الموقعتحقيقات وتقارير

مذبحة النطف.. جيش الاحتلال الوحشي يقتل 5 آلاف جنين في غزة..«ملف الموقع»

قرابة المائتي يوم من الحرب على غزة، لم ترحم خلالها قذائف القصف الإسرائيلية بشر ولا حجر، دمرت البنية التحتية للقطاع من الديار و المنازل و المستشفيات والكنائس والمساجد، لم يفرق رصاصهم الطائش بين كبير وصغير فكانت النسبة الأكبر من الشهداء أطفال ونساء، و يرتكز القصف الاسرائيلي على الأطفال في مختلف المراحل العمرية وحتى الأطفال المبتسرين بالحضانّات و أخيرًا الأجنة بأكبر مراكز الخصوبة في غزة، حين أصابت قذيفة إسرائيلية مركز “البسمة” للإخصاب مما أدى الانفجار إلى نزع الأغطية عن خمسة خزانات تحتوي على النيتروجين السائل كانت في زاوية من وحدة الأجنة.

وعندما تبخر السائل بالغ البرودة ارتفعت درجة الحرارة داخل الخزانات وأدى ذلك إلى القضاء على أكثر من أربعة آلاف من أجنة أطفال الأنابيب إضافة إلى ألف عينة أخرى لحيوانات منوية وبويضات غير مخصبة كانت هي الأخرى مخزنة في مركز “البسمة” للإخصاب وأطفال الأنابيب.

وكان مختبر الأجنة في أبريل لا يزال مليئا بالحطام ومستلزمات المختبر المدمرة، وظهرت خزانات النيتروجين السائل وسط الأنقاض، وكانت الأغطية مفتوحة، وظهرت في قاع أحد الخزانات سلة مملوءة بقصبات صغيرة ملونة بحسب رمزها تحتوي على الأجنة المدمرة، وذلك وفقًا لما أكدته وكالة رويترز.

ويعد ذلك الانفجار مثالا على الخسائر غير المرئية للحملة العسكرية الإسرائيلية المتواصلة منذ أكثر من 6 أشهر على قطاع غزة الذي يقطنه أزيد من مليوني نسمة، حيث كانت تشكل تلك الأجنة المتواجدة في الخزانات بمثابة الأمل الأخير لمئات الأزواج الفلسطينيين ممن يواجهون مشكلات في الخصوبة.

لماذا استهدفت إسرائيل مركز “البسمة”؟

تخزن معظم الأجنة المجمدة في غزة في مركز البسمة، ومع اشتداد الهجمات الإسرائيلية، قام الدكتور محمد عجور، كبير أطباء الأجنة في المركز، بشراء دفعة واحدة من النيتروجين السائل، حيث يجب إعادة تعبئة الخزانات بالنيتروجين كل شهر تقريبا للحفاظ على درجة الحرارة دون 180 تحت الصفر في كل خزان، والتي تعمل دون الاعتماد على الكهرباء، لكن إسرائيل قطعت الكهرباء والوقود عن غزة وتوقف معظم الموردين عن العمل.

إسرائيل تضرب حُلم الأمومة في مقتل

تمثل الـ 5 آلاف أجنة أمل يعيش عليه آبائهم و أمهاتهم التي قطعت بكل سبل الأبوة لسنوات طويلة اضطرتهم اللجوء إلى التلقيح وإنجاب أطفال أنانبيب، ولكن بعد قصف المركز هناك نصف الأزواج فقدوا الأمل نهائيًا، حيث لن تكون لديهم فرصة أخرى للإنجاب إذ لم تعد لديهم القدرة على إنتاج حيوانات منوية أو بويضات قابلة للتلقيح.

و على الرغم من الأوضاع التي يعيشها القطاع، يلجأ الأزواج الذين يعانون من مشكلات في الإنجاب إلى التلقيح الصناعي، ومن أجل هذا الحلم يبيعون أجهزة منزلية مثل التلفزيون أو المجوهرات للدفع مقابل تلك الخدمة الطبية.

ويذكر أن، 9 عيادات على الأقل في غزة تجري عمليات التلقيح الصناعي التي تجمع فيها البويضات من مبيض المرأة وتخصب بالحيوانات المنوية للزوج في المختبر، وغالبا ما تجمد البويضات المخصبة، التي تسمى أجنة، حتى يحين الوقت الأمثل لنقلها إلى رحم المرأة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى