نقارن تحركات مصر في المنطقة نجد أنها كلها تتسم بمراعاة القوانين الدولية”.

وأضاف: “أول شيء تفعله أنها “تدخل البيت من بابه”، وعندما تحدث لقاءات بين القيادة المصرية ونظيراتها في الدول، يجلس الخبراء معا من الدولتين، يتكلموا في المسائل المشتركة ويبحثوها بشكل قانوني بحت، ثم يضعوا الاتفاق على أرض الواقع ويتم توقيعه بين الدولتين.. والأكثر من ذلك يتم إخطار الأمم المتحدة بصورة من هذا الاتفاق”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى