أراء ومقالاتالموقع

عمر النجار يكتب لـ«الموقع»: البروفايل الأكاديمي لمحافظ الغربية لا يكفي لحل المشكلات المتفاقمة

مصير محافظة الغربية بات من موضوعات العدالة مِثلها مثل باقي المحافظات الأخرى الصناعية لا من شئون المستقبل..

لأنَّ المؤرق في هذه المحافظة هو مَصير مستقبل قريتين صناعيتين وغيرهما يُسهمان في توفير عملة صعبة وإتاحة فرص عمل للشباب مثل قرية «شبراملس» إحدى قرى مركز زفتى المهتمة بصناعة الكتان، وكذلك قرية «كتامة» المهتمة بـ صناعة الأثاث لما يقرب بها من 1500 ورشة خاصة بهذه الصناعة المهمة.

جوهر هذا النقاش هو أنَّ الطريق المُؤدي إلى قرية شبراملس من ناحية طريق شبشير- القرشية غير مُمهد على الإطلاق بسبب وجود تكسير بمنتصف وعلى جانبي الطریق ووجود شروخ وتشققات على سطح الأسفلت وإھدار لمساحات كبیرة من الطبقات الأسفلتیة السلیمة..

وكذلك طريق عطف أبو جندي المُؤدي إلى قرية كتامة التابعة لمركز بسيون، لما له من أهمية استراتيجية في دخول وخروج مكونات صناعة الأثاث.

ثمّة وهمٌ كبيرٌ تعيشُ فيه محافظة الغربية وهو أنَّ المحافظ الذي يتولى أمورها دائمًا ما يُولي اهتمامه إلى حدٍ ما بعاصمة المحافظة المتمثلة في مدينة طنطا من ناحية تطوير الكورنيش ليس أكثر من ذلك رُغم أن هناك قرى حيوية واستراتيجية مهتمة بالصناعة وربما لا يُعيرون لها أي اهتمام لكونها ليس في بؤرة التصوير.. وفي هذا تسخيف لحجم مُشكلات المحافظة.

ويُمكن التساؤل هنا: «هل سيقوم المحافظ الدكتور طارق رحمي، بجولة تفقدية على طريق شبشير- شبراملس ليرى حجم التكسير الموجود في منتصف وعلى جانبي الطريق خاصةً وأنَّ عربات وجرارات النقل الكبيرة تقوم حاليًا بنقل الكتان.. نفس هذا الأمر ينطبق على طريق عطف أبو جندي المؤدي إلى قرية كتامة».

يكفي هذان المثالان للإشارة إلى أنّ مشكلات المحافظة لا تتمثل في مدينة طنطا وحدها حيث العاصمة ولكن القيام بجولات لاكتشاف حجم الأزمات الموجودة في القرى والمراكز.

قرية كتامة إحدى القرى المهتمة بصناعة الأثاث تُعاني من مشكلات عديدة أبرزها وجود الورش داخل المنازل السكنية رُغم تخصيص أرض صناعية لنقل الورش بها ورغم ذلك لم يتخذ قرارًا جادًا للفصل في هذه الأزمة.

من طرحَ اسم الدكتور طارق رحمي لتولي منصب محافظ الغربية لا شكّ أنّه ينظر أساسًا في السيرة الذاتية لرجل أكاديمي كان يتولى رئاسة جامعة قناة السويس يُرتجى منه أن يأتي ليُرسي معايير وخطط لحل مشكلات المحليات داخل مراكز وقرى المحافظة، التي لا تنتهي بل تتفاقم لكونها لم تكن بسيطة أو حتى شبه بسيطة.

ورُغم الشكاوي المتعددة لمكتب المحافظ طارق رحمي، بأن موقف قرية القرشية يُعاني من قلة عدد سيارات السرفيس وأنَّ هذه السيارات لا تستوعب الأعداد الكثيفة من الطلاب الذين يُعانون وبشدة في عملية الانتقال من قرية القرشية إلى مدينة طنطا يوميًا إلا أنهم ما يتحركون بعد فوات الآوان بمسكنات مؤقتة تتمثل في إرسال أتوبيس أو إثنين لهذا الخط رُغم أن هذا الخط يستوعب أكثر من 20 أتوبيسًا على الأقل..

إلا أنَّ المنتظر من الدكتور طارق رحمي أكثر من ذلك، فـ وقف حوادث السير على طريق شبشير- القرشية بسبب الطريق غير الممهد وحل أزمات قلة عدد سيارات السرفيس لهذا الخط لا تكفي البروفايل الأكاديمي لمحافظ الغربية، لأنهُ لا بدّ لهُ من القيام بوضع استراتيجية وخُطة واضحة لإصلاح هذا الطريق وتوسعته، وأيضًا طريق عطف أبو جندي وحل أزمة قلة أعداد السرفيس بموقف القرشية.

ولتحقيق هذه المهمّة، يجب على محافظ الغربية، أنْ يَتواجد في الصباح الباكر وتحديدًا في الثامنة صباحًا ويُشاهد المَهزلة التي تحدث في موقف قرية القرشية التابعة لمركز السنطة من تكدس أعداد الطلاب بطريقة مُرعبة ولا يُوجد سيارات سرفيس تستوعب كل هذه الأعداد..

وأن يَرى الطريق المؤدي لقرية القرشية غير الممهد، وينطبق الأمر نفسه على طريق عطف أبو جندي المؤدي إلى قرية كتامة.

لعلّ السؤال الرئيسي الذي يجب أن يكون على طاولة محافظ الغربية: «هل سيكون لديه مُتسع من الوقت للسير على طريق شبشير- القرشية ومتابعة تكدس الطلاب في موقف قرية القرشية وكذلك السير في طريق عطف أبو جندي فيما هو تحت ضغط تحجيم مشكلات الطرق وتحت ضغط قلة عدد سيارات السرفيس في مواقف القرى ترمي إليه مسئولية الحكم والحل في آن واحد بِحكم منصبه».

اقرأ ايضا للكاتب

عمر النجار يكتب لـ«الموقع»: شح الدولار يزيد من حيرة الأطباء.. وآلام المرضى

عمر النجار يكتب لـ«الموقع»: لندن في الربيع تنبض بالحياة والألوان

عمر النجار يكتب لـ«الموقع»: لِمَ التشهير في الجمارك بطبيب يأتي معه بجهاز من الخارج؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى