الموقعتحقيقات وتقارير

فين زمن «الباشوات» ..كيف رقص «الناصريون» علي جثة «وفد النحاس» وتصدروا مشهد المعارضة في 2022؟

كتبت _ فاطمة عاهد

لسنوات طويلة حاول الوفديون تمهيد الطريق أمام استعادة حزبهم لزعامة أحزاب المعارضة في مصر، بعد سنوات طويلة فقد فيها الوفد مكانته حينما كان يتصدر المشهد السياسي ، إلا أن الصورة الأخيرة التي رسمها حفل إفطار الأسرة المصرية للمعارضة أوضحت تقدم الناصريين بحمدين صباحي على رأسهم بخطوات عدة عن الوفديين.

فقد ضم إفطار الأسرة المصرية الذي برزت خلاله المعارضة برموزها الناصرية عددا من رجال الوفد إلا أنهم لم يكن لهم دورا فاعلا، كأنهم طيفا عابرا ،على الرغم من أنه عرف على أنه حزباً للأغلبية في فترات كثيرة قبل قيام ثورة يوليو 1952.

بدأ الصراع السياسي على زعامة المعارضة بين الناصريين والوفديين مع نهاية ثورة يوليو، لكن تعرض حزب الوفد للحل بعد قيام الثورة، وعاد بعد سنوات من عودة التعددية الحزبية إلى البلاد منتصف سبعينات القرن الماضي، تحت اسم الوفد الجديد.

على الرغم من عودة حزب الوفد، إلا أن العودة الجديدة لم تمن بالقدر الذي يلائم مكانته في التاريخ الحزبي وما قدمه في المشهد السياسي، حيث حكم أعضائه البلاد لفترة طويلة بجلوسهم على كراسي أغلب الوزارات وترأسهم للحكومة.

نرشح لك :  انتقادات لرئيس حزب الوفد بسبب تعيين رؤساء اللجان النوعية.. فهل لـ البدوي  علاقة بذلك؟

لكن ظل حزب الوفد يحصل على بعض من المقاعد البرلمانية، حتى في وقت سادت الساحة السياسية المصرية ثنائية الحزب الوطني وجماعة الإخوان المسلمين، بل ومع انشغال أعضاء الحزب بالتزامات الداخلية بدأ يفقد بريقه السياسي.

كانت بدايات الصراعات الداخلية في الوفد التي جاءت عقب وفاة رئيسه فؤاد سراج الدين وذلك بين خليفته الدكتور نعمان جمعة وما سمي بتيار الإصلاحيين في الحزب بزعامة محمود أباظة كفيلة بأن تهتز قواعده التي أرساها سعد زغلول ووفد الاستقلال.

مبررات الوفديين الجدد في تطلعاتهم إلى استعادة مكانة حزبهم في مقدمة أحزاب المعارضة كثيرة، منها قدوم الرئيس الجديد عبد السند يمامة إلى رئاسته وظن البعض أنها نهاية الصراع لكن أحلامهم تبخرت على وقع اشتعال الفتن من جديد داخل أروقة بيت الأمة.

الصراع بين الوفديين والناصريين
في خطاب للرئيس جمال عبد الناصر، أوضح خلاله سبب إقصاء بعض الأحزاب السياسية عن دورها قائلا إنه لا مكان للإقطاع في مصر ولا مكان “للبشاوات” مشيرا إلى أنه قد طلب من الوفديين أن يقضوا على الإقطاع ليتساوى كل أطياف الشعب.

وأشار خلال حديثه إلى أن الوفديين رفضوا ذلك رفضا قاطعا حيث قال “الوفد رفض قال إن إحنا نوافق على ضريبة تصاعدية ودا يرفع دخل الخزانة عايزين نحرر الإنسان والفلاح يقول ايوه ويقول لا”.

وتابع “طالما هو عامل عند الاقطاعي لن يشعر بالحرية لأن الاقطاعي سيشعره أنه محتاج إلى أجر، ويتحكم في مستقبله، الأحزاب رفضت أن تقضي على الإقطاع لأننا نؤمن أنه لا يمكن لشعب أن يذوق الحرية إلا إذا تكرر الفرد فيه وقضي على الاستغلال والاقطاع”.

من هنا، بدأ الصراع السياسي يشتد بين الناصريين الذي هم في أوج ظهورهم ومشاركتهم خلال الفترة الأخيرة، والوفديين ممن انشغلوا بالسيطرة على الحزب بدلا من مشاركته بشكل إيجابي في كافة ما يحدث داخل البلاد، وسيطرة قلة منه على أغلب المناصب.

كما أطاحت الثورة بالأحزاب السياسية وكان فى مقدمتها حزب الوفد وسجنت رموزه النحاس باشا وفؤاد باشا سراج الدين، لذلك نرى سجالا كل فترة على صفحات مواقع التواصل وعلى المواقع الإخبارية بين الوفديين والناصريين عما حققه الراحل جمال عبد الناصر من إنجازات داخل البلاد أو أزماته ضد الأحزاب السياسية.

يعتبر الوفديون أن توقيع النحاس كرئيس للحكومة على معاهدة عام 1963 مع بريطانيا. كانت الطريق لتغيير وجه الأمة المصرية للأفضل فبسببها تم السماح للحكومة المصرية بالعمل على زيادة حجم الجيش المصرى وقوته وصولا إلى المرحلة التى يمكن له معها الدفاع فيها وحده عن البلاد.

لذا كان الدخول إلى الكلية العسكرية يقتصر على عدد محدود من الأفراد يأتى معظمهم من أبناء الطبقة الأرستقراطية، لكن المعاهدة فتحت باب الدخول أمام أبناء الطبقة الوسطى للقبول فى الكلية العسكرية تحقيقا لهدف زيادة عدد أفراد الجيش وتوسعته، وكان من بين هؤلاء المتقدمين الجدد جمال عبدالناصر وكثيرون من أبناء جيله.

التعددية الحزبية واستبعاد الوفد
في أغسطس عام 1974 أصدر الرئيس السادات ورقة تطوير الاتحاد الاشتراكي حيث وافق على تعدد الاتجاهات داخل الحزب الواحد فيما أطلق عليه بعد ذلك اسم المنابر، وفي مارس 1976 وافق على تأسيس ثلاثة منابر تمثل اليمين «الأحرارالاشتراكيين»، واليسار «التجمع الوطني الوحدوي»، والوسط «تنظيم مصر العربي الاشتراكي» وفي عام 1976 تحولت إلى أحزاب سياسية.

وفي يونيو 1977 صدر قانون تنظيم الأحزاب بالتحول إلى النظام التعددي ثم تم تأسيس حزب جديد أطلق عليه الحزب الوطني الديمقراطي.

يرى الدكتور جمال شقرة أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة عين شمس أن الحياة الحزبية قبل ثورة يوليو كانت تمر بفشل ذريع خاصة في العشر سنوات السابقة على ثورة يوليو ، وكان حزب الوفد في مقدمة تلك الأحزاب التي فضحت نفسها وحينما وجد عبدالناصر أنه يجب التطهير لم يكن جادا وكافيا وعليها أن تطهر نفسها بجدية وفاعلية على النحو الذي يتناسب والنظام الجديد ولقد فهمت الرسالة عناصر الصف الثاني في الحزب بل وفي سائر الأحزاب وسال لعابها على مقاعد القيادة في الأحزاب.

وأكد شقرة على أنه هناك بعض عناصر الوفد تطلعت إلى الإطاحة بالنحاس باشا وكان الحزب يعاني «انفصالا شبكيا» حيث رأي عبد الناصر أن الحياة السياسية في مصر تحتاج للتطهير، لذا أصدر قرار حلها فقد بالتطهير وإعادة التنظيم، وساعده على ذلك أن الأحزاب كان لها رؤى لم تكن تنطوي إلا على برامج ضعيفة، حسب قوله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى