أراء ومقالاتالموقع

سمر مدكور تكتب لـ”الموقع” بعنوان “الحقيقة” .. نشتاق لأجواء ذُروة فيروس كورونا

جائحة كورونا تضرب من جديد بيدٍ من حديد، فلا وقت، من وجهة نظري، للاستهانة أو عدم الانصياع لمقتضيات أزمة مررنا بها وما زلنا نحاول أن نصمد.

كدولة فعلت كل ما تقتضيه الأمور من إجراءات احترازية شديدة الجدية للسيطرة على هذه الجائحةـ والموجة الثانية ليست خرافة أو فزاعة، ولكنها حقيقة تزيد فرص حدوثها مع كل يوم نتخلى كشعب مفترض أنه واعٍ عن الأجواء الآمنة التي تستدعي كامل الالتزام من قبلنا.

مارس ٢٠٢٠ كانت ضربة بداية المباراة ما بين كورونا ومصر، ونحمد الله أننا ما زلنا نصمد أمام معدل الخطورة، ولكن يجب أن نتذكر بعض الأمور التي واضح أن بعضًا منا نسيها، المحلات أغلقت، والدراسة عطلت، والمصالح تم تأجيلها، البنوك أخذت هدنة مع عملائها للتخفيف عنهم؛ تحولت معظم المستشفيات إلى عزل، الأعداد كل يوم كنا نترقبها بتوتر وخوف شديدين.

من منا لم يتعرض لخبر صديق أو فرد من أسرته أو زملائه بأنه أصابه هذا الفيروس ولم نكن نعلم أين ومتى وكيف العلاج، قلوبنا كانت مقبوضة والتضارب العالمي حول هذا الفيروس المحير يزيدنا رعبا، ولكن مع تعامل أجهزة الدولة ووزارة الصحة وحزمة من الإجراءات الاحترازية التي زادت شيئا فشيئا، اطمأنت قلوبنا لوهلة، ولكن الدولة تعمل في اتجاه ونجد بعض الشرائح من الشعب غير ملتزمة، ولوهلة نجد أن هناك نسيانًا لهذه الأيام الصعبة.

كل أزمة تدار في هذا البلد وأرضها بمنتهى الحكمة ولكن أطالب رئاسة مجلس الوزراء كمواطنة مصرية قبل أي شيء بالرجوع إلى القرارارت الحاسمة لعل من نسي أن يستفيق ويتذكر الأيام الصعبة من تضحيات الجيش الأبيض حيث المئات فقدوا بسبب الاستهانة بالموجة الأولى من كورونا.

يجب على جموع الشعب المصري توخي الحذر، فالخسارة هذه المرة سوف ندفع ثمنها غاليا. أذكر نفسي وأنتم باسترجاع القلق والحزن والتوتر والخوف في الشهور السابقة..

أطالب الشعب المصري بالاطلاع على ما يحدث في دول سجلت في الماضي القريب “زيرو” إصابات، لتستفيق على موجة أقوى من كورونا وأعداد أضخم وخوف أكبر وتحديات أصعب، وهي متقدمة عن مصر كثيرا.

الرحمة بأنفسنا وبأولادنا ومصالحنا ومصالح هذا الوطن..

الرحمة والتقدير لأجهزة الدولة التي تواصل الليل بالنهار كل يوم من أجل مصر ..

استفيقوا يرحمكم الله، وقفة مع النفس من الجميع ونأخذ خطوة إلى الخلف لنرى المشهد بزاوية أوسع ..
الالتزام هو الحل كما فعلنا المرة الأولى، ونستطيع أن نفعلها في الموجة الثانية، ويجب الالتزام بكامل الإجراءات الاحترازية، وتوخي الحذر واتباع عمليات التعقيم والتطهير والالتزام بالكمامة والكحول، ليس من أجل تجنب الغرامة، ولكن من أجل صحتنا.

وأحذر من تكرار مشهد تخزين الأدوية، كما حدث، الرحمة بالناس، فالمرض لن يرحم أحدا، ولكن إذا وقفنا في وجه هذه الموجة المنتظرة فسوف ننتصر عليها، ولكن مزيد من الالتزام مزيد من توخي الحذر مزيد من الاهتمام بأولادنا وصحتهم ودراستهم ومصالح المجتمع المصري.

التحدي كبير ولكن في الاستطاعة أن ننتصر كشعب مصري واعٍ ملتزم ودولة لا تدخر جهدا أبدا في حمايتنا بأن نعاهد أنفسنا على عدم تكرار نفس المشهد بنفس مشاهده وأزماته.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى