الموقعتحقيقات وتقارير

ضغطي عالي وعايز حاجة للصداع.. الصيدلية مش «خير زمان».. «الموقع» يفتح ملف التداوي الخطأ

>> نصف حالات الغسيل الكلوي بسبب تناول أدوية دون استشارة طبيب بخلاف الوفيات

>> الصحة العالمية: 42 مليار دولار نتيجة أخطاء التداوى فى العالم

>> «موافي»: نطالب بتشريع يمنع الصيدلى من بيع الدواء دون روشتة طبيب

>> المسكنات والمضادات الحيوية والفيتامينات الأكثر شيوعا

>> «عز العرب»: مخالف للقانون ابتداء من 127 عام 1955 الخاص بالصيادلة

>> «مسلم»: يجب تفعيل الرقابة ومن يصرف دواء ليس الـ OTC يعاقب

تحقيق – رقية وائل ويوستينا أنور

يهرع محمد للصيدلية لشراء أي دواء يريح والدته التي تشكو آلاما بالجسم، يتحدث مع الصيدلي عن تعب والدته، فيصف الصيدلى دواءا لأمه…

وكان الدواء يحوى مادة الكورتيزون، ولا يعلم أن السيدة تعانى مشاكل خطيرة بسبب السكر!
بعد الاستخدام تدخل السيدة فى غيبوبة سكر وتتدهور حالتها تماما، ويكتشف الأطباء أن الدواء الذي حصلت عليه لا يوصف لمثل حالتها وكان يمكن أن تفقد حياتها بسببه.

الموقع” في هذا التحقيق، يناقش ثقافة صرف الدواء مباشرة من الصيدليات، دون استشارة الطبيب، ومخاطر ذلك على الصحة، فضلا عن قيام بعض الصيادلة بتشخيص المرض والدواء، بل وبعض من يفعل ذلك حاصل على مؤهلات غير طبية بعضها دبلومات!

• وفاة كل يوم

حسب منظمة الصحة العالمية، فإن أخطاء التداوى تتسبب فى وفاة واحدة كل يوم، وتؤدى الى وفاة أكثر من 1.3 مليون شخص سنويا فى الولايات المتحدة وحدها، وعلى الصعيد العالمى تقدر التكلفة المرتبطة بأخطاء التداوى بنحو 42 مليار دولار أمريكى.

ويقول المسؤولون فى منظمة الصحة العالمية، “إننا جميعا نتوقع عند أخذ الدواء المساعدة وليس الضرر، لكن هذا ما يحدث عند تناول الأدوية والعقاقير دون الرجوع والمتابعة مع الطبيب، هذا خلاف الضغوطات الهائلة على ميزانيات الصحة فى الدول، فى حين أن تلافى هذه الأخطاء يوفر المال ويحفظ الأرواح”.

• أضرار كبيرة

وفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن كل شخص فى جميع أنحاء العالم يأخذ دواء فى مرحلة ما من حياته سواء للوقاية من الأمراض أو علاجها، قد تتسبب تلك الأدوية فى أضرار كبيرة إذا أخذت بشكل غير صحيح، وقد يقترف العاملين فى المجال الصحى او المرضى، أخطاء تفضى لأضرار جسيمة، مثل طلب أو وصف أو صرف أو تحضير أو تناول الدواء الخاطىء، أو أخذ جرعة خطأ فى التوقيت الخاطىء، ويمكن تفادى جميع أخطاء التداوى عن طريق وضع نظم وإجراءات لضمان حصول المريض المناسب على الدواء المناسب بالجرعة المناسبة وبالطريقة الصحيحة.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد أطلقت مبادرة عالمية للحد من الأضرار الوخيمة المرتبطة بالتداوى، والتى يمكن تلافيها فى جميع البلدان بنسبة 50% خلال السنوات الخمس التى بدأت منذ عام 2017 وحتى 2022، ويهدف التحدى العالمى لسلامة المرضى فيما يتعلق بسلامة التداوى، ومعالجة نقاط الضعف التي تكتنف النظم الصحية وتؤدى الى أخطاء في التداوي، وهو يحدد كيفية تحسين طريقة وصف الأدوية وتوزيعها واستهلاكها، ويعمل على زيادة وعى المرضى بالمخاطر المرتبطة باستخدام الأدوية بشكل سليم.

نرشح لك : كارثة صحية وبيئية .. أكثر من 600 مليون حجم تجارة الأدوية منتهية الصلاحية..لا تدفن ويعاد استخدامها «الموقع» يحقق

هناك تعليمات يجب على المرضى اتباعها عند تناول عقاقير أو أدوية، أهمها، استخدام الدواء المناسب لمشكلته الصحية، وبعد استشارة الطبيب وتشخيصه الصحيح لها، ثم استخدام الجرعة المناسبة وتوقيتها والتي حددها الطبيب وعدم زيادتها من تلقاء نفسك أو أخذها في كل وقت.

ومن المخاطر التي يجب تجنبها، تناول أدوية أخرى خلاف التي وصفها الطبيب، لأنها قد تتفاعل معها وتؤدى لمشاكل خطيرة ونتائج وخيمة، وأيضا يجب التوقف فورا عن تناول أي عقار إذا حدثت مضاعفات أو آثار جانبية، أو حتى لم يشعر بتحسن والعودة للطبيب.

• الصيدلية ليست محل بقالة

الأستاذ الدكتور حسام موافى، أستاذ الحالات الحرجة بالقصر العيني، يقول إن 50 شخصا من كل 100 شخص يقوم بعمل غسيل كلوى يكون بسبب تناول الأدوية بدون استشارة الطبيب، ويجب غلق الصيدليات التى لا تلتزم وتصرف الدواء للمرضى دون وجود روشتة من طبيب، فالصيدلية ليست محل “بقالة”.

نرشح لك : «الموقع» يرصد أضرار الحزن: «متزعلوش»..طبيا خطر ودينيا حرام

وأضاف موافى، أن قرص دواء خاطىء يمكن أن يتسبب فى مشاكل خطيرة وقد يؤدى لضياع النخاع العظمى، ونحن نطالب بتشريع يمنع الصيدلى من بيع الدواء دون روشتة طبيب، ونحن نرى مواطن “ركبته أو ظهره” تؤلمه يذهب للصيدلي، ويطلب منه علاجا فيعطيه الصيدلي دواء لركبته دون السؤال عن وظائف الكلى ولا صورة الدم ولا النخاع العظمى ولا أي شيء…

المواطن يذهب للطبيب أولا قبل صرف الدواء، ومن يقول إن بعض المواطنين ليس معهم أموال للذهاب للعيادات، أقول لهم يذهبوا للمستشفيات الحكومية والوحدات الصحية بالمجان، المهم هو عدم تناول أدوية دون الرجوع للطبيب، فالمخاطر جدا والأضرار وخيمة.

• مخالف للقانون

الدكتور محمد عز العرب، استشاري أمراض الكبد، قال إن صرف الدواء بدون روشتة مخالف للقانون ابتداء من القانون 127 عام 1955 الخاص بالصيادلة والذي ينص على عدم صرف أي أدوية بدون روشتة طبية.

وأضاف عز العرب، أن هناك بعض الأدوية مسموح للصيدلي أن يصرفها وهي تسمي “أدوية على الرف وتعرف بـ OTC وهي أدوية مخفضات الحرارة ومضادات التقلص وهي أدوية بسيطة يمكن للمريض أخذها لحين الذهاب لطبيب مختص.

وتابع، باستثناء هذه الأدوية يجب منع صرف الأدوية لأنها يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات كبيرة للمريض، وحتى يتم صرف الدواء يجب الكشف على المريض وتشخيص الحالة تشخيص سليم.

والأعراض من الممكن أن تتشابه مع أمراض مختلفة فوجود ألم في الظهر قد يعني التهاب في المعدة أو التهاب في الزائدة الدودية، وهكذا…

نرشح لك : سلاسل الصيدليات»..ظاهرة تؤرق سوق الدواء..ماهى سلبياتها على القطاع العلاجى؟..خبراء يتحدثون لـ«الموقع»

وأشار إلى أن كبار السن أحيانا يكون لديهم أعراض تتعلق بالدوره الدموية وهناك أعراض توحي بعدة أمراض فإذا وجدنا شخص يتقيأ فيمكن أن يكون التهاب في المعدة أو قد يكون التهاب في المرارة أو حتي علامة من علامات الذبحة الصدرية، لذلك فإن صرف الأدوية بدون كشف طبي قد يؤدي إلى مضاعفات تنهي حياة المريض والدواء عبارة عن سلاح ذو حدين فنأخذ الإفادة منه نتيجة التشخيص السليم وهذا التشخيص لن يأتي إلا بالكشف الطبي.

• الرقابة على الصيدليات

الدكتور محمد مسلم استشاري القلب والأوعية الدموية، قال إن الصيدلي الذي يصرف الدواء بدون روشتة يخالف القانون، ويجب تفعيل الرقابة على الصيدليات، ومن يثبت صرفه لدواء ليس من ضمن أدوية الـ OTC يعاقب.

وأوضح مسلم، أنه إذا تم معاقبة هذا الشخص قانونيًا فلن يتكرر هذا الأمر ثانية، كما أن وجود عاملين داخل الصيدلية ليس لهم أي دراية بالطب يعد خطأ كبير، وتحدث أخطاء كثيره بسبب وجود أشخاص غير متخصصين في الصيدليات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى